الرياض – العرب اليوم
حولت ثلوج الشمال إلى مادة رئيسة في الأخبار، وباتت صورها وجبة دسمة للطرفة والفكاهة التي خففت شدة البرد وقسوة الصقيع، رفعت مدن الشمال عنها معطفها الأبيض وبدأت تعود الأرض مجددا إلى طبيعتها بعد أن هدأت العاصفة الثلجية "هدى" نسبيا في زيارتها وموجتها الباردة على منطقة الحدود الشمالية والجوف، بعدما أدهشت الزوار والأهالي وتصدرت المشهد الإعلامي في الداخل والخارج، وهي ترسم ملامح فرح ومنظرا بديعا للثلوج التي لونت الأرض في البياض.
وتفاعل عدد من المهتمين بالطقس من خارج المملكة العربية السعودية مع تلك الأجواء خلال الفترة الماضية، إذ قدمت مجموعة من دولة الإمارات لمتابعة ثلوج طريف وتغطيتها وتصوير تلك المشاهد، كما تناقل عدد من الشخصيات والمسؤولين حالة الطقس بطريف من خلال حساباتهم الشخصية في "تويتر" بعد أن تصدرت طريف والقريات وسكاكا الأخبار المحلية والعربية من خلال ما تم تناقله في "تويتر" والقنوات الإخبارية، وكذلك محرك البحث الشهير "قوقل"، ففضلا عن البحث بالعربية عندما تكتب "snow turaif 2015" فإنك ستجد كثيرا من الأخبار والروابط لمواقع وأخبار غربية تتحدث عن ثلوج طريف التي كانت حديث الناس خلال اليومين الماضيين أكثر من العاصفة "هدى".
الثلوج التي هطلت على محافظة طريف والجوف كشفت عددا من المواهب الشباب بعد أن تمكن كثير منهم من إجادة نحت الأشكال الثلجية وتجسيد الشخصيات وأشكال متفرقة، فصنعوا الطرفة وكانت الكاميرا الموثق الرئيس لها، ومواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال الحديث الناقل الحصري لها حتى طافت أطراف الدنيا في ثوان.
وأسهمت عدد من الصور التي تحمل ذلك الطابع الفكاهي في تداول أخبار ثلوج شمال السعودية بشكل واسع من خلال "الواتس أب"، و"تويتر" و"إنستجرام"، وكان أكثرها تداولا شاب يتزلج وآخر يزوج هدى في سيارته وفتاة تعمل وجبة غذاء "منسف" من الثلج، وشاب يصنع عروسا من الثلج وغيرها كثير.
كما تطورت روح الطرافة خلال حضور العاصفة الثلجية "هدى"، فاستغل بعض الشباب صور الثلج ودبلجتها بإدخال "البطريق" و"الدب" لتكون حاضرة في ثلوج الشمال ولو في الصور فقط فانتشرت في الصور المدبلجة عبر وسائل التواصل والاتصالات الحديثة.
المصور جلال النعمان قال إن ظاهرة دبلجة الصور فكرة مبتكرة من الشباب الشمالي نمت مع ظاهرة الثلوج المتساقطة على المناطق الشمالية، إذ أصبح المنظر يضاهي جمال الدول الأوربية، مشيرا إلى أن النكتة حاضرة بين الشماليين نتيجة حضور سعة البال والابتسامة وخروجهم للاستمتاع بمنظر الثلوج المتساقطة على الكثبان الرملية والجبال.
من جهة أخرى، أوجدت موجة الثلج حراكا اقتصاديا للفنادق والأسواق وازدحمت بالقادمين من دول الجوار كالكويت وقطر والإمارات، للاستمتاع بثلوج الشمال، إذ أصبحت زيارة طريف ومشاهدة الثلوج وجهة لكثيرين من خارج السعودية، فضلا عن السعوديين.
إلى ذلك، اضطر عدد من أهالي بعض المحافظات والمناطق في شمال السعودية إلى جمع بعض الصلوات ومنهم من أقامها في منزله بسبب البرد القارس الذي تتعرض له المناطق الشمالية إذ وصلت درجة الحرارة الصغرى إلى ثلاث درجة مئوية تحت الصفر ومنها إلى خمس درجات الصفر وذلك في مناطق تبوك والجوف والحدود الشمالية، كما انخفضت درجات الحرارة على منطقة حائل والقصيم وحتى منطقة الرياض.
وأوضح إمام وخطيب جامع التعليان في دومة الجندل بالجوف الشيخ فهد بن عطاء الجديع بأنه ثبت عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أمره للمؤذن في أوقات المطر والدحض أن يقول: صلوا في رحالكم، عند قوله حي على الصلاة حي على الفلاح، يقول: صلوا في رحالكم. ورحالكم يعني بيوتكم، فإذا كان فيه مشقة على الناس من جهة المطر أو الزلق جاز لهم الصلاة في بيوتهم، وهكذا فعل ابن عباس رضي الله عنهما، إذ أمر المنادي أن ينادي وأخبر أن النبي قال ذلك وفعله عليه الصلاة والسلام، والحجة قول النبي صلى الله عليه وسلم.
وأضاف الجديع أنه يجوز الجمع بين الصلاتين المغرب والعشاء لعذر المطر ومثله الثلج، واختلفوا في جمع الظهر والعصر والصحيح الجواز.
أرسل تعليقك