واشنطن ـ رولا عيسى
تتطلع رئيسة مجلس الإدارة الرئيسة التنفيذي لشركة "لوكهيد مارتن" للصناعات العسكرية والأمن والتكنولوجيا، مارلين هيوسن، للمساهمة في تحقيق رؤية السعودية 2030 من خلال المشاركة بعدة طرق، حيث تشير إلى أن "لوكهيد مارتن" دخلت في مشروع مشترك من أجل تجميع 150 طائرة هليكوبتر من طراز "بلاك هوك" في المملكة.
وقالت هيوسن، التي تعتبر واحدة من أكثر 20 سيدة تأثيرًا حول العالم بحسب مجلة "فوربس" العالمية، إن العلاقة بين "لوكهيد مارتن" والشرق الأوسط بدأت مع تسليم أول طائرات C - 130 للسعودية عام 1965، موضحة أنها واصلت تطورها ونموها منذ ذلك الوقت، مشيرة في حوار صحافي قبيل انطلاق معرض دبي للطيران، إلى أن الدول المسالمة تواجه طيفًا واسعًا من التهديدات، وذلك بدءً بالكيانات غير المنظمة، والدول التي تسعى إلى التوسع والهيمنة على الصعيد الإقليمي، ما يجعل الشركة تساهم فيما يتعلق بسلامة وأمن مواطنيها من خلال شراكتها.
وتحدثت هيوسن عن شراكة "لوكهيد مارتن" مع الإمارات والبحرين، إضافة عن دور التكنولوجيا في عمليات التصنيع وأبرز التحديات التي تواجه قطاع الدفاع، قائلة "أصبحت البيئة الجيوسياسية أكثر تقلبًا وغموضًا من أي وقت مضى في التاريخ الحديث، حيث تواجه الدول المسالمة طيفًا واسعًا من التهديدات، وذلك بدءً بالكيانات غير المنظمة وغير المنضوية تحت جناح الدولة، وصولًا إلى الدول التي تسعى إلى التوسع والهيمنة على الصعيد الإقليمي. ونحن في شركة لوكهيد مارتن نلتزم مساعدة الحكومات في تحقيق أولوياتها الرئيسية، والمتمثلة في سلامة وأمن مواطنيها. ونحن فخورون بالقيام بذلك من خلال التعاون الوثيق والابتكار الذي نجريه مع شركائنا حول العالم".
وأضافت هيوسن: "يسرنا أن نكون جسرًا يربط بين الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، وعلى مدى العقود الماضية، تمثل ذلك في عدد كبير من المجالات، بدءً من قضايا الأمن القومي وصولًا إلى بناء القدرات التكنولوجية والتصنيعية للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وغيرهما من الشركاء الرئيسيين، نحن فخورون بأن العلاقة بين شركة لوكهيد مارتن والشرق الأوسط قد بدأت مع تسليم أول طائرات C - 130 للمملكة العربية السعودية عام 1965، وقد واصلت شراكتنا منذ ذلك الوقت نموها وتطورها".
وتابعت هيوسن: "إننا ندعم عددًا من المبادرات الرامية إلى تشجيع التعليم والفرص الاقتصادية والابتكار التكنولوجي، وقد انضممت في هذا العام إلى مجلس أمناء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا في المملكة العربية السعودية، وسأجتمع مع قيادتها وطلبتها لاحقاً هذا الأسبوع".
وأوضحت هيوسن: "يشرفنا أن نكون جزءً من هذا الإعلان التاريخي في مايو/ أيار الماضي، ويسرنا أن محفظتنا من المنتجات والتقنيات الأمنية العالمية المتقدمة ستساهم في تعزيز الأمن القومي في المملكة العربية السعودية، وفي تعزيز قضية السلام في المنطقة، وتوفير الأساس لإيجاد فرص العمل والازدهار الاقتصادي في كل من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية، وتعمل "لوكهيد مارتن" مع المملكة منذ عقود طويلة للمساهمة في تحقيق أهدافها الوطنية الطموحة، اليوم، إننا نتطلع للمساهمة في تحقيق رؤية المملكة لعام 2030 بطرائق كثيرة. فعلى سبيل المثال، دخلنا في مايو في مشروع مشترك ".
