عمان - بترا
يرسم معرض الصور الفوتوغرافية المعنون "لا للحرب" الذي افتتحت فعالياته الأربعاء الأميرة ريم علي في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، صورًا صادمة تبرز ملامح الظلم والبؤس والقهر والعناء والشقاء والموت على وجوه مجاميع من الجنود الشباب يأخذون مواقعهم على جبهات الحرب العالمية الأولى.
احتوى المعرض الذي أشرف عليه الفنان التشكيلي العراقي هيثم فتح الله عزيزة الفنان العراقي هيثم فتح الله عزيزة، على عدد وفير من الصور الفوتوغرافية التي توثق لسنوات الحرب العالمية الأولى "1914- 1918" في أكثر من بيئة في أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وفي الولايات المتحدة الأميركية.
وقال عزيزة في تقديمه للمعرض، أنه جاء بمناسبة الاحتفالات العالمية بالذكرى المئوية الأولى على اندلاع الحرب العالمية الأولى، مبينًا أنه أيضًا بقدم رسالة إلى دول العالم كافة تدعو إلى نبذ العنف ووقف الحروب التي تدمر البشرية، لافتًا إلى أهمية الصورة والفن عمومًا كجسر تواصل وتفاهم بين الشعوب والثقافات .
ويضم معرض "لا للحرب" الذي سيتواصل على مدى أسبوعين 94 صورة فوتوغرافية من أصل مجموعة تحتوي على 250 صورة فوتوغرافية توثق الحرب العالمية الأولى.
توزعت صور المعرض على مجموعة من الأقسام من بينها: زيارات ملك بريطانيا جورج الخامس لجبهات القتال، ونشاطات قوات الحلفاء في الشرق الأوسط، وتحديدًا، الجزيرة العربية والأردن، وشمال أفريقيا في تونس والجزائر والمغرب.
وضمت أركان خاصة في المعرض، صورًا تجسد أساليب القتال، والحرب التي دارت على الجبهات الأوروبية في ألمانيا وبلغاريا وتركيا وفرنسا وبلجيكا وروسيا، وأحوال أسرى الحرب، وصور دمار أنقاض المدن والمعالم العمرانية فيها من بيوتات، وكنائس، وساحات، وشوارع وخطوط سكك حديدية .
وتنثر صور المعرض ألوانًا من الرؤى البالغة التأثير في وجدان المتلقي، من خلال حرارة وويلات تلك اللحظات الحقيقية التي توثق للعديد من الشخصيات السياسية والزعامات التاريخية، ورصدها لحراك الجنود وحشودهم على أرض المعارك البرية والبحرية والجوية إبان تلك الحقبة التي لم يتعظ منها تاريخ البشرية، وما زال يتنقل من حرب إلى أخرى.
وشهد المعرض توزيع كتاب موسوعي ضخم يقع في 430 صفحة من القطع الكبير حمل عنوان "صور من الحرب العالمية الأولى 1914- 1918"، يوثق للحرب و آثارها الكارثية على وجبهاتها العسكرية والاقتصادية والإنسانية والثقافية.
يشار إلى أن الفنان المصور هيثم عزيزة من مواليد الموصل العام 1955 بدأ مسيرته مع التصوير الفوتوغرافي في حقبة السبعينات من القرن الماضي، وعمل في الصحافة مصورًا رياضيًا لأكثر من عشر سنوات، وأصدر العام 1992 كتابًا عن الصور الصحافية يحكي رحلة الصحافة والفوتوغراف بحساسية العدسة ودقتها، كما أقام خمسة معارض فوتوغرافية شخصية في بغداد وعمان والدوحة، وحصل على الجائزة الفضية لمجموعة الصور الملونة في مسابقة منظمة الصحافيين الدولية لعام 1986.
أرسل تعليقك