أكد مصمم الأزياء الرجالية التقليدية محمد نجمان، أنَّ تصميم الأزياء لم يعد مسألة بسيطة وسهلة كما كان في السابق؛ مشدّدًا على أنَّه أصبح أكثر تعقيدًا إذ يتطلب من المصمم أن يتحلى بالصبر الكبير وأن يواكب مختلف المستجدات التي تطرأ على عالم الموضة، لاسيما في الأعوام الأخيرة .
وأوضح نجمان في مقابلة مع "العرب اليوم" أنَّ المصممين العالميين أصبحوا يتنافسون بشكل شرس مع المغاربة في تصميم القفطان المغربي، إذ أصبحت هذه القطعة لا تقتصر فقط على المغاربة بل تجاوزت ذلك لتصل إلى البلدان الغربية والشرقية.
وأضاف: "هذا أكثر شيء جعلني أبتعد عن تصميم القفطان الخاص بالنساء وأتجه إلى التصاميم الرجالية؛ ليس لأنها سهلة أو تختلف عن القفطان النسائي، على العكس فهي صعبة جدا ومعقدة جدا في اختيار القصات والتفاصيل واللمسات المتعلقة بالجابدور والجلابة الرجالية، بل اخترت أن أتجه إلى هذا النوع من التصاميم كونها ما تزال محصورة في المغرب وأنا أعشق الأشياء التي لا تجدها منتشرة بشكل كبير أينما حللت وارتحلت، وأنا أسعى من خلال تخصصي الذي اكتفيت به لأن أوصل هذه القطعة إلى العالمية بطريقتي وجعلها لباسًا يقبل عليه الأجانب بشكل كبير".
وتابع: "القفطان المغربي استهواني منذ الطفولة وورثت هذه المهنة عن جدي وعن والدي الذي كان خياطا تقليديا مشهورا في مدينة مراكش وجعلني حبه وتشبثه بهذه الحرفة البسيطة إلى التعلق بالألوان والأقمشة والقصات والتفاصيل، فالتحقت بعد حصولي على شهادة الباكالوريا بأحد المعاهد الخاصة بتصميم الأزياء التقليدية والعصرية إلا أن القفطان المغربي والجلابة التقليدية كانا هاجسا يلاحقني حتى بعد سفري إلى الديار الايطالية التي قضيت فيها أكثر من 15 عامًا لم أكف يومًا عن تصميم القفطان المغربي الذي تعلمت أصول تصميمه وإتقانها من والدي ثم صقلت هذه الموهبة بالدراسة".
واستدرك: "في ظل الأزمة الاقتصادية عدت إلى مسقط رأسي مراكش التي أعشقها حتى النخاع؛ لأفتتح مشروعي الخاص بتصميم الأزياء التقليدية إلا أني صدمت بواقع القفطان المغربي والتنافسية الشرسة التي يعيشها، ما جعلني أبتعد عنه وأتجه إلى حرفة والدي وهي تصميم الزي الرجالي التقليدي، الذي أدخلت عليه لمساتي الخاصة وبصمتي التي أعتبرها حديثة بعض الشيء والتي ساهمت في تجديده ونقله إلى الحداثة دون الخروج عن أصالته المغربية التقليدية".
وأشار نجمان إلى أنَّ "هذا التوجه الذي اخترته لم أندم عليه يوما وذلك كون الجابدور والجلابة الرجالي تعرف إقبالا كبيرا لم يعد يقتصر فقط على كبار السن بل حتى الشباب لاسيما بعد أن عرف تجديدا وحداثة ساهمت في هذه النقلة النوعية التي أصبح عليها الآن".
واستدرك: "أنا في تصاميمي لا أنتظر المناسبات حتى أطرحها بل أكون على استعداد دائمًا من خلال القطع التي أصممها وأجهزها حتى تكون ضمن القائمة التي أعرضها سواء في المغرب أو خارجه، رغم أن الزي الرجالي التقليدي لم يصل بعد إلى العالمية كالزي النسائي إلا أنَّ هذا لا يمنع أن الجابدور الرجالي أو الجلابة التقليدية أصبحت معروفة في عدد من الدول العالمية، ولقيت إقبالا كبيرا لاسيما من طرف مجموعة من النجوم العرب كنور الشريف وعادل إمام وغيرهم من الفنانين الذين يعشقون الزي الرجالي المغربي".
وأردف: "كما أني تلقيت عرضًا لتصميم مجموعة من الجلاليب المغربية من طرف مجموعة من الشباب الهنود الذين حطوا رحالهم في مراكش العام الماضي لقضاء عطلتهم السنوية واكتشفوا جمالية الزي الرجالي المغربي، وكانت فرصة مميزة بالنسبة لي لأقدم تصاميمي لهؤلاء الهنود الذين سيساهمون في التعريف بهذه القطع المغربية في وطنهم والتي كانوا يرغبون في ارتدائها لحضور حفل زفاف أحد أصدقائهم وهذا سرني جدا وجعلني في غاية الفرح".
وشدَّد المصمم المغربي على أنَّ "المجموعة التي بصدد طرحها في الأسواق والخاصة بشهر رمضان اعتمدت المزج فيها بين الجلابة المغربية التقليدية والجابدور التقليدي بلمسة عصرية شبابية، إلا أني لم اخرج عن النطاق التقليدي الذي تتميز به هذه القطع وحافظت عليه للحفاظ على الهوية المغربية رغم أني استخدمت العديد من اللمسات العصرية التي انطلقت أولًا من الألوان التي مزجت فيها بين الفاتح والداكن كاستخدام اللون البرتقالي والأخضر البترولي والأبيض والبيج والأحمر البركاني وحتى الأصفر وبين الأسود والرمادي اللذان يعتبران اللونين الرئيسيين للزي التقليدي الرجالي".
واسترسل: "ثم اعتمدت كذلك مجموعة من القصات التقليدية والعصرية التي جعلت المجموعة تبدو غاية في الروعة والجمالية وتحقق الإقبال الكبير من طرف الرجال من مختلف الأعمار، كما أني اعتمدت على الكثير من الخامات المغربية التقليدية كالتطريز وكذلك لمسة الاعقاد والسفايف والتراسين التقليدية وغيرها من اللمسات العريقة والأصيلة، وسأقوم بعرض المجموعة مع بداية شهر رمضان الكريم في فضاء البستان بحضور مجموعة من المهتمين والمختصين في مجال الأزياء لاسيما التقليدية".
وبيَّن محمد نجمان، أنَّ "رغبتي كبيرة جدا في جعل الزي المغربي الرجالي يصل إلى العالمية؛ لكن دون تحريفه أو تجريده من أصالته العريقة وجماليته التقليدية التي يتميز بها وتجعله مختلفا تماما عن أي زي آخر من حول العالم ورغم أنَّه قريب من الزي الجزائري إلا أنه يتميز بخامات عدة تجعله مختلفا نوعًا، كونها خامات مغربية مائة في المائة، وتجعل الجابدور أو الجلابة التقليدية لمسة راقية عريقة تاريخية لا يمكن أن تجد في جمالها ما يضاهيها وبمجرد رؤيتها تعرف أنها من تصميم مغربي وبلمسات مغربية كونها من التراث والثقافة المغربية الأصيلة التي أسعى إلى أن تصل إلى مختلف دول العالم بطرق مميزة تحافظ عليها كزي مغربي رجالي أصيل".
أرسل تعليقك