في ظل عدم حل مشاكل مدن الصفيح والخلل في تأمين المساكن في جنوب افريقيا، يبحث علماء عن حلول لحماية خمسة ملايين شخص مكدسين داخل الجدران الاربعة للاكواخ الحجرية من العواصف الرعدية والحرائق.
وفي اروقة معرض الابتكار "اينوفيشن بريدج" في بريتوريا، الملتقى الاول للمخترعين والمستثمرين بمبادرة من وزارة العلوم والتكنولوجيا الجنوب افريقية، تقف نونكولوليكو شونغوي امام مجسم صغير من الكرتون والبلاستيك، وهو استعادة مصغرة للنموذج الاولي لمدينة صفيح "لن يخسر سكانها كل ممتلكاتهم" في حال حصول فيضان مستقبلا على حد تعبيرها.
ويحوي المكعب الكرتوني الشبيه بمخابئ الدمى ثقوبا عند النافذة والباب. كما انه ملقى داخل طبقات بلاستيكية موضوعة الواحدة في داخل الاخرى ومملوءة بعبوات بلاستيكية معاد تدويرها تمثل اساسات مدينة الصفيح المقاومة للغرق هذه والتي بامكانها ان تطفو في حال ارتفاع منسوب المياه.
وأوضح اياندا نوما مدير الابتكار ونقل التكنولوجيا في وزارة البحوث الجنوب افريقية ان هذا النوع من البيوت "يمكنه ان يرتفع او ينزل"، مضيفا "نبحث عن راع او مستمثر لصنع الاساسات. وحتى اللحظة هذا الامر ليس متوافرا. يجب علينا ايضا القيام باختبارات اخرى لفهم الوزن الاقصى الذي يمكننا القاؤه عليها وعدد الخزائن البلاستيكية التي نحتاج اليها".
ويعود أصل المشروع المسمى "مخوخو فلوت" الى مسابقة دولية لماركة الالعاب "ليغو" نتج عنها تحفيز خيال ست طالبات. والموضوع المفروض عليهم كان "غضب الطبيعة".
وروى نوما ان الطالبات "نظرن حولهن وتساءلن عن طريقة حل مشاكل الغرق والسكن غير الاعتيادي. إحدى هذه الفتيات تعيش في تمبيسا (مدينة صفيح قرب جوهانسبرغ) وترى ذلك كل سنة".
ومنذ نهاية نظام الفصل العنصري سنة 1994، وزع حوالى ثلاثة ملايين بيت في اطار مشروع "ار دي بي" (برنامج اعادة الاعمار والتنمية) الحكومي لمساعدة المحتاجين - مع مطبخ وغرفتين وحمام.
لكن 13,6 % من الاسر الجنوب افريقية لا تزال تعيش في اكواخ، وذلك بنتيجة التوسع الحضري المتزايد والنقص المزمن في المساكن منذ عهد الفصل العنصري عندما كانت المدن مخصصة حصرا لافراد الاقلية من البيض.
واضاف نوما "متى سيكون للناس منزل؟ لا نعلم. لا نحاول تحسين وضع مدن الصفيح بل تفادي ان يموت الناس او يخسروا املاكهم".
وفي هذه المناطق التي شهدت نموا حضريا عشوائيا، الحرائق متكررة ومدمرة، كما الحال في كايليتشا اكبر مدينة صفيح للسود في مدينة الكاب حيث قضى خمسة اشخاص خلال رأس السنة 2012.
ولفت المهندس والباحث في جامعة الكاب سامويل جينسبرغ الى انه حين سمع هذا النبأ على الاذاعة راودته فكرة البحث عن حل وحث طلابه على التفكير بهذه المسألة.
وأوضح بول ميسارسيك احد هؤلاء الطلاب "بدأنا في التساؤل عن كيفية وقف الحرائق في مدن الصفيح، وأول رد لنا كان القول انه يتعين انهاء مدن الصفيح ومساعدة الناس على ان يعيشوا في منازل فعلية الا ان هذا الامر مستحيل".
وبعد ثلاث سنوات، بدأ بيع نظام انذار لمكافحة الحرائق مخصص لمدن الصفيح لصالح الاشخاص الذين يسكنون في ظروف سيئة في كايليتشا مقابل 18 الى 20 راند (1,75 دولار) عن طريق مؤسسات تشتريها مقابل 90 راند (حوالى ثمانية دولارات).
وهذا الجهاز الشبيه بكاشفات الدخان يبدأ بالعمل عندما ترتفع الحرارة. كما يؤدي الى تشغيل نظام الانذار لدى الجيران على بعد مئة متر.
وقال جينسبرغ "هذا امر كريه لكنه الواقع: ففي سنة 2020، سيكون هناك 1,4 مليار شخص يعيشون في مدن الصفيح" في العالم.
أرسل تعليقك