دمشق – سانا
تنوعت الأعمال التي ضمها المعرض السنوي للخط العربي والتصوير الضوئي والخزف الذي تقيمه مديرية الفنون الجميلة في صالة الشعب بدمشق عن تجارب لفنانين سوريين من مختلف الفئات العمرية.
ولدى افتتاحه المعرض اليوم قال بسام أبو غنام معاون وزير الثقافة “حرصنا خلال هذا المعرض على انتقاء مواهب شابة مهمة في مجالي الخط العربي والتصوير الفوتوغرافي إلى جانب الخبرات المعروفة في الوسط الفني لإظهار قدرة الخط العربي على تقديم اللوحة التشكيلية المعاصرة كما أن لوحات التصوير الفوتوغرافي المقدمة تثبت قدرة المصور السوري على تقديم مواضيع متنوعة برؤية حداثية في ظل التطور التقني في فن التصوير”.
واعتبر مدير الفنون الجميلة عماد كسحوت في تصريح مماثل أن هذا المعرض يقدم واجهة العمل الفني السوري في فني الخط العربي والتصوير الفوتوغرافي وأن ما يميز هذا العام ظهور أسماء جديدة في كلا الفنين مؤكدا حضور قوة التشكيل الحروفي في مختلف لوحات الخطاطين المشاركين وتقديم لوحات تشكيلية حروفية إلى جانب اللوحات الكلاسيكية للخط لإظهار جمالية الحرف العربي الحامل للحضارة والثقافة والفن العربي وقدرته على التنويع.
من جانبه قال الدكتور إحسان العر رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين إن “الخط العربي فن يرتبط بتراثنا وحضارتنا وثقافتنا حيث استطاع أن يثبت نفسه عبر مئات السنين كفن قائم بحد ذاته مع قدرته على استيعاب التطورات التي أدخلها الخطاطون المتعاقبون حتى أوصلوه لفن إبداعي متميز قادر على تقديم مختلف الأشكال الفنية والتراكيب التشكيلية على مستوى الفنون العالمية” موضحا أن لوحات التصوير الفوتوغرافي حوت بعض التميز من خلال الغرافيك والتشكيل بالضوء وهذه صياغة جديدة تقترب من الفن التشكيلي.
ويضم المعرض 52 عملا بين اللوحة والمنحوتة الخزفية ففي مجال الخط العربي تنوعت الأعمال المعروضة بين الخطوط المعروفة من نسخ وجلي الديواني والثلث والعثماني وغيرها مع وجود لوحات ضمت الزخرفة والرسم على الورق كما أن بعض اللوحات الحروفية كانت حاضرة بقوة عبر حجوم كبيرة.
أما في التصوير الضوئي فبدت أغلب اللوحات نمطية وتناولت مواضيع قديمة إلا تلك التي قدمت رؤية تشكيلية بصرية جديدة لبعض المصورين الشباب معتمدة على الحس الغرافيكي اليدوي كما أن بعض اللوحات ضمت حركة ودراما تحكي قصة فيما تنوعت في الخزف التشكيلات المقدمة بحجوم صغيرة ورؤى مختلفة رغم قلة الأعمال المشاركة.
المصور بسام البدر الذي قدم لوحة تصور حركات إيمائية في المسرح قال “مشاركتي السنوية في هذا المعرض تأتي من حرصي على الوجود الدائم في هذه التظاهرة الفنية المهمة لدعم التصوير الضوئي في بلدنا” مبيناً أن اللقطة التي تدفعه للتصوير هي التي تحوي حركة وقصة إلى جانب الجمالية الفطرية فيها.
الخطاط محمد زاهر الحمود الذي شارك بلوحة بالخط الديواني وهي عبارة عن عبارة تدعو إلى التراحم “الراحمون يرحمهم الرحمن ..ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” اعتبر أن مجرد إقامة مثل هذه المعارض تأكيد على صمود سورية التي كانت دائما منارة للفن والأدب وأن إقامة هذه الفعالية تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية يعطيها قيمة مضافة.
الفنانة باسمة الحريري التي شاركت بعمل خزفي يمثل إبريق شاي بحركة راقصة قالت:”إقامة مثل هذا المعرض تساعد على الاحتكاك بالفنانين الكبار والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم” متمنية دعم وزارة الثقافة لفن تشكيل الخزف كي ينافس الأنواع الأخرى من الفنون التشكيلية.
يشار إلى أن المعرض مستمر لنهاية كانون الأول الحالي وهو فعالية سنوية تختتم بها مديرية الفنون الجميلة معارضها المركزية إضافة إلى معرضي الربيع والخريف.
أرسل تعليقك