دبي ـ وام
أشاد معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه بالاهتمام البالغ الذي تحظى به قضية التنوع البيولوجي بدولة الامارات العربية المتحدة في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله" وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وإخوانهما أصحاب السمو حكام الامارات ودعمهم المتواصل للجهود الوطنية الرامية الى المحافظة على التنوع البيولوجي في مختلف أرجاء الدولة.
وقال معاليه إن آثار هذا الدعم ظهرت واضحة في تعزيز مكانة الدولة على الصعيد الدولي .. مشيرا الى احتلال دولة الامارات المركز الأول على المستوى العالمي في مؤشر "المناطق المحمية البحرية" في تقرير مؤشر الأداء البيئي العالمي الصادر في عام 2014.
وأضاف معاليه في بيان صحافي بمناسبة الإحتفال باليوم العالمي للتنوع البيولوجي الذي يصادف 22 أيار من كل عام إن التزام دولة الامارات العربية المتحدة بالمحافظة على التنوع البيولوجي وتنميته يشكل ركنا أساسيا في سياستنا البيئية وقد حققت دولة الامارات من خلال هذا الالتزام مجموعة مهمة من الإنجازات من بينها سن التشريعات الهادفة إلى المحافظة على التنوع البيولوجي والتوسع في إنشاء المناطق المحمية البرية والبحرية ووضع وتنفيذ برامج وطنية للمحافظة على الأنواع لاسيما المهددة بالانقراض وإكثارها وإطلاقها في مواطن انتشارها الطبيعي بالإضافة الى وضع البرامج والخطط الرامية الى حماية البيئات الهشة من التوسع المدني وفق ما تدعو إليه رؤية الامارات 2021.
وأوضح معاليه أن اعتماد قضية "التنوع البيولوجي للجزر " شعارا للمناسبة هذا العام يجسد أهمية التنوع البيولوجي في هذه المناطق التي يعتمد عيش واقتصاد الكثير من سكانها خاصة في الدول النامية على الخدمات التي يقدمها النظام الإيكولوجي للجزر.
وقال إنه على الرغم من أن الجزر تعد من أكثر البيئات غنى بالتنوع البيولوجي إلا أنها في الوقت نفسه الأكثر حساسية للتهديدات الطبيعية والضغوطات البشرية وفي مقدمتها تغير المناخ وفي هذا السياق تشير أمانة اتفاقية التنوع البيولوجي الى أن أنواع الحيوانات التي تعيش في الجزر تمثل نصف حالات الانقراض التي حدثت خلال الأربعمئة سنة الماضية.
وأشار معاليه الى أن دولة الامارات العربية المتحدة تضم الكثير من الجزر ذات المساحات المتفاوتة والنظم البيئية المتنوعة تمثل العديد منها أهمية خاصة باعتبارها موائل للعديد من الأنواع منها ما هو مهدد بالانقراض على المستوى العالمي كأبقار البحر والسلاحف البحرية والطيور البحرية ولذلك سارعت الدولة بإعلانها مناطق محمية ومنها على سبيل المثال الياسات ومروح وصير بو نعير وجزيرة الطيور.
وذكر معالي بن فهد أن سياسة دولة الامارات في المحافظة على التنوع البيولوجي وتنميته ارتكزت على مسارين متزامنين هما حماية الموائل وحماية الأنواع.. ففي المسار الأول وانطلاقا من حقيقة أن فقدان الموائل يمثل العامل الأهم في خسارة التنوع البيولوجي عملت دولة الامارات على إضفاء الحماية على العديد من المناطق ذات النظم البيئية المتنوعة والتنوع البيولوجي الغني لتشكل بذلك ملاذات آمنة للأحياء البرية والبحرية ..
منوها في هذا السياق الى جزيرة صير بني ياس التي أمر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- بتطويرها في مطلع سبعينيات القرن الماضي بهدف حماية الأنواع المهددة بالانقراض وتوطينها وإكثارها بدءا بحيوان "المها العربية" الذي كان على وشك الانقراض وعلى الرغم من أن الجزيرة لم تعلن قانونيا كمحمية طبيعية إلا أنها تتمتع بأقصى درجات الحماية وهي تزخر في الوقت الحالي بمجموعة كبيرة ومتنوعة من الأنواع.
وأضاف أنه منذ ذلك الحين تواصلت الجهود في إنشاء المناطق المحمية وتضم دولة الامارات في الوقت الحالي 22 محمية طبيعية معلنة رسميا اضافة الى عدد آخر من المناطق لم يتم الإعلان عنها بصورة رسمية بعد وتتمتع العديد من هذه المناطق بسمعة إقليمية ودولية مرموقة.
وأوضح أنه في المسار الثاني وضعت دولة الامارات مجموعة من البرامج لحماية الأنواع المهددة بالانقراض وإكثارها في الأسر وإطلاقها في مناطق انتشارها الطبيعي وفي مقدمتها المها العربي والصقور والحبارى وأبقار البحر والسلاحف البحرية والنمر العربي وحققت من خلال هذه البرامج نجاحات لافتة.
وقال إن ذلك تزامن كله مع تعزيز الأطر المؤسسية والتشريعية الهادفة الى المحافظة على التنوع البيولوجي وبناء القدرات الوطنية اللازمة لإدارة التنوع البيولوجي والمناطق المحمية وتطوير الدراسات والبحوث العلمية وفق أفضل الممارسات وحماية البيئة البحرية عن طريق مكافحة التلوث البحري وتأهيل المناطق المتضررة للمحافظة على استدامتها ومكافحة الاتجار غير المشروع بأنواع النباتات والحيوانات وتعزيز مستوى الوعي بأهمية المحافظة على التنوع البيولوجي.
وأكد معاليه أن إهتمام دولة الامارات لم يقتصر على المستوى الوطني بل تجاوزه الى المستويين الإقليمي والعالمي خاصة فيما يتعلق بجهود منع انقراض الأنواع المعروفة المهددة بالانقراض وتحسين وإدامة حالة حفظها ولا سيما بالنسبة للأنواع الأكثر تدهورا التي تمثل هدفا رئيسيا في "أهداف أيتشي للتنوع البيولوجي" حيث تلعب دولة الامارات دورا رائدا في هذا المجال ويرتكز هذا الدور على ثلاثة محاور رئيسية أولها المشاركة الفاعلة في الاتفاقيات الاقليمية والدولية مثل اتفاقية التنوع البيولوجي واتفاقية الاتجار الدولي بأنواع الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض واتفاقية الأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية " رامسار" واتفاقية المحافظة على الحياة الفطرية بدول مجلس التعاون بالإضافة الى التوقيع على عدة مذكرات تفاهم لحماية الأنواع المهددة بالانقراض كان آخرها توقيع وزارة البيئة والمياه في شهر نيسان الماضي على مذكرة التفاهم الخاصة بحماية أسماك القرش المهاجرة.
ونوه إلى أن أما المحور الثاني يرتكز على تعزيز مكانة دولة الامارات العربية المتحدة المرموقة على الصعيد العالمي من خلال تأسيس واستضافة مجموعة من المراكز الدولية والاقليمية ذات الصلة بالتنوع البيولوجي مثل الصندوق الدولي للمحافظة على الحبارى الذي تأسس في عام 2006 بمبادرة من دولة الامارات العربية المتحدة حيث يتولى الصندوق في الوقت الحالي إدارة عدة برامج ومراكز مثل المركز الوطني لبحوث الطيور بمنطقة سويحان في أبوظبي ومركز الشيخ خليفه لإكثار الحبارى في سيح السلم ومركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية في ميسور بالمملكة المغربية ومركز الشيخ خليفة لإكثار الحبارى في كازاخستان بالإضافة الى صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية الذي تأسس في عام 2008 بهدف صون وحماية الحياة الفطرية وذلك من خلال تشجيع وتمويل المشاريع والبحوث العلمية التي تسهم في بقاء الأنواع في مختلف دول العالم وكذلك استضافة كل من المكتب الإقليمي لاتفاقية المحافظة على الأنواع المهاجرة ومكتب الصندوق العالمي للحياة الفطرية والصندوق الدولي للرفق بالحيوان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، واللجنة التنسيقية لصون المها العربية.
ويرتكز المحور الثالث على إكثار الأنواع المهددة بالانقراض لمواجهة التناقص المستمر في أعدادها حيث أسست دولة الامارات مجموعة مهمة من البرامج الرامية الى تحقيق هذا الهدف وفي مقدمتها برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور الذي نجح منذ تأسيسه في عام 1995 بإطلاق أكثر من 1500 صقرا في البرية.
وفي ختام بيانه ثمن الدكتور راشد أحمد بن فهد الجهود التي تبذلها السلطات البيئية المختصة والجهات المعنية الأخرى في الدولة .. مؤكدا أن الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي التي تقوم الوزارة بإعدادها حاليا بالتنسيق مع كافة السلطات المختصة والجهات المعنية والشركاء تلعب دورا مهما في تعزيز جهودنا الرامية الى المحافظة على التنوع البيولوجي الذي يمثل جزءا هاما من اقتصادنا الطبيعي وتنميته من أجل جيل الحاضر وأجيال المستقبل.
تجدر الإشارة في هذا السياق الى أن دولة الامارات قادت جهدا منظما أسفر عن إدراج "الصقارة" في قائمة التراث الإنساني غير المادي لمنظمة اليونسكو في عام 2010 وكذلك برنامج المحافظة على الحبارى الذي دأب على إطلاق دفعات سنوية من الحبارى الآسيوية المتكاثرة في الأسر كان آخرها عملية إطلاق 2000 من طيور الحبارى في كازاخستان في شهر نيسان الماضي بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" ومبادرة توطين المها العربية في بيئاتها الطبيعية التي أطلقها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وتم من خلالها إطلاق مجموعة من المها العربي في وادي رم بالمملكة الأردنية الهاشمية وبالإضافة الى ذلك تنفذ الإمارات برامج حماية للعديد من الأنواع الأخرى كالسلاحف البحرية وأبقار البحر والنمر العربي.
أرسل تعليقك