الجزائر ـ واج
أكد يوم السبت في الجزائر المشاركون في الملتقى الدولي للحليب ومنتجات الألبان على ضرورة وضع إستراتيجية واضحة لمراقبة العلف المركب والغذاء المحور جينيا لضمان الحفاظ على صحة الحيوان المنتج للحوم البيضاء أو الحمراء أو الحليب ومنه الحفاظ على صحة الانسان.
وأكد المختصون في إنتاج اللحوم الحمراء والبيضاء والحليب والأعلاف والبياطرة في مداخلاتهم على ضرورة فتح النقاش بين مختلف الفاعلين في القطاع الفلاحي والوزارات المعنية لوضع الأسس اللازمة لتحقيق إنتاج وفير وصحي في نفس الوقت.
وفي الموضوع أكد لوأج الطبيب البيطري المتخصص في التغذية المقارنة بمعهد الصحة والمستشار بمعهد التغذية في تونس السيد خالد زروق أن 80 في المائة من الأمراض المستجدة لدى الحيوانات على غرار جنون البقر ومختلف أنواع الانفلونزا نابعة من طرق تغذية الحيوانات التي تستهلك منتجاتها من طرف الانسان. ودعا المتحدث المربين والقائمين على القطاع الفلاحي إلى مراعاة نوعية غذاء الحيوانات الموجهة للاستهلاك البشري كونها تؤثر بصفة مباشرة على صحة الانسان والتي تنتج عنها أيضا ما يسمى بأمراض نقص التغذية لدى الانسان.
وحذر الخبير من خطورة الحبوب والخضروات والفواكه المحورة جينيا والتي تنتج دون إخضاعها إلى تحاليل دقيقة وكافية من طرف مخابر متخصصة في تحليل الاغذية من الناحية البكتيرية والفيزيوكيميائية والنسيجية هذه الاخيرة التي لا تتوفر في بعض البلدان.
وتعرف الكائنات المحورة جينيا بالكائنات التي تغير فيها بالإضافة أو بالنقص لمورثة واحدة أو أكثر حتى تعطي إنتاجية أكثر وتكون غالبا مضادة لمبيدات الحشرات والكائنات.
التقليل من استعمال الأعلاف والخضروات المحورة جينيا يقلل الإصابة بالمرض
وأوضح أن استعمال الأعلاف والخضروات والفواكه غير المحورة جينيا سيؤدي إلى تراجع مستوى الاصابة بالأمراض ويخفض نسبة الحاجة إلى استعمال المضادات الحيوية. وأكد المشاركون أن المصالح المعنية تناقش في الوقت الحالي كيفيات الذبح الاستعجالي للحيوانات المصابة بالنظر إلى وجود 20 في المائة من الحالات والتي ينبغي ان تخضع منتجاتها للتحاليل المخبرية.
من جانبه أكد مستشار ونائب رئيس مؤسسة فلاحة للتجديد حاج هني محمد أن أن حفظ صحة اللحوم ومراقبتها في المسالخ أصبحت اشكالية ينبغي أن تتابع من طرف الخبراء نظرا لإمكانيات إصابتها بعدوى بكتيرية قد تؤثر على صحة الانسان وذلك انطلاقا من مراحل التربية والتسمين. وأكد حاج هني على ضرورة احتكاك الجهات المختصة بالفلاحين والمربين وتدريبهم على التقنيات الحديثة في الجانب المهني والاقتصادي حيث تعتبر إشكالية إنتاج الحليب-يضيف- بين نتائج اشكالات أخرى تمس البذور والأعلاف الموجهة لغذاء الحيوانات والتي
ينبغي ان تخضع للشروط الصحية الملائمة.
وأشار في السياق إلى خصوصية انتاج الأعلاف في الجزائر من حيث نقص العلف الطبيعي الذي ينبغي أن يعزز بإنتاج محلي معتبر وإمكانية تأثير أنواع الأعلاف المستوردة والأعلاف المركبة على صحة المواشي. ودعا حاج هني إلى دراسة سبل تعزيز الاستثمارات في القطاع الخاص بالنسبة للشعب ذات الاهمية على غرار انتاج الأعلاف والحبوب وتربية المواشي والتي يمكن ان تنعكس على انتاج الحليب واللحوم من خلال مراعاة التخصص الجهوي بالنسبة للمواد الأساسية التي تدخل في الانتاج.
وقال حاج هني في تصريحاته لوأج "لابد من لامركزية القرار على مستوى مصالح الفلاحة بالنسبة لتغطية كل ولاية فيما تنتجه من مواد فلاحية والاحتكاك بمصالح الإدارة الوصية والمصالح المجاورة على غرار البيطرة والصحة والمراقبة سواءا بالنسبة للاستثمار في المنتوج إذا كان صحي أو غير صحي أو في اختصاصات كل جهة من جهات الوطن. وفي سياق ذي صلة أوضح رئيس المجلس المهني للحليب السيد بن شكر محمود لوأج أن عملية ضمان إنتاج صحي للمواطن ينبغي أن يكون من أولويات الأطراف الناشطة في القطاع الفلاحي إلى جانب اشكاليات اخرى يتوجب معالجتها تدريجيا عن طرق متابعة النقاش مع الوزارة الوصية.
وذهب المتحدث إلى أهمية التركيز على نوعية تغذية الأنعام وتنميتها بالنسبة للابقار الحلوب وتوفير علف ذو انتاج وطني الأمر الذي يعتبر أكثر من ضروري للتحكم في القطاع وتأمين التغذية لتفادي تقلبات السوق الدولية. وتابع بن شكر ان إشكالية انخفاض أسعار الحليب التي لا يقبلها المربون تتطلب التفكير في مراجعة حقيقة الاسعار لكل المواد بالإضافة إلى دراسة سبل تنظيم عمليات تجميع الحليب ونقله عملا على الاستفادة من موارد أخرى.
وتبحث الوزارة حاليا -يضيف- مع مختلف الفاعلين الإجراءات التي تمكن من جمع الحليب واستغلاله نظرا لخصوصية هذه الاشكالية والمتعلقة بالبعد الجغرافي وأبعاد الاستغلال والنقل واستعماله في قطاع السياحة والتداوي. ويركز المعنيون في هذا الاطار أيضا على مربي المواشي في الصحراء ومنهم البدو الرحل الذين ينتظر متابعتهم في الفترات التي تعرف بارتفاع انتاج الحليب خصوصا في فصل الربيع.
أرسل تعليقك