وأردفت هيوسن: "يشار إليها الآن باسم Rotary Aircraft Manufacturing Saudi Arabia (رامسا) - مع شركة تقنية لصناعة الطيران السعودية، وذلك من أجل تجميع 150 طائرة هليكوبتر من طراز "بلاك هوك"، وتدعم هذه الشراكة تبادل المهارات والخبرات بين كل من شركة لوكهيد مارتن والسعودية، كما تعزز تركيزنا المشترك على رؤية المملكة لعام 2030، ويسرنا أن نتمكن من تقديم خبراتنا العالمية للمساعدة في دعم القدرات السعودية لبناء طائرات بلاك هوك في المملكة، وسيدعم هذا المشروع إيجاد أكثر من 400 وظيفة في السعودية وأكثر من مليون ساعة من التدريب، وذلك إلى جانب تعزيز النمو والفرص الاقتصادية".
وبينت هيوسن: "ندرك في شركة لوكهيد مارتن حاجة شركائنا إلى حلول مبتكرة بأسعار مقبولة، حيث إنهم يواجهون مجموعة من التحديات غير المسبوقة، ونرى أن من واجبنا إيجاد سبل لتزويدهم بأفضل التقنيات والحلول لتلبية احتياجاتهم بأكثر الوسائل فاعلية من حيث التكلفة دون المساس بالجودة، إننا نقضي الكثير من الوقت في بحث السبل التي تمكّننا من خفض التكاليف في الوقت الذي نستثمر فيه في الابتكارات التي تزيد من الكفاءة مثل المواد أو العمليات الجديدة. كما نستثمر في البنية التحتية والتقنيات لنتمكن من ابتكار منتجات أقل حجماً وأكثر ابتكارًا في وقت أسرع".
وبشان تأثير التطور المتسارع الذي تشهده التكنولوجيا من المنتجات التي نصنعها اليوم قديمة حتى بمرور عام واحد فقط، على دورة حياة منتجات أو أسلحة صناعة الدفاع بهذا التطور، أكدت هيوسن "هذا سؤال ممتاز. إننا نفكر كثيرًا في كيفية ضمان أن تكون تقنياتنا ومنصاتنا قيمة بالنسبة إلى عملائنا لأعوام وحتى عقود، وقد أثبتنا أننا قادرون على تحقيق ذلك مع منتجات مثل «C - 130» و«F - 16» و«بلاك هوك»، فهذه الطائرات تواصل الطيران منذ عقود بسبب جودتها وقدرتنا على تطويرها وتحسينها باستمرار، لقد كنت محقًا في أن التكنولوجيا أصبحت تتطور بشكل أسرع من أي وقت مضى، فالطريقة التي يتم بها تصميم المنتجات وبناؤها واختبارها وتصنيعها وتسليمها تتغير بسرعة، ولكن هناك فرص هائلة. نحن نشهد تقدمًا سريعًا في التصنيع المتقدم باستخدام أساليب مبتكرة جديدة. في الواقع نحن بالفعل رواد في هذا المجال".
وأبرزت هيوسن: "لنأخذ مثالًا واحدًا فقط، فقد قمنا بإنتاج أول قطع مطبوعة بطابعات ثلاثية الأبعاد لإرسالها إلى الفضاء، وأتحدث هنا عن مركبة جونو الفضائية التي تقع حاليًا في مدار كوكب المشتري، والآن أصبحنا نطبق الطباعة ثلاثية الأبعاد وتصميم الواقع الافتراضي والتصنيع المتقدم في جميع مركباتنا الفضائية الجديدة، ومن خلال الاستفادة من خبراتنا في هندسة النظم المفتوحة، يمكننا أن ندمج البرمجيات بسرعة وبأسعار معقولة على منصات جديدة ومستقبلية مذهلة، مما يتيح إجراء تحسينات من شأنها أن تعزز أو توسع قدرات النظم مع تقدم التكنولوجيا وتطور التحديات التي نواجهها".
وأشارت هيوسن: إلى أنه "على الرغم من أن التحديات دائمًا ما تترافق مع التقنيات الجديدة المبتكرة، فإننا نتطلع بإيجابية لما يحمله المستقبل في مجال الذكاء الاصطناعي، ونشهد اليوم تحولًا رقميًا واسعًا يجتاح العالم، حيث تغير تقنيات وقدرات الكومبيوتر الجديدة الطريقة التي يتم بها تصميم المنتجات وإنتاجها ومراقبتها وصيانتها. ويحمل كل من الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والأدوات الدقيقة والتصنيع المضاف والمجالات المتطورة الأخرى في التصنيع المتقدم وعودًا كبيرة فيما يتعلق بخفض التكاليف وزيادة الكفاءة وتحسين حياتنا اليومية".
