القاهرة - أ.ش.أ
دعا جوزيه غرازيانو دا سلفا مدير منظمة الامم المتحدة للتغذية والزراعة (فاو) الدول العربية وشمال افريقيا الى زيادة الاهتمام بالزراعة الاسرية التى يعول عليها في القضاء على البطالة والفقر، من خلال توفير فرص عمل وتحسين مستوى معيشة سكان المناطق الريفية، حيث تتركز الغالبية العظمى من الفقراء، مشيرا الى ان المزارع الأسرية في المنطقة مازالت تمثل نسب محدودة "حوالي 15 في المائة من إجمالي عدد السكان في مصر واليمن، وحوالي 10 في المائة في المغرب والجزائر و4-5 في المائة في لبنان وتونس".
وقال دا سلفا، في كلمة له اليوم بمناسبة الاحتفال بيوم الغذاء العالمي، إن الأسر تدير ما يقارب 500 مليون مزرعة من أصل 570 مليون مزرعة في العالم وهي الراعي الأساسي لمواردنا الطبيعية. وهذه الأسر، بصفتها قطاعاً، تشكّل أكبر جهة عمل في العالم وتوفّر، من حيث القيمة، أكثر من 80 في المائة من الأغذية في العالم، وغالباً ما تشكّل المنتج الرئيسي للأغذية الطازجة، وتزدهر في قطاع إنتاج الألبان والدجاج واللحوم.
وتشير التقديرات إلى أن الزراعة في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا توظف ثلث مجموع القوى العاملة في المنطقة، حيث توظف أكثر من 60 في المائة من القوى العاملة في المغرب، وأكثر من 35 في المائة في السودان وموريتانيا. ويتم توليد تقريباً كل هذا العمل من قبل المزارع الأسرية التي تشكل مصدرا هاما للدخل الأسري لكثير من البلدان في المنطقة.
واعرب مدير "فاو" عن قلقه من تناقص حجم المزارع الأسرية في المنطقة بصورة مستمرة، وذلك نتيجة لزيادة عدد السكان وتجزئة الأراضي بطريقة تصاعدية، موضحا انه بالرغم من أن حوالى 84 في المائة من أصحاب الأراضي في المنطقة هم من المزارعين الأسريين ، فهم يسيطرون علي 25 في المائة فقط من إجمالي المساحة المزروعة.
وشكا المسئول الدولى من أن المزارعين الأسريين ما زالوا لا يستطيعون الوصول السليم إلى الأرض والمال والتكنولوجيا، وغير منظمين فى منظمات قوية قادرة على التوفير لهم جميع الخدمات التي يحتاجونها ليتمكنوا من تقديم مساهمة ملحوظة في الأمن الغذائي لبلدانهم.
واوضح ان هذه الحقائق لاتنطبق على هذه المنطقة فقط، فعلى المستوى العالمي يشكل العديد من المزارعين الأسريين، لا سيما منتجو زراعة الكفاف، جزءاً ممن يعانون انعدام الأمن الغذائي ويعيشون في المناطق الريفية ونسبتهم 70 في المائة من سكان العالم. وهذا يعني أنه ما زال للمزارعين الأسريين إمكانيات ضخمة يمكنهم بلوغها مع الدعم المناسب..
ونبه دا سلفا الى ان المزارعين الأسريين عبر العالم يضطلعون، في خضم تحديات جسيمة، بدور اجتماعي واقتصادي وبيئي وثقافي أساسي يجب رعايته وتعزيزه من خلال الابتكار.
وإقراراً بذلك، أعلنت الأمم المتحدة العام 2014 السنة الدولية للزراعة الأسرية. ويمثل موضوع يوم الأغذية العالمي أيضاً احتفاءً بإسهام المزارعين الأسريين في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة: فهم يعملون على "إشباع العالم ورعاية الكوكب".
ولفت مدير فاو الى إن الحقائق الواردة في تقرير منظمة الأغذية والزراعة السنوي عن حالة الأغذية والزراعة تبرر بشكل واضح التركيز المنصب على الزراعة الأسرية.
وشدد على ضرورة تكييف الزراعة الأسرية والدعم المقدّم لها بشكل يستجيب للظروف المتغيّرة، من خلال الابتكار في النظم التي يستخدمها المزارعون؛ والسياسات الخاصة التي تُنفذها الحكومات دعماً للزراعة الأسرية؛
وحيث دا سلفا منظمات المنتجين على الابتكار للاستجابة بشكل أفضل لاحتياجات المزارعين الأسريين، وعلى مؤسسات البحث والارشاد الابتكار من خلال الانتقال من عملية بحث ترتكز في معظمها على نقل التكنولوجيات إلى نهج يمكّن المزارعين الأسريين من الابتكار بأنفسهم ويكافئهم على ذلك، مضيفا: ينبغي للابتكار، بكل أشكاله، أن يكون شاملاً، ويشرك المزارعين الأسريين في عملية توليد المعارف وتقاسمها واستخدامها ليتمكنوا من الأخذ بزمام هذه العملية وأخذ المنافع والمخاطر المرتبطة بها على عاتقهم، مع ضمان استجابة هذا الابتكار بشكل فعلي للسياقات المحلية.
وطلب مدير فاو من المزارعين الأسريين إنتاج ما يكفي من الأغذية ليس فقط لأنفسهم وإنما أيضاً للذين يعيشون في المناطق الريفية ولا يعملون في الزراعة، وسكان المدن. ويتعين عليهم أيضاً توليد الدخل، أي الأموال لشراء المدخلات كالبذور والأسمدة، وكذلك ضمان سبل كسب عيش لائقة بما في ذلك دفع التكاليف لتعليم أبنائهم وغيرها من الاحتياجات.
أرسل تعليقك