أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، السبت على أن تقدما يتحقق صوب اتفاق تجارة مع الصين، ونفى أن يكون بصدد دراسة إلغاء الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الصينية، وأضاف «إذا أبرمنا اتفاقا، فبالتأكيد لن تكون لدينا عقوبات، وإذا لم نبرم اتفاقا ستكون لدينا عقوبات».
وأعلن المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كادلو، الجمعة، أنّ المحادثات التجاريّة بين بكين وواشنطن تسير على نحو إيجابي، لكنّه أوضح أنّه «لم يتمّ حلّ أي شيء» حتّى الآن، وقال كودلو: «حقّقنا تقدّما مع الصين خلال اجتماع المفاوضين في بكين بداية هذا الشهر»، غير أنّه أضاف: «لم يتمّ حلّ أي شيء، لا يوجد شيء على الورق، لا يوجد عَقد»، نافيا بذلك تقارير صحافيّة كانت أشارت إلى وجود اتفاق.
وقال كودلو إنّ تلك المعلومات الصحافيّة هي «بكلّ بساطة غير دقيقة»، موضحاً: «لكنّ هذا لا يعني أنّه لن تكون لدينا، خلال الأشهر المقبلة، صفقات جيّدة جدا بشأن التجارة مع الصين».
وأعلنت وزارة التجارة الصينيّة الخميس، أنّ كبير المفاوضين في شؤون التجارة سيتوجّه إلى واشنطن لاستئناف المفاوضات في نهاية يناير/ كانون الثاني، في مؤشّر إلى بعض التطوّر في هذا الملف. وتأتي الزيارة التي سيُجريها نائب رئيس الحكومة، ليو هي، في 30 و31 يناير/ كانون الثاني، قبل شهر من موعد انتهاء الهدنة في النزاع التجاري بين البلدين.
وعرضت الصين المضي قدما في عمليات شراء لمدة 6 أعوام من أجل تكثيف وارداتها من الولايات المتحدة، حسبما قال مسؤولون مطلعون على سير المفاوضات بين الجانبين، وهو ما أحيا الآمال بشأن الوصول لاتفاق لإنهاء النزاع التجاري بين البلدين الذي سيؤثر بشكل ملموس على النمو العالمي في حال تفاقمه.
وذكرت وكالة «بلومبيرغ»، الجمعة، نقلا عن مسؤول مطلع طلب عدم الكشف عن هويته أنه عبر زيادة واردات السلع السنوية من الولايات المتحدة بقيمة إجمالية تبلغ أكثر من تريليون دولار، ستسعى الصين إلى خفض فائضها التجاري الذي بلغ العام الماضي 323 مليار دولار، إلى أن يصل إلى الصفر بحلول عام 2024، وأشار المسؤول إلى أن العرض الذي تم طرحه خلال المفاوضات في بكين في وقت سابق من هذا الشهر، قوبل بشكوك من جانب المفاوضين الأميركيين الذين طلبوا من الصين القيام بأكثر من ذلك، متطلعين إلى أن يتم التخلص من تلك الاختلالات خلال العامين المقبلين.
أقرا أيضًا: ترامب وراء تراجع الأسهم بعد مهاجمة "الفيدرالي"
وبفضل تلك التسريبات التي كانت تبشر بقرب الوصول لاتفاق، ارتفعت أسعار النفط الجمعة لأعلى مستوى في 6 أسابيع، بالنظر إلى أن إنهاء هذا النزاع يبعد شبح الركود الطويل للطلب على الطاقة، وعلى صعيد الطاقة، ذكر تقرير لوكالة «بلومبيرغ» أن خمس مصاف أميركية لتكرير النفط قامت إما بخفض مشترياتها بشكل ملحوظ من النفط الخام الفنزويلي أو استبداله بالكامل في عام 2018. وقد يحذو حذوها المزيد من المصافي، بينما يدرس الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض عقوبات جديدة على الدولة الواقعة بأميركا الجنوبية.
وذكرت وكالة «بلومبيرغ» أن شركتي «رويال داتش شيل» البريطانية الهولندية، و«فيليبس 66» الأميركية لم تعالجا النفط الفنزويلي في مصافيهما الأميركية منذ أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات مالية على الدولة وعلى شركتها «بتروليوس دي فينزويلا إس إيه»، في أغسطس/ آب 2017.
وخفضت «ماراثون بيتروليم» الأميركية ومجموعة «توتال إس إيه» العالمية و«موتيفا إنتربرايزز» وارداتها من النفط من فنزويلا لأكثر من النصف خلال تلك الفترة، بينما تراجع إنتاج فنزويلا من النفط لأدنى مستوياته منذ أربعينات القرن الماضي، أما شركات «فاليرو إنرجي» ووحدة التكرير الأميركية بشركة بي دي في إس إيه، وسيتجو بتروليوم كورب، فواصلت الحصول على النفط من فنزويلا.
وزادت فاليرو معالجة النفط الفنزويلي بنسبة 4.6 في المائة بين يناير وأكتوبر/ تشرين الأول 2018، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق عليه، بينما زادت شركة سيتجو المعالجة بنسبة في المائة، حسب بيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة. وفرضت الحكومة الأميركية على العشرات من كبار المسؤولين الفنزويليين، بمن فيهم الرئيس نيكولاس مادورو عقوبات كجزء من الإجراءات الاقتصادية للضغط من أجل عودة الدولة في أميركا الجنوبية إلى السياسات الديمقراطية، من وجهة نظر الولايات المتحدة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، إن الرئيس ترامب ألغى رحلة وفد الولايات المتحدة إلى المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي ينعقد هذا الشهر في دافوس بسويسرا، بسبب الإغلاق الجزئي للحكومة الأميركية.
وشارك ترامب في منتدى دافوس العام الماضي، وكان يخطط للذهاب مجددا هذا العام لكنه انسحب قبل أيام بينما يخوض معركة مع الديمقراطيين في الكونغرس بشأن تمويل جدار على الحدود مع المكسيك، أدت إلى إغلاق جزئي للحكومة.
وقال مسؤولان كبيران في الإدارة الأميركية، إنه كان من المتوقع أن يرأس وزير الخزانة ستيفن منوتشين ووزير الخارجية مايك بومبيو وفد الولايات المتحدة بدلا من ترامب، وكان من المخطط أيضا أن ينضم إلى الوفد وزير التجارة ويلبور روس والممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر.
وقالت ساندرز في بيان: «مع الأخذ في الاعتبار أن 800 ألف من العاملين الأميركيين لا يحصلون على رواتبهم ولضمان أن يتمكن فريقه من تقديم المساعدة اللازمة، ألغى الرئيس ترامب رحلة وفده إلى المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا».
وقد يهمك أيضًا:
قلق المستثمرين من تباطؤ النمو العالمي يدفع الأسواق للانخفاض
"المنتدى الاقتصادي العالمي" يضع قائمة بنسب المساواة بين الجنسين في 149 دولة
أرسل تعليقك