ونوهت هيوسن "لقد دفعت الوتيرة المتسارعة للتغيير الشركات إلى البحث عن المواهب العلمية والتكنولوجيا والهندسية والرياضية اللازمة لصياغة المستقبل، وفي الواقع، فإن الابتكار والفرص الاقتصادية والريادة التكنولوجية ستعتمد على كيفية استجابة الشركات والدول من أجل تلبية هذه الحاجة الأساسية، أركز حاليًا على موضوع المواهب بصفته مكونًا أساسيًا لنجاح الأعمال. نحن في "لوكهيد مارتن" نؤمن بأن الابتكار جزء لا يتجزأ من أسلوب عملنا، لذا فإننا ندعم تطوير المواهب في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بهدف تشجيع الطلبة على دراسة تلك المجالات والعمل بها مستقبلًا لكي يحققوا الاكتشافات العظيمة القادمة التي من شأنها أن تحقق التقدم لعالمنا ومجتمعاتنا".
وفيما يتعلق بخططهم للشراكة مع دولة الإمارات، لفتت هيوسن: إلى أن "تعتبر الإمارات والمملكة العربية السعودية من أهم شركائنا في المنطقة، ونفخر بالتعاون وتوثيق العلاقات مع كلتا الدولتين طوال نصف قرن من الزمن، تتعاون شركتنا مع القوات المسلحة الإماراتية في كثير من المشاريع. فمثلًا، يقوم سلاح الجو الإماراتي بتشغيل الجيل الرابع من أحدث الطائرات الحربية المتوفرة حاليًا، ألا وهي طائرات ديزرت فالكون «بلوك 60 إف - 16»، وقد أصبحت الإمارات أول شريك دولي يشتري منظومة الدفاع الجوي الصاروخي «ثاد» الذي يوفر قدرات دفاعية لا تضاهى في المنطقة، وعلاوة على ما سبق، تسهم شركتنا في بناء المجتمعات المحلية التي تعمل فيها، إذ يعد مركزنا للابتكار والحلول الأمنية أحد أهم المساهمين في هذا السياق في الإمارات".
وواصلت هيوسن: "فمن خلال هذا المركز، قمنا بتدريب مئات من الطلبة والقادة التنفيذيين في الإمارات في مجالات الروبوتات، والنمذجة، والمحاكاة، واستكشاف الفضاء، وقد عقدنا شراكة في العام الماضي مع وكالة الإمارات للفضاء بهدف تدريب 17 من الشباب الإماراتيين ضمن برنامج التدريب على أساسيات الفضاء، وشمل البرنامج عددًا من الشباب الصاعدين في قطاع الفضاء الإماراتي الذين التحقوا ببرنامج تدريبي لمدة أربعة أشهر بهدف تعلم أساسيات الفضاء داخل مركز الابتكار التابع للشركة في مدينة مصدر، وفي الولايات المتحدة أيضًا".
ونوهت هيوسن: "تعد البحرين أول دولة خليجية تستحوذ على أحدث طائرات «إف - 16» المقاتلة من الجيل الرابع في العالم، وإننا نقدّر عاليًا علاقتنا الطويلة مع البحرين ونتطلع قدمًا إلى مواصلة العمل مع المملكة لضمان أمن المنطقة واستقرارها واستدامتها، مشيرة إلى أن "بلغت نسبة مبيعاتنا خارج الولايات المتحدة 27 في المئة "أي 12.7 مليار دولار" من إجمالي المبيعات في عام 2016، وإننا نخطط لزيادة هذه النسبة إلى 30 في المائة أو أكثر خلال الأعوام القليلة المقبلة، وتكمن أكبر الفرص المتوفرة للنمو حاليًا في الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا".
وبالنسبة لمجالات النمو بالنسبة لشركتهم، قالت هيوسن "هناك عدة مجالات للأعمال قابلة للنمو. فمثلًا، يعتبر قطاع الدفاع الصاروخي من أهم مكونات أعمال "لوكهيد مارتن"، وإننا نشهد حاليًا اهتمامًا متزايدًا من عملاء حول العالم يودون معرفة المزيد حول الأنظمة التي نقدمها، هناك اهتمام متزايد أيضًا من قبل دول الشرق الأوسط، ومنها السعودية التي أعلنت مؤخرًا عن عزمها شراء منظومة الدفاع الصاروخية «ثاد»، نركز أيضاً على تقنيات نعتقد بأنها ستشهد نموًا في المستقبل، وتعتبر الأنظمة ذاتية التحكم، والطاقة الموجهة، وأنظمة الفرط الصوتي "هايبرسونيكس"، من المجالات التي نستثمر فيها حاليًا لأننا نعتقد بأنها ستشهد اهتمامًا متزايدًا من العملاء".
