عمان ـ العرب اليوم
صدر للأديب سعادة أبو عراق مجموعته القصصية بعنوان: «حكايات مقهى المغتربين» بدعم من وزارة الثقافة.
تندرج «حكايات مقهى المغتربين» ضمن قائمة الأدب التراثي التسجيلي، فقد جمعها ابو عراق وشذبها، وبقراءة أولية لهذه المجموعة تجد أنها مصممة على نمط معدٍّ مسبقا، مما ينفي أن تكون شعبية، ولا ينظمها سياق واحد.
لم يترك الكاتب أي تساؤلات لدى القارىء، فقد ذكر في مقدمته أنه حمل من طفولته إعجابه بحكايات المغتربين الأسطورية، لذلك حاول أن يتمثل العائد من مغتربه ليقص حكايات مدهشة على قوم معزولين في قرية معزولة، في مقهى معزول، حيث يظهر تشوق الناس لمثل هذا النوع من الحكايات، في وقت ندرت به وسائل الاستمتاع والتسلية قبل خمسين سنة.
قام الشكل الفني لكل حكاية على شخصيتين، شخصية رواد المقهى الثابتة المتلهفة للحكايات والمتفاعلة معها، وشخصية المغترب الذي يروي مغامرات يدرك السامعون مسبقا أنها مختلقة، لكنهم يتفاعلون معها وكأنها عمل مسرحي أو سينمائي، هدفها الإمتاع والتسلية.
ما يميز قصص «حكايات مقهى المغتربين» هو أن الشخصيات مرسومة لتتناسب مع الحدث، وأن القارئ لا يستهجن ما تفعله الشخصية ولا يستغرب تصرفها، كما لا يستغرب النهاية، ومعظمهم يعاني من نقص في قدراتهم الحياتية، لذلك فهم يكابرون على جراحهم باختلاق القصص.
يمزج ابو عراق التشويق بالفكاهة بالسخرية بالتاريخ، فثمة احداث تاريخية وشخصيات لم يرد ذكرها لذاتها، إنما لتعطي للحكايات زمنها في الخمسينات والستينات مثل كاسترو الذي أمم العملة وغيفارا وايزنهور ولوممبا وآرمسترونغ، وبلاد المهجر في الأميركتين، وسجائر اللولو والسيد والسبورت، والمناكفات بين القرى المجاورة كما بين السناجلة والترامسة، والسخرية من التباهي بالأنساب كما في حكاية الكراكرة، هذه العائلة التي يبحث أفرادها عن معنى مشرف لإسم عائلتهم.
تمضي «حكايات مقهى المغتربين» بالقارئ ناثرة الفكاهة والضحك، التي جلبها مغتربون من أرجاء المعمورة، مسترجعة فترة الخمسينات، بالطبع لا يمكن لك أن تختبر صدقها، ولكنك لا تملك عنها فكاكا، لجدتها وفرادتها وأسلوبها، وكأنها تشكل فيما بينها مسلسلا تلفزيونيا فكاهيا.
يذكر أن الأديب سعادة أبو عراق أصدر عشرة مؤلفات أدبية منها: رواية «المخاض»، «فتيان الحجارة»، مسرحية «دمى»، «مخترعون صغار» مصنفة كأدب تفكير علمي، مجموعتان قصصيتان «طريد الظل» و»زرقاء بلا ذنوب»، وديوان شعر بعنوان «ذاك هو أنا».
وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين واتحاد الكتاب العرب، فاز بجائزة الملكة نور لأدب الطفل عام 96، وجائزة شرحبيل بن حسنة لأفضل مجموعة قصصية.
أرسل تعليقك