القاهرة – العرب اليوم
يُعتبر الحاجز المرجاني في بيليز ثاني اكبر كتلة من المرجان الحي في العالم بعد الحاجز المرجاني العظيم في استراليا، كما أنه الأطول في نصف الكرة الارضية الغربي.
فهو يمتد مسافة 300 كيلومتر على طول شبه جزيرة يوكاتان، ويشمل معظم ساحل بيليز في اميركا الوسطى. وبالاضافة الى الحاجز المرجاني المؤلف من سلسلة من الشعاب المرجانية، تضم المحميات نحو 450 جزيرة صغيرة، فضلاً عن ثلاث جزر مرجانية، وهي حلقات من المرجان تحيط ببحيرات ضحلة رائعة. كما تضم سبع مناطق مائية تبلغ مساحتها الاجمالية 960 كيلومتراً مربعاً وتحظى بموجب اتفاقية التراث العالمي بحماية خصوصية.
تكمن اهمية المحافظة على الشعاب المرجانية في كونها موطناً لربع النباتات والحيوانات البحرية الموجودة في العالم. وباعتبارها كائنات لا تتحرك، يمكن للشعاب المرجانية تطوير آليات حماية مثل السموم التي يمكن استخدامها لمكافحة الأمراض، مما يجعلها المكان الأنسب للبحث عن مواد فعالة للصناعات الدوائية. وفي الواقع، تحتل الشعاب المرجانية كأنظمة بيئية المرتبة الثانية بعد الغابات المطيرية المدارية من حيث التنوُّع الأحيائي. لكنّ العلماء يحذِّرون ان 70 في المئة من الشعاب المرجانية في العالم ستُدمر في غضون 20 الى 40 سنة ما لم يوقف الانسان تلويث البحار، السياحة غير المضبوطة، والممارسات المدمرة مثل الصيد باستخدام مادة السيانيد.
والخبر السيئ هو أن ثاني أكبر نظام للشراع في العالم، حاجز بيليز، سيكون الموقع الجديد للتنقيب عن النفط الزلزالي، والحفر للمواد النفطية والمعدنية. وقد نفّذ العديد من البيئيون في كل أنحاء البلاد إضرابا للدعوة إلى الحد من الفساد الحكومي. وعلى الرغم من ذلك، فقد قرر رئيس الوزراء دين بارو وحكومة بيليز على المضي قدماً مع الخطة التي، وفقاً لصندوق العالمي للحياة البرية، "تنطوي على استخدام التقنيات الهوائية و"موجات الصدمة" من خلال المياه التي هي قوية بما يكفي لاختراق قاع البحر، أقل من ميل واحد من مواقع التراث التابعة للأونيسكو في حاجز بيليز البحري".
تعتبر بيليز احد أشهر الأماكن العالمية التي تجذب السياحة البيئية بسبب جمالها الطبيعي وتنوعها البيولوجي. ولكن هذا الأسلوب المثير للجدل للتنقيب عن النفط لديه القدرة على إرسال موجات صادمة آلاف الأميال، مما يتسبب في ضرر لا يمكن إصلاحه للحياة البرية والبحرية مثل الحيتان والدلافين، وخراف البحر، في حين سينخفض معدل صيد الأسماك، الذي يعتبر مصدرا رئيسيا للدخل بالنسبة إلى كثير من الناس في البلاد . وتشير التقديرات إلى أن 190000 من إجمالي عدد سكان بيليز ستتأثر وظائفهم سلباً جراء هذا القرار.
تُعتبر "محميات الحاجز المرجاني في بيليز" متعة للغطاسين بمياهها النقية التي تبلغ حرارتها 26 درجة مئوية. وعلى مسافة ستة كيلومترات جنوب شرق البلدة، تقع محمية هول تْشان البحرية، وهي عبارة عن متنزه في مياه ضحلة مساحته 8 كيلومترات مربعة يضمّ قناة تخترق الحاجز المرجاني. وتحتضن "محميات الحاجز المرجاني في بيليز" ايضا الثقب الازرق، احد اروع اماكن الغطس في العالم. انه محمية مدرجة في لائحة التراث العالمي، ويقع ضمن شعاب "لايتهاوس ريف" على بعد مئة كيلومتر تقريباً من البر الرئيسي في بيليز.
ويبلغ عمر الشعاب المرجانية في بيليز نحو خمسمئة مليون سنة، مما يزيد من آمال العلماء في قدرتها على تجاوز التحديات المناخية والتأقلم مع الحموضة الزائدة وارتفاع درجة الحرارة من خلال حصولها على الغذاء الكافي، لأن تدميرها يعني زيادة الكوارث الطبيعية على السواحل وتهديد أحد أهم المصادر الغذائية.
أرسل تعليقك