روما ـ العرب اليوم
حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "FAO" اليوم من أن مئات الآلاف من المزارعين في الفلبين ممَن دمِّرت محاصيلهم بفعل إعصار "هايان" هم في أمسّ الحاجة إلى المساعدة العاجلة لغرس بذور جديدة قبل نهاية الموسم الزراعي الجاري.
وألحق الإعصار أضراراً حادة في المناطق الوسطى من البلاد، بالموسم الرئيسي لإنتاج محصول الأرز وفي مرحلة متقدمة من الحصاد.
وحاقت أضرار بالغة أيضاً بموسم الزرع الثانوي للأرز لعام 2013 - 2014، والذي ينتهي في أواخر ديسمبركانون الأول؛ بينما يُخشى أن العديد من مرافق التخزين قد دمرِّت بمحتوياتها.
والمتوقع أن تؤدي الخسائر في إنتاج الأرز، نتيجة الأضرار التي حاقت بالموسم الرئيسي لزراعته بفعل إعصاري "هايان" و"ناري" اللذين ضربا الأجزاء الشمالية من البلاد في شهر اكتوبر/تشرين الأول، إلى تراجع الإنتاج دون المستويات المتوقعة سابقاً لعام 2013.
وراجعت منظمة "فاو" توقعاتها تخفيضاً، لإنتاج الأرز هذا العام إلى 18 مليون طن من الكمية الأوفر البالغة 18.9 مليون طن في بداية الموسم الحالي، وفق نـظامها للإعلام والإنذار المبكر حول الغذاء والزراعة"GIEWS" . ولسوف ينعكس تراجع الإنتاج بمقدار 900000 طن على الأقاليم الخمس المتضررة على نحو متفاوت.
وبينما يُتوقع أن يظل إنتاج الأرز على الصعيد الوطني قريباً من مستوى العام الماضي، يأتي الضرر الإقليمي أكثر حدة. وتحذر المنظمة من أن المزارعين في المناطق التي ضربها الإعصار قد يواجهون مشكلات خطيرة على بالنسبة للأمن الغذائي وسبل المعيشة إن لم ينجحوا في زرع محصول الحصاد التالي في غضون الأسابيع المقبلة.
وتشكل المناطق الخمس المتضررة بشدة من جرّاء الإعصار نحو ثلث مجموع إنتاج الأرز في عموم الفلبين عام 2012.
وقال الخبير دومينك بورجون، مدير شعبة الطوارئ وإعادة التأهيل، لدى المنظمة أن "التقديرات الأولية تكشف عن أن مئات الآلاف من هكتارات الأرز والمحاصيل الرئيسية الأخرى مثل جوز الهند قد تضررت بسبب الإعصار".
وأضاف أن "عمليات الزرع لموسم الأرز الثانوي المروي على الأكثر، كانت في مرحلة متقدمة حين اكتسحها الإعصار، ولذا فالمحاصيل من المرجح أنها تضررت بشدة. وإذا ما أردنا تفادي أن تعتمد أقاليم بأكملها على المعونة الغذائية فعلينا أن نتحرك الآن لمساعدة أضعف الأسر على مواصلة الزرع وإعادة الزرع في وقت أقصاه أواخر ديسمبر/كانون الأول".
وإلى جانب توفير البذور والأسمدة، فإن استعادة البنية التحتية الزراعية للتخزين ومرافق الري، التي دمرها إعصار "هايان" أمر بالغ الأهمية بالنسبة للتوقعات على المدى الطويل في مناطق إنتاج الأرز.
ويعتمد موسم الأرز الثانوي إلى حد بعيد على نظم الري، والتي لحقت بها أضرار ستؤثر حتماً على نجاح إنتاج المحصول.
ويعكف فريق التقييم المؤلف من خبراء منظمة "فاو" حالياً في المناطق التي تضررت بالإعصار، على العمل لتكوين صورة أكثر تفصيلاً حول أضرار البنية التحتية الريفية وخسائر المحاصيل، واحتياجات السكان المتضررين.
وناشدت منظمة "فاو" تعبئة 24 مليون دولار أمريكي لتنفيذ تدخلات فورية في قطاعي مصايد الأسماك والزراعة، على نحو يستهدف 250000 أسرة وكجزء من نداء الأمم المتحدة المنسق والعاجل الذي أطلق في 12 نوفمبرتشرين الثاني.
وتخطط المنظمة لتزويد المزارعين ببذور الأرز والذرة، والأدوات، والأسمدة، ومعدات الري الصغيرة لكي يتمكنوا من إتمام أنشطة الزرع للموسم الثانوي. وستتلقى الأسر أيضاً بذور الخُضر لسد الفجوة القائمة قبيل موسم الحصاد القادم.
كما تعمل منـظمة "فاو" على تقديم الدعم للمجتمعات المحلية المعتمدة على صيد الأسماك وتربية الأحياء المائية. وعلى المدى المتوسط، ستتعاون المنظمة مع شركائها في تنفيذ برامج "النقد مقابل العمل"، وبرامج "الغذاء مقابل العمل" لإزالة الحطام المتراكم في المزارع وإعادة تأهيل مرافق البنية التحتية الزراعية.
وتأثر نحو 13 مليون نسمة من جراء اكتساح إعصار "هايان" لأراضيهم مما خلف أكثر من 4 ملايين نازح، وفقاً لأحدث التقديرات الواردة من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. وثمة ما يقدر بنحو 2.5 مليون شخص حالياً في حاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة.
أرسل تعليقك