الدوحة ـ قنا
يستضيف المتحف العربي للفن الحديث "متحف" معرضًا فنيًا تحت عنوان "اضطراب" للفانة منى حاطوم يوم 7 شباط ويستمر حتى 18 أيار القادم.
ويسلط المعرض، الضوء على مدى تنوع أعمال منى حاطوم خلال الثلاثين سنة الماضية، ويرتكز على عمل الفنانة الذي يحمل عنوان اضطراب (2012)، وهو عبارة عن مربع بمساحة 4 × 4 متر، يتكون من آلاف من القطع الزجاجية التي وضعت مباشرة على الأرض، تم وضع هذا العمل التركيبي في مركز المعرض تماماً، ليكون بذلك في قلب مسار خطي غير تسلسلي، حيث يوجد عدد من التجاورات غير المتوقعة والتي تعكس التعقيد الذي تمكنت من خلاله الفنانة أن تتحدى، وأحيانا تزعزع، تجربتنا عما هو مألوف.
ويعد اختيار مفهوم الاضطراب كإطار مفاهيمي للمعرض مشتقا من الانقسامات الموضوعية والشكلية الكامنة في عمل الفنانة. وهذا ما يجعله مألوفاً ولكنّه محير في الوقت ذاته، مما يسمح بتجربة جمالية مكثفة جذابة ومبهمة في آن معا.
ويعدّ معرض “اضطراب”، أكبر معرض فردي للفنانة منى حاطوم في العالم العربي حتى الآن، إذ يتكون من أكثر من سبعين عملاً تتراوح بين أعمال تركيبية داخلية كبيرة، مثل جملة خفيفة (1992)، مع وقف التنفيذ (2011)، إلى أعمال ورقية ونحتية أصغر، مثل إسقاط (2006)، وبلا عنوان (كرسي متحرك II)(1999 )، مشتملا على بعض التركيبات الحركية للفنانة.
ويتخلل المعرض عدد من الصور الفوتوغرافية للفنانة، مثل، عودة فان كوخ (1995) بورتريهات ساكنة “ستاتيك بورتريه” (مومو، ديفريم، كارل) (2000)، بالإضافة إلى توثيق لعروض الأداء الأولى مثل طاولة المفاوضات (1983), وبذلك يسلط المعرض الضوء على تنوع المشاريع الفنية التي امتدت على مدى ثلاثة عقود حققت خلالها الفنانة مسيرة فنية غنية، ويصاحب المعرض كتالوج توضيحي شامل.
ويعكس المعرض على الصعيد الداخلي تساؤلات الفنانة عن الذات في مقابل صراع الفرد مع قضايا الاغتراب والتشرد. وعلى الصعيد الخارجي، هو انعكاس لتساؤلاتها عن مفاهيم الانتماء والذاكرة الجمعية. وأخيراً، على المستوى الشكلي، يمكن أن ينظر إلى الاضطراب على أنه ناجم عن بحث الفنانة المستمر عن سبل توسيع الصفات الشكلية والمادية للتعبير الفني.
جدير بالذكر أن الفنانة منى حاطوم فنانة معروفة على مستوى عالمي، من أصل فلسطيني، تلقت تعليمها في كليتَي بيام شو للفنون، وسليد للفنون الجميلة بلندن. أنجزت منذ الثمانينيات أعمالاً في فن الأداء، والفيديو آرت، وبدأت منذ التسعينيات بعمل إنشاءات ضخمة ومنحوتات تحوّل المألوف إلى ما هو مقلق، للتعبير عن حالة المنفى الدائم. أقامت معارض فردية في مؤسسات فنية كبرى مثل: مركز بومبيدو، باريس، المتحف الجديد للفن المعاصر، نيويورك، وتيت بريطانيا، لندن). حازت حاطوم جائزة روسويثا هافتمان، وجائزة سوننج نصف السنوية التي تمنحها جامعة كوبنهاجن للأشخاص الذين ساهموا في تقدُّم الحضارة الأوروبية، لتكون بذلك أول فنانة متخصصة بالفنون البصرية تنال هذه الجائزة.
أرسل تعليقك