وبشأن العوامل التي ستجعل 2018 عامًا أفضل بالنسبة إلى «لوكهيد مارتن» مقارنة بعام 2017، صرحت هيوسن: "يواجه قادة العالم مناخًا جيوسياسيًا غير مسبوق من التقلبات، كما يواجه شركاؤنا مجموعة واسعة من التهديدات التي تتزايد رقعتها الجغرافية لتصبح عابرة للقارات وغير متناسقة. لذا فإن شركاءنا يتطلعون بشكل متزايد إلى «لوكهيد مارتن» للاستفادة من الحلول المناسبة في مثل هذا المناخ الجيوسياسي، فهم يرغبون أن نزودهم بالتقنيات والأنظمة المدمجة التي يمكنها أن تجابه مختلف التهديدات المتنامية بفعالية. إن محفظة منتجاتنا وقدراتنا لا تضاهى، ونحن جاهزون دومًا لتلبية احتياجات عملائنا بطريقة مبتكرة وبتكاليف معقولة".
وأردفت هيوسن: "تسعى «لوكهيد مارتن» إلى الاستثمار في تطوير المجتمعات التي تعمل بها، ولدينا عدة شراكات واستثمارات مؤسسية في المملكة العربية السعودية وفي دول مجلس التعاون الخليجي، لقد انضممت هذا العام إلى عضوية مجلس أمناء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا، وسوف ألتقي بقيادة الجامعة بعد الانتهاء من جولتي هنا في الإمارات، وبصفتها مؤسسة أكاديمية مهمة ومخصصة للأبحاث وتدريب الخريجين، يسرني أن أسهم في هذا الأمر، وأن نستكشف أفق التعاون المحتملة عبر الاستفادة من تقنيات «لوكهيد مارتن» في المشاريع المهمة التي يضطلع بها الطلبة في المملكة، لقد تعاونا العام الماضي مع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومؤسسة مسك الخيرية وكلية بابسون لإطلاق كلية جديدة لريادة الأعمال، ألا وهي كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال، وقد سررت كثيرًا برؤية الكلية وهي ترحب بأول دفعة من الطلاب خلال شهر سبتمبر/ أيلول لدراسة برامج ماجستير إدارة الأعمال، ونحن نتطلع إلى رؤية الابتكارات المستقبلية التي سيضطلع بها هؤلاء الطلاب في المملكة وإلى تعزيز التعاون معهم".
وبشأن خطط للمساهمة في صناعة مركبات استكشاف المريخ خلال الفترة المقبل، أكدت هيوسن " إننا فخورون بمساهمتنا في مختلف مكونات صناعة الفضاء، بدءً من الأمن القومي ووصولًا إلى استكشاف الفضاء. وقد شاركنا في جميع المهام المتعلقة بالمريخ. ونحن بدورنا نعتقد بأن هناك اهتمامًا متزايدًا حول العالم لخوض تحديات جديدة في مجال الفضاء. لقد أدليت بشهادة مؤخراً أمام نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في مجلس الفضاء القومي حيث قمت بتسليط الضوء على الطرق الكثيرة التي يمنحنا عبرها قطاع الفضاء قيمة حقيقية في حياتنا اليومية ويسهم في تعزيز التقدم الاقتصادي والإنساني، إننا في «لوكهيد مارتن» نراهن على هذا المستقبل المشرق. كما نسعى إلى الابتكار في جميع برامج الفضاء الخاصة بنا، بما في ذلك تطبيق تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، وتصميم الواقع الافتراضي، والتصنيع المتقدم في جميع مركبات الفضاء الجديدة الخاصة بنا. لقد قمنا بصناعة 1600 قطعة وأداة باستخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد خلال الأشهر الثلاثة الماضية، كما نقوم بالاستثمار في البنية التحتية لنعزز سرعتنا ولنصبح أكثر ابتكارًا".
واختتمت هيوسن: "قد قمنا مؤخرًا بتدشين منشأة حديثة لتصنيع الأقمار الصناعية بتكلفة بلغت 350 مليون دولار في مدينة دينفر، وسوف نطبق في هذه المنشأة كل التقنيات الحديثة مثل الواقع المعزز والروبوتات، بهدف خفض التكاليف وتسريع الجداول الزمنية. وسوف نواصل العمل على تحسين منتجاتنا لتلبية كافة متطلبات عملائنا".
أرسل تعليقك