بيروت ـ ننا
افتتحت الجامعة اللبنانية بالتعاون مع "اللقاء الإسلامي - المسيحي حول سيدتنا مريم"، معرضا بعنوان "مريم تجمعنا"، في قاعة المؤتمرات في مدينة الرئيس رفيق الحريري الجامعية في الحدث، لمناسبة عيد البشارة، في حضور رئيس الجامعة الدكتور عدنان السيد حسين، الامين العام للقاء الإسلامي - المسيحي ناجي الخوري، عمداء كليات الصيدلة، الفنون الجميلة، الصحة العامة والمعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا الدكاترة: باسكال سلامة، جان جبور، نينا زيدان وفواز العمر، مديري الفروع الأولى لكليات الصحة العامة، الحقوق، العلوم السياسية والإدارية، إدارة الأعمال والعلوم الإقتصادية الدكاترة: فاتنة سليمان، غالب فرحات وجمال حايك، مدير الفرع الثالث لكلية الهندسة الدكتور محمد حمدان وحشد الأساتذة والموظفين والطلاب.
بداية النشيد الوطني، فنشيد الجامعة، ثم كلمة لعريف الإحتفال رئيس دائرة العلاقات العامة في الجامعة غازي مراد قال فيها: "إننا إذ نجتمع اليوم في عيد البشارة، عيد سيدتنا مريم عليها السلام، فلأن للعذراء مكانة تجاوزت كل تصنيف وعبرت كل الطوائف، وهي التي أعزتها الأديان وأعزها الإسلام كما المسيحية. عندما نحاول المقاربة والمقارنة بين مقتبسات الكتابين المقدسين يدخل الإيمان الى قلوبنا خاليا من أي شك ونقر بالحقيقة التي مصدرها واحد".
أضاف: "ان الديانات الثلاث نزلت في منطقتنا العربية، اثنتان منها في بلاد الشام والثالثة في شبه الجزيرة العربية، فبلادنا مهد الديانات وعلى مر العصور تعايشت هذه الديانات بسلام ووئام وكانت عونا لبعضها لا سيما بين الإسلام والمسيحية. ويوم ضاقت الأرض بالمسلمين مع بداية الدعوة الإسلامية لم يجدوا ملاذا سوى ملك الحبشة النجاشي النصراني، ويوم وقف الغساسنة المسيحيون في بلاد الشام مع المسلمين بقيادة أنس بن هلال لنجدتهم".
أما الخوري فقال: "هذا المعرض الجوال، الذي انتقل من جامعة القديس يوسف الى جامعة الحكمة ومدرسة سيدة الجمهور، ليصل اليوم الى جامعتنا اللبنانية، يرسم مجددا، عبر الصور التي جمعناها، من لقاءاتنا السابقة، جوا وروحا. من أفضل من العذراء مريم، أم الله لدى المسيحيين، وأولى نساء العالمين عند المسلمين، التي ورد اسمها في القرآن الكريم سبعا وثلاثين مرة، وهي المرأة الوحيدة الي ورد ذكرها في القرآن الكريم، يمكنه أن يكون هذه الصلة الوصل بين كل المكونات الروحية لهذا الوطن الجميل؟".
أضاف: "إنها تعتمد على كل منا لبناء سلام القلوب والنفوس، إنها تعتمد علينا جميعا، مجتمعين، لنشر حضارة جديدة، حضارة المحبة والسلام".
بدوره، قال السيد حسين: "من يفتش باحثا في سور القرآن الكريم أو في أسفار العهد الجديد لا يجد خلافا في المضمون حول شخص مريم العذراء أو مريم البتول، وربما لا يعرف بعض المسلمين أو المسيحيين ان من لا يؤمن بعالمية مريم ليس مسلما ولا مسيحيا".
وتناول ما ورد في القرآن الكريم تعزيزا لمكانة السيدة مريم، وقال: "نعم هناك خلافات عقيدية حصلت منذ مجمع خلقيدونية عند المسيحيين والمسلمين، وانقسم المسيحيون كما المسلمون، لكن الموضوع هو في الأساس هو المضمون الديني حول الإنسان، المسيحية قالت بأن الإنسان على صورة الله ومثاله، والإسلام قال بأن الإنسان خليفة الله في الأرض".
أضاف: "عندما نقول سيدة نساء العالمين والمرأة الاولى في العالم، فهذا صحيح، ونترجم ذلك في هذا العيد المسيحي الاسلامي. وكما قال الاستاذ ناجي الخوري بأن المسلمين والمسيحيين مطالبون بالحديث في العالم عن دور لبنان في هذا التبشير وتحويل بيروت، كما طرح منذ سنوات، مركزا للحوار والحضارات لا مركزا للتعصب والعصبيات".
وتابع: "أربأ ببعض المسيحيين الذين يقولون لمراجع عليا في الدولة نحن قلة في الجامعة اللبنانية وعليكم الذهاب الى الجامعات الخاصة، كما أربأ ببعض المسلمين الذين يقولون لمراجع عليا في الدولة بأن الشيعة سيطروا على الجامعة ولا مكان لأهل السنة، أو ان الشمال اقتطعه أهل السنة والجماعة من الجامعة اللبنانية وفصلوه. كل هذا الكلام هراء وانحطاط وجهل، وعليكم أن تردوا على كل ذلك بالعلم والوطنية والمحبة التي أرادتها مريم وتكونوا كما الشعار "مريم تجمعنا".
ونفى بأن تكون "الجامعة اللبنانية أقفلت أبوابها أمام السياسة"، داعيا الى "تنظيم المؤتمرات عن الفكر السياسي والميثاق الوطني والفقه الدستوري والأخلاق التي هي ركن من أركان أصول الفقه في الإسلام ولم يختلف السنة والشيعة عليها". كما دعا الى "الإتحاد من خلال الجامعة والوطن".
وفي الختام، جال رئيس الجامعة والحضور في أرجاء المعرض الذي يضم صورا لاحتفالات عدة تجمع المسلمين والمسيحيين ومقتطفات لأقوال تتناول أهمية تلاقي المسيحيين والمسلمين، ومنها ما ورد في الإرشاد الرسولي للبابا يوحنا بولس الثاني وعلى لسان المطران جورج خضر والعلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله، ومن بيان الأزهر والمثقفين عن منظومة الحريات الأساس شيخ الأزهر أحمد الطيب 2012 ومن بيان عن علاقة الكنيسة الكاثوليكية بالأديان غير المسيحية - الوثائق المجمعية للمجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني 1965.
أرسل تعليقك