حالات إنسانية ووجدانية كانت أبرز مواضيع لوحات التصوير الضوئي في معرض “خطوة أولى” الذي افتتح مساء اليوم في صالة المعارض بثقافي أبو رمانة بمشاركة 15 فنانا وفنانة رسموا بالضوء واللون لوحات عكست الواقع في رؤى فنية عالية.
وضم المعرض الذي اقامه اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين نحو أربعين لوحة ضوئية باحجام مختلفة ومدارس متنوعة تناولت مواضيع اجتماعية وإنسانية وفنية اضافة الى الطبيعة السورية الجميلة بتقنيات فينة عالية للكاميرا كأداة لإظهار امكانيات المصور وبراعته وابداعه في إظهار الجمال في الفكرة والشكل.
وقال رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين عبد المعطي ابو زيد في تصريح لسانا إن هذا المعرض هو النشاط الاول بعد إعادة تفعيل رابطة التصوير الضوئي في الاتحاد بهدف الاستمرار بالنشاطات الثقافية والفنية في مختلف المجالات مضيفا أن المعركة التي نخوضها اليوم ضد الإرهاب ليست معركة سلاح فقط إنما معركة ثقافية واجتماعية للدفاع عن أرضنا ووجودنا.
وأشار ابو زيد ان المواضيع التي ضمها المعرض جاءت متنوعة وشاملة عبرت عن احساس الفنانين المشاركين باساليب مختلفة ومدارس متنوعة مستخدمين تقنيات عالية في التصوير اضافة إلى رؤيتهم الفنية التي عكست الواقع وعبرت عنه باعتبار الفنان هو شاهد على العصر ويجب عليه توثيق الأحداث بكاميرته أو ريشته.
أما مسؤول العلاقات العامة في اتحاد الفنانين التشكيليين ابراهيم مؤمنة فأوضح ان المعرض بادرة جميلة في ظل الالم والحزن الذي نعيشه جراء الحرب التي تشن على بلدنا فهذا الاصرار على البقاء والحياة وخاصة من قبل هؤلاء الشباب يعطينا الامل في ان سورية ستنتصر على الإرهاب.
بدوره رئيس رابطة التصوير الضوئي في اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين رامز منزلاوي بين أن معرض اليوم خطوة أولى نحو التجديد في الأفكار والرؤى التي يقدمها الفنانون الشباب باستخدام تقنيات عالية في التصوير التي تمثل عين الفنان الأساس في اظهار الجمال وخطوة أولى في مكافحة التلوث البصري في بعض الصور التي لا تمثل فن التصوير الضوئي بشكل صحيح .
وعبر منزلاوي من خلال لوحاته الثلاث التي شارك فيها عن بعض الحالات الإنسانية التي استوحاها من الواقع الذي نعيشه بأسلوب المدرسة التجريدية.
وجاءت مشاركة فرج شماس من خلال لوحتين من القياس المتوسط غلب عليهما الطابع الانساني الحزين مجسدا فيهما وجوه اطفال تحمل روح الفرح والأمل رغم الحزن والتعب الذي يبدو عليها متمنيا عودة الامان الى سورية والفرح إلى أطفالها.
وعن اختياره لمواضيع الصور أوضح شماس أنه كان يصور قديما الطبيعة والآثار وغيرها و بسبب الأزمة التي نمر بها اتجه للمواضيع الإنسانية البحتة وأصبح يصور الإنسان ومعاناته مستخدما الأسود والأبيض الذي يعطي الإحساس القوي للمتلقي.
وشارك الفنان معتز موعد بثلاث لوحات عبر في الأولى عن معاناة الاطفال من خلال صورة رمزية لطفل يشق طريقه في عالم من الضبابية أما اللوحة الثانية هي بلكي بتحلا اعتمد فيها على تقنيات الكاميرا في التقاط الصورة بدقة عالية حيث صور مجموعة من حبات السكر بينما رمز في لوحته الثالثة الى البقاء والثبات معبرا عن ذلك من خلال صورة مسرح فارغ مع بقاء شخص وحيد على احد المقاعد متحديا الغياب.
وتحت عنوان “الأمل” قدم الفنان محمد حاج قاب ثلاث لوحات عبر فيها عن صمود فلسطين وذلك من خلال صور الأشجار في الأرض في إشارة إلى استمرارية الحياة رغم الألم والحزن والثبات في الارض والدفاع عنها .
ورأت الفنانة رهف جلاد أن المعرض فرصة لتقديم أفكار جديدة في فن التصوير الضوئي حيث شاركت بثلاث لوحات وثقت فيها الأماكن سياحية من عدة دول مستخدمة اللونين الأبيض والأسود واختلاف الظل والنور لاعطاء جمالية خاصة للوحة.
كما شاركت الفنانة أسماء الدوس بثلاث لوحات عبرت في واحدة منها عن حالة انسانية بعنوان استراحة وقدمت في اللوحتين الباقيتين تشكيلا لونيا
من خلال صور مثلت عرضا مسرحيا.
وأشار الفنان محمد السعدوني الذي شارك بثلاث لوحات ايضا عبرت عن حالات إنسانية ومناظر طبيعية عن جمالية البحر الى ان المعرض تميز بتنوع المواضيع وانماط التصوير حيث قدم كل مصور صيغة فنية خاصة به استطاع من خلال الرسم بالضوء تقديم لوحات متميزة .
من جهته أوضح محمد جلبوط مدير مؤسسة جفرا أن هذا المعرض يؤكد ابداع الفنان السوري في كل المجالات اضافة الى استمرار الحركة الثقافية مهما كانت الظروف ومبادرات الفنانين الشباب الذين تدعمهم مؤسسة جفرا.
يشار إلى أن المعرض الذي يقام بالتعاون مع رابطة التصوير الضوئي في تجمع فناني فلسطين ومؤسسة جفرا وجمعية نور للإغاثة والتنمية الشبابية يستمر حتى الخميس القادم بمشاركة كل من الفنانين أسامة شهابي وأسماء الدوس وأريج نكد وأيمن العسكري ورامز منزلاوي ورهف الجلاد وشيرين خالد ومحمد السعدوني ومحمد حاج قاب ومحمد عزوز ومعتز موعد ونور عابورة ونور الأعرج و وائل خليفة و فرج الشماس.
أرسل تعليقك