الدمام ـ العرب اليوم
توصّلت دراسة أعدها طلاب جامعيون، إلى تزايد نسبة الغازات والانبعاثات التي تؤثر «سلباً» على الصحة في مطار الملك فهد الدولي بالدمام، لافتة إلى أنها «تزيد من حدوث أمراض الجهاز التنفسي والقلب، والوفيات»، مشيرة إلى أن هذه الغازات تتزايد في حال تزايد حركة الطائرات في المطار.
وحققت الدراسة، التي أعدها 4 طلاب، من كلية العلوم الطبية التطبيقية في جامعة الدمام، المركز الثاني، في المؤتمر البيئي الثاني لطلاب وطالبات جامعات دول مجلس التعاون الخليجي، الذي أقيم في مدينة جدة، أخيراً.
وشارك في المؤتمر الذي أقيم بالتعاون بين الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وأمانة مجلس التعاون الخليجي 45 طالباً وطالبة، قدموا أبحاثاً حول البيئة. وقال الطالبان الفائزان محمد البقعاوي، وخالد بن نمشة: «إن 4 من طلاب امتياز من قسم صحة البيئة، مثلوا جامعة الدمام في المؤتمر، عبر بحث بعنوان «تأثير النقل الجوي على تدهور جودة الهواء في مطار الملك فهد الدولي بالدمام». وحققنا المركز الثاني في هذا المحفل الخليجي».
وبرر زميلهما عبدالرحمن العبيريد، اختيار عنوان البحث، «بكون المطارات الوجهة الأولى للبلد من المسافرين، الذين يزداد عددهم سنوياً. ويعتبر النقل الجوي عاملاً رئيساً في التأثير على جودة الهواء، من خلال الانبعاثات الصادرة من محركات طائرات الشحن الجوي، إضافة إلى حركة الطيران المدني، التي تؤثر سلباً على الإنسان والبيئة المحيطة»، مضيفاً «قمنا بعمل هذه الدراسة التي تعد الأولى من نوعها في المملكة، وتهدف إلى وضع قاعدة بيانات علمية لمقاييس جودة الهواء في مطارات المملكة، وأيضاً دراسة تأثير النقل الجوي على تدهور جودة الهواء في مطار الملك فهد الدولي، وإيجاد الحلول المناسبة لتقليل هذه المخاطر».
وقام الطلاب بهذه الدراسة خلال شهري كانون الأول ديسمبر من العام 2012، وكانون الثاني (يناير) 2013، وقسمنا أماكن أخذ العينات إلى 3 أقسام، ممثلة وهي منطقة الخدمة (أثناء وقوف الطائرة)، ومنطقة المرور (أثناء الإقلاع)، ومواقف انتظار سيارات الأجرة، وأُخذتْ العيناتُ في الأيام العادية، وفي إجازة نهاية الأسبوع.
وتوصّل الطلاب، إلى أن معظم هذه الانبعاثات تحدُث «أثناء إقلاع وهبوط الطائرات، وأيضاً عند تعبئة الوقود على سطح الأرض، ومن بين أهم هذه الانبعاثات: المواد العضوية المتطايرة، والأوزون، وغاز ثاني أكسيد الكبريت، وغاز ثاني أكسيد النيتروجين، وغاز أول أكسيد الكربون، وغاز ثاني أكسيد الكربون، والأتربة المستنشقة. وثبت علمياً من خلال دراسات حديثة، أن هذه الانبعاثات تؤثر سلباً على الصحة، وتزيد من أمراض الجهاز التنفسي والقلب، والوفيات «.
أما أبرز النتائج التي ظهرت من هذه الدراسة فهي، أن هناك «علاقة مهمة بين مستويات تلوث الهواء في الأماكن المقاسة، وبين نشاط المطار (عدد الرحلات اليومية)، وبخاصةً في مكاني الخدمة ومواقف سيارات الأجرة، بسبب التعرض للمواد الكيماوية أثناء الشحن والتفريغ والتخزين، وقلة وعي السائقين بجعل السيارة في وضع التشغيل أثناء الوقوف. كما أن المكان أيضاً شبه مغلق، ما يؤدي إلى زيادة نسبة غاز أول أكسيد الكربون في الجو.
ويصل التعرض إلى الكيماويات الخطرة والغازات لأعلى مستوياته في عطلة نهاية الأسبوع، نظراً لزيادة حركة طيران الشحن والطيران المدني». واستعرض الطالب عبدالعزيز القرني، التوصيات التي خرج بها فريق البحث، «لا بد من إجراء الرصد البيئي (دورياً) لجميع الكيماويات والنفايات الخطرة، وكذلك سلامة إجراءات تعبئة الوقود داخل المطار، عن طريق التعاون مع الجهات المعنية، وتقويم مستويات جودة الهواء في مناطق شحن وتخزين الكيماويات الخطرة، والأماكن الأخرى في المطار، وتدريب جميع العاملين في المطار وتوعيتهم بالمخاطر الصحية والبيئية للتعرض إلى الكيماويات الخطرة، وزيادة الدراسات البحثية في مجال شحن وتخزين ونقل الكيماويات الخطرة داخل مطارات المملكة».
أرسل تعليقك