افتتح في باريس السبت معرض يشارك فيه نحو 15 فنانا سوريا يقدمون فيه اعمالا تصور الرعب والدمار الذي تعيشه بلادهم.
ويحمل هذا المعرض اسم "فنانون سوريون اليوم"، ويقام قرب مدينة بوردو جنوب غرب فرنسا، وهو يقدم نحو ستين عملا من لوحات وصور ومقاطع مصورة واعمال رقمية، لفنانين من الجيل الجديد.
ومن بين المشاركين فنانون اجبروا على الاقامة في المنفى، وتوزعوا بين عدد من الدول الاوروبية، ومنهم من اتى من دمشق حيث يحاولون مواصلة حياتهم وانتاجهم الفني رغم الصراع الدامي الذي اودى بحياة اكثر من 200 الف شخص منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئس بشار الاسد في اذار/مارس من العام 2011.
وتقول دلفين ليكا المتخصصة في الفن المعاصر في الشرق الاوسط والمشرفة على المعرض "ان الصور التي تنقلها وسائل الاعلام تؤدي الى خلق هوة بين المشاهد الاروبي والشعب السوري، اذ تكتفي بصور المدن المتعرضة للقصف والمباني المدمرة والاطفال الذين يعانون، والتشدد الديني".
وتضيف "نأمل ان يقودنا الفن الى نظرة اخرى عن الوضع، وهؤلاء الفنانون يقدمون شهاداتهم عما يعيشون".
وتؤشر هذه الاعمال المعروضة الى مستوى من النضج الفني نما في ظل نظام استبدادي حكم سوريا على مدى عقود، وكيف كان تأثير الصراع في السنوات الاخيرة عليه.
فقد اضطر كثير من الفنانين الى مغادرة مشاغلهم، واحاطت بهم الاف الصور عن التظاهرات والقمع الشديد التي تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي، وانحسر عملهم الى فضاء الانترنت، وغالبا مع اجراءات خاصة لحمايتهم من رد فعل السلطات.
ومن المشاركين في المعرض محمد عمران البالغ من العمر 36 عاما، والمقيم قسرا في باريس، وهو ترك فن النحت لينكب على انجاز صور صغيرة ينشرها على صفحات الانترنت تنتقد النظام، اما ياسر صافي البالغ 39 عاما والمقيم في دمشق فهو ينكب على رسومات الظل التي تصور الموت في بلده.
ويقول المصور الصحافي مظفر سلمان البالغ 38 عاما واللاجئ في باريس انه اراد من صوره التي التقطها في مدينة حلب في العام 2013 "اظهار الناس وهم يقومون بالثورة، توثيق الاشخاص والاوقات". وهو يعرض صورة التقطها بنفسه تتقاطع فيها نيران الاشتباكات مع مجموعات النجوم في سماء حلب.
اما اكرم الحلبي، فاختار اعداد لوحات مقتبسة عن الصور والمقاطع المصورة المنتشرة على صفحات الانترنت للاحتجاجات.
ويقول هذا الشاب ذو الاعوام الثلاثة والثلاثين والمقيم في النمسا منذ العام 2007 "في البدء كنا نتابع كل المقاطع التي تبث على الانترنت، كانت ذات نوعية رديئة، اردت تحويل هذه المقاطع الى صور لاظهارها بشكل مختلف".
اما منيف عجاج المقيم في جنوب غرب فرنسا، فيروي انطلاق الحرب، ويشد على ضرورة "التعبير عن الغضب"، ويعد اعمالا لاذعة تصور الرئيس السوري على شكل دمية.
ويقول الكاتب الفرنسي كريستوف دابيتش احد منظمي المعرض والذي سبق ان وضع كتابا عن سوريا "كل فنان يقدم رؤيته الخاصة المختلفة، ليس هناك مدرسة فنية واحدة، بل هي نظرات خاصة حميمة لواقع بات يلامس حد الجنون".
أرسل تعليقك