لندن ـ كاتيا حداد
سيطَرَ مستثمرون صينيون على شراء ممتلكات ضخمة في المملكة المتحدة، مما أثّر على تسعير المساكن، وعلى خروج أهالي البلاد من سوق شراء العقارات، نظرًا إلى أن المطورين البريطانيين يبيعون للمشترين في الصين
بأسعار مبالغ فيها، واستغنوا عن المشترين المحلين تمامًا، فيما أكّد النقاد أن مثل هذه التكتيكات تهدد وتزعزع الاستقرار في سوق العقارات، وتُعمق أزمة السكن.
وفتح المطورون البريطانيون مكاتب في بكين وشنغهاي لتلبية الطلبات المتزايدة على شراء الشقق الجديدة في بريطانيا من قِبل الصينيين، في مبانٍ جديدة في مواقع متميزة وسط المدينة.
ولا تقتصر تلك الظاهرة على لندن فحسب، بل وصلت إلى برمنغهام، حيث بيعت 30% من الشقق حديثة البناء لصينيين، أو لبعض من المستثمرين الذين لديهم أبناء يدرسون في الجامعات البريطانية، ويُقدِّم بنك الصين رهونًا عقارية بالاسترليني للمستثمرين الصينيين.
وأعلن مالك شركة "Sequre" للتطوير العقاري مايكل ساكس أنه تم شراء وحدات سكنية في وسط المدينة، ومن ثم إعادة بيعها لمستثمرين معظمُهم صينيُّون، بأسعار أكثر بكثير مما تستحق، وهذا الذي يسبب نقصًا حادًّا للسكن في المدن، لأنه يتم شراء وحدات وهي ما زالت تحت الإنشاء، وهذا حتمًا سيسبب ارتفاع في أسعار أسهم العقارات.
وأوضح ساكس "هذا يذكرنا بالعام 2007، حين كانت تُباع العقارات والشقق الجديدة في المدن الشمالية مثل ليفربول ومانشستر لمستثمرين صينيين مقابل من 25 إلى 30 % فوق القيمة السوقية".
وكَشَفَت دراسات حديثة عن أن أجزاء كثيرة من البلاد وقعت في قبضة فقاعة أسعار المنازل، وارتفعت الأسعار في بعض أحياء لندن بنسبة 30% في عام واحد فقط، وشَهِدت آخرى مثل مانشستر وبرايتون زيادة في أسعار العقارات إلى الضعف.
وأكَّد وزير الأعمال البريطاني فينس كيبل أن الطبقة المتوسطة لا يمكنها تحمُل تكلفة ملكية تلك المنازل، وأوضح "إن المشكلة الأساسية هي عدم التوازن المزمن بين العرض والطلب".
ودعا النائب الليبرالي الديمقراطي سايمون هيوز إلى تطبيق قواعد أكثر صرامة تمنع مطوِّري الإسكان من بيع العقارات إلى مشترين من الخارج.
ووجد سافيلس، وكيل عقارات، دراسة تفيد بأنه تم بيع 51% من العقارات بوسط لندن للمشترين من الخارج في الأشهر الـ12 الماضية، وارتفع هذا الرقم بنسبة 80% لشراء العقارات حديثة البناء في العاصمة.
وسيتم الانتهاء من بناء موقع جديد يُقدّر سعره بحوالي 600 مليون جنيه إسترليني في "وسط المدينة" الجديد، ويشمل على 661 ما بين منازل جديدة ومتاجر وحانات ومطاعم.
وأعلن مدير مجموعة غرينلاند للمطورين ومقرها شانغهاي تشانغ يو ليانغ أنه بدلاً من توفير المساكن التي يحتاج إليها السكان المحليين، فيمكن للطبقة الغنية والطبقة المتوسطة الصينية شراؤها.
أما أنجيلا لين غا وان، التي تساعد المستثمرين الصينيين في العثور على العقارات في لندن فتؤكّد أن زبائنها يرون أن المملكة المتحدة مكان آمن للاستثمار.
ولَفَتَ رئيس قسم الأبحاث السكنية في "غونز لانغ لاسال" آدم تشاليس إلى أنه ينبغي الترحيب بهذا الاتجاه، قائلاً "بعد الانكماش الاقتصادي أصبح من الصعب جدًا تأمين هذا النوع من الاستثمار".
وبرزَت أرقام جديدة من هاليفاكس تفيد بأن الأسعار قد ارتفعت بنسبة 8.7% في العام المنتهي في آذار/ مارس، وهو أعلى معدل زيادة منذ تشرين الأول/ أكتوبر العام 2007.
أرسل تعليقك