لويس روفائيل ساكو يؤكد رفض الكنيسة مبدأ الهجرة الجماعيّة
آخر تحديث GMT10:21:07
 لبنان اليوم -

بيَّن لـ"العرب اليوم" معاناة مسيحيي العراق من الإقصاء

لويس روفائيل ساكو يؤكد رفض الكنيسة مبدأ الهجرة الجماعيّة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - لويس روفائيل ساكو يؤكد رفض الكنيسة مبدأ الهجرة الجماعيّة

بطريرك الكلدان في العراق لويس روفائيل ساكو
بغداد ـ نجلاء الطائي

أكد بطريرك الكلدان في العراق والعالم، لويس روفائيل ساكو، رفض الكنيسة القاطع للهجرة الجماعية، وأن إعلان النفير العام للمسيحيين من أجل الخروج من البلد بمثابة كارثة جماعية وخطيئة مميتة، داعيًّا المسيحيين العراقيين إلى الصبر وعدم الانجراف وراء بعض النفوس الضعيفة التي تريد النيّل من المكون المسيحي في العراق مثلما فعلوا بأقرانهم.

وذكر ساكو، في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، أن المسيحيين في العراق يعانون من العنف والنزاعات والتهجير والإقصاء والتهميش، وأن النازحين والمهجّرين المسيحيين يعيشون أوضاعًا غاية في الصعوبة سواء داخل العراق أو في دول الجوار والمهجر.
وأوضح ضرورة بلورة رؤية سياسية واضحة لوجود المسيحيين في المنطقة وتحرير الأراضي المغتصبة من التنظيمات المتطرفة، مؤكدًا أن الكنيسة الكلدانية كانت وما تزال تقدم كل المساعدات الممكنة ماديًّا ومعنويًّا للنازحين.

وبشأن مقاطعة المرجعيات المسيحية "المؤتمر الوطني للتعايش السلمي وحظر الكراهية" أضاف ساكو: عدم وجود جدوى من المشاركة في مناسبات تقتصر على الكلمات والشعارات من دون أفعال، في حين يعد ما يحدث في المنطقة والعراق نتاج مخطط دولي لتغيير نظم بلدانها وواقعها السكاني، ومقاطعة المؤتمر جاءت بسبب الحيف الذي يمارس ضد المسيحيين وآخره الإجحاف بحقهم في قانون البطاقة الوطنية الموحدة، والتجاوز على ممتلكاتهم الخاصة.

ورأى البطريرك ساكو أن ما يحدث في المنطقة عامة والعراق وسورية وليبيا واليمن خاصة، مخطط له بدقة من قِبل عدة دول، معتبرًا أن الدول العظمى لاسيما الولايات المتحدة الأميركية، لها اليد الأكبر في تغيير نظم تلك البلدان وواقعها السكاني، بحسب ما أكده سياسيون أميركيون بارزون، لم يكشف هوياتهم.

وأوضح أن دخول داعش وباقي الجماعات المتطرفة إلى العراق وسورية وغيرها من البلدان، واستهدافهم الأبرياء وتهجيرهم وسلب ممتلكاتهم، مخطط ينفذ لصالح جهات معينة، متسائلاً "من أين جاءت تلك التنظيمات المتطرفة وكيف دخلت واحتلت كل هذه المساحات الشاسعة من الأراضي من دون مقاومة؟ وكيف زودوا بأسلحة فتاكة ومتقدمة؟ وما مصادر تمويلهم".

وعدّ ساكو أن الحقائق على الأرض تؤكد أن ما حدث عمليات مدعومة هدفها التغيير لصالح مخططات استراتيجية ومصالح كبرى، منتقدًا التصريحات المتناقضة التي يطلقها المسؤولون، التي تبعث على الإحباط والألم، إذ يقولون مرة إن الحرب ضد داعش ستنتهي خلال بضعةأأيام أو اسابيع، وطورًا يقال إنها ستستغرق عشرات السنين، من دون أن يحددوا ساعة الصفر لتحرير الموصل وبلدات نينوى، وما إذا كانت ستتم فعلاً بعد تحرير الرمادي أم لا.

وبشأن رفضه استقبال الجهات السياسية العراقية، أكد بطريرك الكلدان في العراق والعالم، أن ذلك يعبر عن السأم من الكلام المعسول والخطابات الرنانة غير المقترنة بالأفعال على أرض الواقع، إذ رفض استقبال تهنئتهم بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية بسبب انتهاك حقوق المسيحيين الطبيعية والشرعية والوطنية، ومعاملتهم إياهم كمواطنين من درجة أدنى، مضيفًا أن الكثير من الشواهد اليومية تدل على مدى الحيف الذي لحق بالمسيحيين العراقيين.

ونفى أن يكون قد منع هجرة المسيحيين خارج العراق، عادًا أن ذلك شائعات من المؤسف أن يكون بعض القسس وراء إطلاقها، وتابع: لم أقف يومًا بوجه من قرر الهجرة؛ لأنها حق مشروع من يقررها يتحمل مسؤولية ذلك، "لكن الكنيسة صارت شماعة يعلقون عليها مشاكلهم، برغم أنها لا تصنع معجزات وتنقل الناس حيث يريدون، من يرغب في الهجرة فليسافر، لكني شخصيًا أفضل البقاء لأن هذه البلاد هي بلادنا وأرضنا والغرب ليس بالفردوس، ولابد أن يأتِ السلام في النهاية لأن الحرب لن تدوم، ثم هناك بطاركة للطوائف الأخرى لهم موقفهم وتوجيهاتهم".

ومضى بطريرك الكلدان في العراق والعالم، قائلاً إن "الكنيسة لا تقبل الهجرة الجماعية على غرار ما قام به اليهود، إن كان هناك من يقدر على القيام بها فليعلن ذلك ويقدم عليه، لأن هجرة شخص مهدد أو عاطل أو يود لم شمل عائلته أمر مقبول، لكن أن نعلن نفيرًا عامًا للمسيحيين للخروج من البلد فهو كارثة جماعية وخطيئة مميتة، وعلى الرغم من المأساة التي تمر بها البلاد عامة، وشعبنا المسيحي تحديدًا، فأنا واثق أن الشر لن يدوم وأن السلام والاستقرار لا بد أن يعودا.

ودعا ساكو المسيحيين إلى قراءة التاريخ وتعلم دروسه وعبره، والإكثار من الصلاة والصبر والصمود والتعاون كي تهون الأمور، معربًا عن أمله بأن يتمكن المسيحيون المغتربون في الأردن ولبنان وتركيا، من تحقيق مرادهم لأن وضعهم محزن.
واختتم حديثه قائلًا: الغرب ليس جمعية خيرية تأتي لمساعدة المحتاجين فالغرب علماني وأقرب إلى الإلحاد أكثر من الإيمان ولديه أجندة سياسية لا تنظر إلى المكونات وإنما تهتم بالمصالح الاقتصادية والنفط والغاز، فالمنطقة أشبه بالبركان ولكن الغرب لا يهتم لذلك، وحجج الغرب بالدفاع عن الأقليات والمسيحية ذريعة للتدخل مثلما يجد أيّة ذريعة لدخول أي بلد كالأسلحة النووية وغيرها.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لويس روفائيل ساكو يؤكد رفض الكنيسة مبدأ الهجرة الجماعيّة لويس روفائيل ساكو يؤكد رفض الكنيسة مبدأ الهجرة الجماعيّة



GMT 12:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

جو بايدن يدعو الأميركيين إلى التوحد من أجل مصلحة البلاد

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 لبنان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon