فاطمة المزروعي تضع قارئها في وجه الحكاية في كمائن العتمة
آخر تحديث GMT18:31:02
 لبنان اليوم -
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

فاطمة المزروعي تضع قارئها في وجه الحكاية في "كمائن العتمة"

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - فاطمة المزروعي تضع قارئها في وجه الحكاية في "كمائن العتمة"

بيروت ـ وكالات

في روايتها «كمائن العتمة» الصادرة عام 2012 والحائزة «جائزة العويس للإبداع» فرع السرد الروائي والقصصي تضع الكاتبة فاطمة المزروعي القارئ مباشرة في وجه الحكاية وتترك له أن يعيش تلك الحالة الإنسانية التي تحياها الشخصية الرئيسية «سارة» في عتمتها، هذه العتمة التي تبدو للوهلة الأولى وكأنها عتمة قَدَرية تشبه عتمة العمى الذي يولد مع صاحبه. تذكر المزروعي على لسان شخصيتها مطلع الفقرة الثانية من الصفحة الأولى للرواية الصادرة عن دار الفارابي البيروتية في مائة وستين صفحة من القطع المتوسط: «كانت تلك العتمة قد أحاطتني منذ الطفولة وغشيت كل حواسي، فلم أعد أستطيع أن أتلمس طريقي بأية وسيلة كانت، وكان الخوف وحده محيطي الذي يحدد أبعادي ويجمعني مع غرفتي وأدواتي وكتبي وحتى ملابسي التي كنت أقتنيها بعناية».لخوف هنا قرين العتمة الملازم لها – أي للشخصية الرئيسية، والساردة الوحيدة - طيلة الرواية، أما الحياة فهي جملة رغبات ومخاوف تتغذى الواحدة منها على الأخرى. سارة الآن شابة في الثلاثين، وعندما أنزلت بها العائلة عقوبة المكوث في غرفة معتمة بلا نوافذ إلى حد يغيب فيها إحساس حبيستها بالزمن، كانت ما تزال طالبة جامعية، أي أن القارئ يراها الآن تتحدث إليه، وكأنما على نحو سرّي، بعد سبع أو ثماني سنوات من هذا الاعتقال على خلفية الشروع بالحب. تبدأ الرواية من منتهى الحكاية وتُختتم بمستهلِّها، وما بينهما عالم واسع قليل التفاصيل غير المرئية وإنما تشّع فيه أحاسيس أنثوية ملؤها القهر والعذاب، فما من شيء هنا إلا ويمت إلى العتمة والسكون بصلة، ولا شيء من الممكن تخيّله سوى صوت «سارة» يخرج حارّا ومختنقا من بين تضاعيف السرد وتفاصيل الحكاية. وفي سياق هذه العتمة تغيب ملامح الشخصيات، فالقارئ بالكاد يتأكد من ملامح «سارة»، هذه الملامح الغائمة من شدة ما أن حضورها مفرط في الغياب حيث الغياب هنا يشبه ذلك الفراغ في الجسد الذي برّحه الألم إلى حدّ الإحساس بالخدر. أما الشخصيات الأخرى، الأم والأب والأخوة والأخوات وزملاء الدراسة فهي أطياف شخصيات ولا أثر لها إلا بوصفها ضرورة تلزم السرد الروائي احيانا، بل وتبدو في أحيان أخرى من الممكن أن تسقط من متاع هذا السرد. أضف إلى ذلك أن المكان نفسه ليس شخصية روائية بل هو أيضا طيف مكان، ومع أن هناك بلدا ما إلا أنه بلا هوية متعينة في مدينة مثلا، بل هناك مطارح: عائلة وبيت ومقهى وجامعة وشارع وفندق رخيص وذلك مع أننا نفهم بسهولة من «الحكي» أننا في بلد ينتمي إلى الخليج العربي. أما تقنية السرد، فالافت فيها أن المزروعي لا تعود بشخصيتها إلى الوراء عبر تقنية الفلاش باك السينمائية، إنما هي تستعير طبقتين صوتيتين، بلغة أهل الموسيقى، إحداهما للحضور، وتخص سارة في عتمتها، والأخرى للغياب وتخص سارة عندما تتذكر تلك «السارة» التي كانتها قبل عتمتها. تتداخل هاتان الطبقتان الصوتيتان أثناء السرد على نحو يرتبط مباشرة بالتفاصيل الخاصة بالعتمة (حضورا) وما سبق عليها (غيابا، الآن وهنا). إنها فكرة تنتسب إلى ما يُسمى بالعدم أو العبث الذي شاع في المسرح والرواية منذ أربعينات القرن الماضي في الثقافة الغربية، حيث الحياة من وجهة نظر «سارة» لم تكن سوى برزخ التمع فيه الضوء أثناء العبور من رحم الأم إلى رحم قبر هو هذه الغرفة التي تحيا فيها – أي سارة ميتة – أو قبر تعيش فيه حية. إنه عدم تفوح منه رائحة ذلك الألم الذي كان يشعر به المثقف الألماني فردريك نيتشه في عذاباته.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاطمة المزروعي تضع قارئها في وجه الحكاية في كمائن العتمة فاطمة المزروعي تضع قارئها في وجه الحكاية في كمائن العتمة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 لبنان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 لبنان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon