لندن ـ وكالات
لم يكن حال فيورنتينا العام الماضي يسر لا الخصم ولا الصديق …فالفريق عانى من تخبطات كبيرة كادت تودي به إلى غياهب الدرجة الثانية لولا صحوة الأسابيع الأخيرة بقيادة ديليو روسي، لكن الأخير خرّب عمله الجيد بضربه للاعب الصربي لياليتش ليجبر الإدارة على إقالته ويمر الفريق بمرحلة حرجة انتهت على خير …إلا أن فيورنتينا كان في موسم ٢٠١٢ -٢٠١٣ فريقاً آخر تماماً بقيادة مدربه الشاب فيتشنزو مونتيلا الذي جاء إليه من كاتانيا ، فتحول من فريق متخبط إلى فريق صلب منافس على المقاعد المؤهلة لدوري الأبطال فكيف حقق مونتيلا هذه المعجزة .
مونتيلا جاء إلى فيورنتينا بأفكار واضحة تماماً حيث اعتمد من البداية خطة ٤-٣-٣ التي تمنح الفريق حركية أكبر للفريق عن طريق تبادل المهام مابين خطي الوسط والهجوم بالإضافة إلى دعم قوي من الظهيرين…ولأجل تحقيق ذلك كان لابد من الاستثمار في السوق لجلب لاعبين قادرين على تطبيق هذا الأسلوب بأفضل طريقة ممكنة ،وفعلاً استثمرت الإدارة بقيادة ديلا فالي بكل قوتها …فاستغلت هبوط نادي فياريال الاسباني إلى الدرجة الثانية بأفضل طريقة ممكنة جالبة كلاً بورخا فاليرو الفنان وجوسيبي روسي الذي لم يلعب حتى اللحظة بسبب الإصابة …كما جلبت أكويلاني من الميلان وديفيد بيزارو من رونا والحارس إيمليانو فيفيانو من الإنتر ، لتصبح تشكيلة فيورنتينا مميزة بكل ما للكلمة من معنى وليبدأ مونتيلا العمل الشاق والمتقن الذي ظهرت علاماته بشكل واضح …فارتفع رصيد فيورنتينا النقطي بشكل كبير حيث أنه وقبل ثلاث مراحل يمتلك ٦١ نقطة مقابل ٤٦ في نهاية الموسم الحالي، كما ارتفع رصيد أهدافه من ٣٧ إلى ٦٥ أي بزيادة ٢٨ هدفاً مما يدل على العمل الهجومي المميز الذي يقوم به الفريق ، ورغم أن الدفاع بقي نقطة الضعف الأساسية حيث تلقى ٤٣ هدفاً وهو رقم ليس بالقليل إلا أن ذلك لا يقلل أبداً من قيمة الفريق ونتائجه.
يحسب لمونتيلا أنه عرف كيف يعيد ترتيب البيت الداخلي لأحد أجمل فرق إيطاليا لعباً بعد أن ذبحته التقلبات …ويحسب له أنه قدّم لنا فريقاً ناضجاً خاصة من ناحية الأداء الهجومي والشجاعة في الاندفاع نحو الأمام …لكن مونتيلا لم يكن لوحده بل كان هناك إدارة متفاهمة ومتناغمة مع فكره الكروي ، والدليل أن النجوم الذين تم جلبهم ” باستثناء روسي ” قد تم توظيفهم بأفضل طريقة، ولا يعرف إن كانت الإدارة قادرة على الإبقاء على مدربها الشاب أم لا ..لكن الأكيد أن أكثر فرق إيطاليا ندماً هو روما الذي فرط بموهبة تدريبية قد تكون الأفضل في إيطاليا في يوم ليس بالبعيد .
أرسل تعليقك