القاهرة ـ أ.ش.أ
أقرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" 6 أنظمة نظم ري تقليدية في الصين وإيران وكوريا الجنوبية، إلى مبادرة "نظم التراث الزراعى"، حيث تعرف بخصائصها الفريدة ونهجها المستدامة، منوهة بانها ذات أهمية على الصعيد العالمي باعتبارها نظم تراث زراعي للشعوب الأصلية.
وذكرت "فاو" في بيان صدر في القاهرة اليوم ، أن هذه النماذج تتضمن شبكة مروية من المزارع يعود عمرها إلى ما يقرب من ثلاثة آلاف سنة في إيران ، ونظاماً يمتد 22 ألف كيلومتر من الجدران الحجرية التي بنيت من الصخور البركانية في كوريا الجنوبية ونظماً إيكولوجية فريدة للري والزراعة المستدامة في الصين مع مزارع تاريخية لنظم الياسمين والشاي الثقافية.
وأقِرت "فاو" رسمياً بالمواقع الثلاث خلال اجتماع عقدته مؤخرا اللجنة التوجيهية والعلمية لنظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية لدى منظمة "فاو" بمقرها في العاصمة الإيطالية ، وبإضافة هذه التسميات الجديدة، يرتفع عدد النماذج التي تشملها مبادرة نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية إلى 31 مثالا لدى 14 بلدا في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ، وتعتبر تلك مواقع لنماذج من الابتكار، والاستدامة والقدرة على التكيف وإتاحة فوائد هامة للنظام البيئي.
ودعت الخبيرة ماريا هيلينا سيميدو نائب المدير العام منسق منظمة "فاو" لشؤون الموارد الطبيعية، إلى تعيين المزيد من مثل هذه المواقع في جميع أنحاء العالم، واتخاذ إجراءات ملموسة لتحسين صون وتقاسم المعارف والأساليب العريقة المستندة إليها.
وقالت خبيرة "فاو" إن "نظم التراث الزراعي للشعوب الأصلية ذات الأهمية على الصعيد العالمي تطورت رويداً على مدى قرون، بالاستفادة من الخبرات المتراكمة للمجتمعات الريفية والشعوب الأصلية في جميع أنحاء العالم"، مضيفة أن من الملائم للغاية الإقرار اليوم بهذه النظم خلال السنة الدولية للزراعة الأسرية في عام 2014.
وأوضحت أنه إلى جانب توفير سلع وخدمات متعددة، ومورد غذاء، وأمن لسبل المعيشة، قادت نظم الشعوب الأصلية فعليا إلى صون جانب كبير من التنوع البيولوجي الزراعي وحِفظ النظم الايكولوجية ذات الاستجابة المرنة، وكذلك المناظر الطبيعية الفائقة، وتراثاً ثقافياً بالغ القيمة.
ويرجع تاريخ انطلاق مبادرة الشراكة لنظم التراث الزراعية ذات الأهمية العالمية "GIAHS" على يد منظمة "فاو"، إلى عام 2002 خلال مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة في جوهانسبرج، بجنوب إفريقيا.
وباشرت المنظمة لاحقا بتطبيق برامج رائدة لنماذج نظم التراث الزراعية ذات الأهمية العالمية، في 6 بلدان هي الجزائر، وتونس، وشيلي، والصين، وبيرو، والفلبين... بدءاً من عام 2005 ، وفي غضون اجتماع دام يومين، وأفاد المشاركون بتجاربهم الرائدة ودروسهم المستفادة من الأنشطة المطبقة على المستويات المحلية والقطرية، في جملة من التدخلات شملت بناء القدرات والدعوة للقضية في مجال السياسات.
كما بحثت اللجنة التوجيهية لمبادرة الشراكة لنظم التراث الزراعية ذات الأهمية العالمية، إدراج مواقع جديدة محتملة في إطار المبادرة الدولية، وأجريت مناقشات مستفيضة حول كيفيات مواصلة تطوير الجهود في إطار نظم التراث الزراعية ذات الأهمية العالمية وتطوير برامج عملها وتوسعة مواقعها، ضمانا لتهيئة صونية دينامية الطابع للنظم الزراعية الفريدة من نوعها في جميع أنحاء العالم ،
وتحصل أنشطة مبادرة الشراكة لنظم التراث الزراعية ذات الأهمية العالمية الجارية بالاشتراك مع الحكومات والمجتمعات المحلية، على دعم عبر برامج المنظمة والمنح المقدمة من مرفق البيئة العالمي "GEF"، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية "IFAD"، وحكومة ألمانيا وغيرهم من الشركاء.
أرسل تعليقك