بيروت - معن بشور
كان في العلم علمًا خفاقًا، وكان للمعرفة داعية لا تعرف الملل، وكان "للامية التقانية" مكافحا لا يعرف الكلل، وكان لفلسطين جنديا لا يعرف اليأس، وكان للبنان وفيا لا يعرف الجحود، هكذا كان البروفسور الراحل الدكتور أنطوان زحلان الذي امتلأت المكتبة العلمية العربية بمؤلفاته، والندوات والمؤتمرات العربية والعالمية بمداخلاته حتى بات اسمه عند الكثيرين مرتبطا بالعلم والتقانة ..كان زحلان يدرك أن الطريق الى فلسطين هو طريق الكفاح العلمي المتكامل مع أساليب الكفاح الأخرى، تمامًا كما كان يؤمن أن الممر الإجباري لنهضة العرب هو ممر العلوم والتكنولوجيا التي افنى عمره باحثًا في علومها ومجاهدا في عالمها...
حين كرمناه في المنتدى القومي العربي قبل سنوات (عام2008) كنا نكرم من خلاله هذا الإنكباب على العلم والتكنولوجيا الذي ما زلنا كعرب متخلفين جدا عنهما.. رغم تفوق العديد من ابناء أمتنا في هذين المجالين حين يكونوا خارج بلادهم، فيما يتراحع اهتمامهم الى حد كبير داخل بلادهم، وحين كنا نحرص في المؤتمر القومي العربي على الطلب من زحلان المشاركة بورقة، كنا نحرص على ربط العروبة بالنهوض العلمي وان نؤكد أن للحركة القومية العربية بعد علمي يعمق الأبعاد الأخرى المعروفة ...
يبقى زحلان الفلسطيني، اللبناني، العربي، العالمي ، من أبرز قاماتنا العلمية على الإطلاق، وليكن رحيله بعد ٩٢ عاما، وبعد عشرات الكتب والمؤلفات التي اغنانا بها، مناسبة لكي نعيد قراءته، ونجدد التمسك بدعوته إلى أن نعطي العلم والبحث العلمي والتكنولوجيا وفروعها،المكانة التي يستحقونها في حياة أمم تنشد التقدم والنهوض .رحم الله الپروفسور العروبي انطوان زحلان والعزاء لعائلته ومحبيه الكثر ولزملائه الذين يعتزون بزمالته .
قد يهمك ايضا
أرسل تعليقك