الدوحة ـ قنا
افتتح بمتحف الفن الإسلامي اليوم معرض خاص تحت عنوان "حلم النمر" والذي يتناول حياة وزمن أحد الحكام الهنود المسلمين العظماء وهو السلطان تيبو، وذلك من خلال عرض القطع واللوحات الفنية التي أُنتجت في عهده.
ويستقبل المعرض الذي يستمر حتى 24 أكتوبر المقبل، زواره في قاعة المعارض الخاصة بمتحف الفن الاسلامي، حيث يحكي قصة الحاكم التاريخي السلطان تيبو الذي تبوأ عرش مملكة ميسور في جنوب الهند.
كما يمر "حلم النمر" على السيرة الذاتية للسلطان الهندي الذي عرف بسمعة سياسية عظيمة ونظرة ذاتية قوية ما يؤهله لأن يصبح عنوانا لهذا المعرض الذي يجمع بين جدرانه الفنون والتحف الرائعة والسرد القصصي كلها تحت سقف واحد.
وعقب جولة صحفية أعدها متحف الفن الاسلامي صباح اليوم على هامش الافتتاح، صرح السيد ويليام غرينوود أمين المناطق الإسلامية الوسطى بالمتحف، بأن القطع التي يضمها معرض حلم النمر هي عبارة عن مجموعة فريدة من اللوحات وعدد من القطع الفنية التاريخية من مخازن ومقتنيات المتحف "حصريا"، لافتا إلى أن هذه المقتنيات تتميز بالجمال، حيث يستطيع من خلالها الزائر أن يفهم ارتباط السلطان تيبو بعالمنا وحياتنا رغم مرور قرنين على وفاته.
وأضاف :"لم يكن السلطان تيبو مجرد محارب وحاكم بل كان رجلا استطاع من خلال إنجازاته العسكرية والسياسية العظيمة أن يجعل من نفسه أسطورة خلال فترة حياته".. لافتا إلى أن هذا المعرض يتمحور بالأساس حول حلقة من اللوحات التي تصور معركة بوليلور التي وقعت عام 1780 والتي تظهر نصر السلطان تيبو على الجيش البريطاني.
أما السيدة شيخة النصر رئيسة قسم المعارض في المتحف فقد أشارت إلى أن المواضيع الرئيسة التي يتناولها معرض حلم النمرهي تفاعل الشرق والغرب في نقطة تاريخية مفصلية مهمة، وهي النقطة التي بدأت فيها التشكيلات العالمية التي نعرفها بالظهور إلى حيز الوجود، مضيفة :" نعلم أن شخصية السلطان تيبو تحظى باهتمام خاص من قبل الكثير من أبناء الجالية الآسيوية الجنوبية التي تعيش في قطر، إلا أننا نأمل أن يستقطب معرضنا الكثير من الجنسيات الأخرى أيضاً للتعرف على هذه الشخصية التاريخية الفريدة".
واللافت في هذا المعرض أن اللوحات والمقتنيات الفنية المعروضة بدت وكأنها محاولة تمهيدية لرسم جدارية تاريخية عن حياة السلطان الهندي وعصره، ويقول القائمون على هذا المعرض " إن هذه اللوحات كانت موجودة كلها على لفافة واحدة من ورق الأرز يبلغ ارتفاعها مترين وعرضها تسعة أمتار، لكنها قطعت بعد ذلك إلى 24 قطعة منفصلة، إلا أن اللوحة الأصلية موجودة إلى يومنا هذا في قصر تيبو المعروف باسم داريا دولت باغ".
ويرافق المعرض عدد من الأنشطة المصاحبة تشمل الورش الفنية والجولات الخاصة، بجانب مجموعة من المحاضرات التي سيلقيها أمين المعرض ويليام غرينوود وعدد من الباحثين المقيمين في قطر.
أرسل تعليقك