بيروت - لبنان اليوم
يتصدّر موضوع رفع الدعم عن المواد الغذائية والادوية والمحروقات سلّم اولويات اللبنانيين، إذ بات اليوم شغلهم الشاغل وهمّهم الكبير الذي لا يبدو أنه سينجلي! لكن الواضح ان احد جوانب مشكلة رفع الدعم تتمحور حول حسابات شخصية لبعض السياسيين القابعين في موقع المسؤولية، ووفق مصادر مطلعة فإن رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب يحاول قدر الإمكان عدم اصدار القرار برفع الدعم ويسعى لترحيل هذا الملف الى الحكومة المقبلة كي لا يقف امام الشعب في "بوز المدفع" فينفجر الشارع في وجهه مجددا، لذلك فهو يبدو انه يسير في عدّة خطوات في محاولة لتخفيف وطأة هذا القرار الذي بات شبه مضطر على اتخاذه.
وتعتبر المصادر انه بعد نفاذ احتياط العملات الاجنبية لدى مصرف لبنان، بات دياب مجبرا على الذهاب نحو قرارات جدية وفقًا للحالة الطارئة في البلاد، لكنه أراد الالتفاف على الواقع وتحميل مصرف لبنان مسؤولية هذا القرار باعتباره صاحب الصلاحية في هذا الامر، راميًا هذا العبء عن كاهل الحكومة معتبرًا أنه على الوزراء المعنيين تقديم اقتراحاتهم للمصرف والاتفاق حول الموضوع.
كما ان دياب استبدل عبارة "رفع الدعم" بمصطلح "ترشيد الدعم" ما يعني أنه أراد القول بأنه سيبقي الدعم على بعض المواد الغذائية وبعض الادوية اضافة الى مادة المازوت كما سربت وسائل الاعلام، الا ان هذه الطريقة تؤدي، وفق اخصائيين، الى استمرار هدر اموال اللبنانيين من العملات الاجنبية ولن تؤسس لحلّ جذّري للمشكلة. فإلى متى يبقى دياب هاربا من المسؤولية بهدف الحفاظ على صورته؟!
وتتابع المصادر، ان على رئيس حكومة تصريف الاعمال اتخاذ قرار حاسم وواضح من أجل الحد من الخسائر التي أُلحقت بالبلاد والعباد، لكنه عوضًا عن ذلك يحاول كسب الوقت بانتظار حلحلة للتعقيدات التي تكبّل تشكيل حكومة الرئيس المكلف سعد الحريري كي يرمي الكرة الى الحكومة الجديدة ويورّطها بقرار رفع الدعم.
من الواضح ان الرئيس المستقيل حسان دياب ما زال حتى اليوم يكابر بالوقوف امام مسؤولياته، إذ انه ومنذ استقالة حكومته يتعامل مع منصبه وكأنه شاغر، وبالتالي فهو يبدو غير مستعد لبذل اي جهد من اجل تغيير الوضع الراهن او بأقل تقدير التخفيف من حدّته!
قد يهمك أيضا :
حكومة تصريف الأعمال في لبنان تتحدَّث عن فوز الفساد وضرب كرامة البلاد
دياب يؤكد أن لا يكتمل الاستقلال الا بإصلاح يوقف الفساد
أرسل تعليقك