دمشق - سانا
استطاع شعر الزجل أن يحجز مكانة متميزة له في التراث السوري وبات جزءا لا يتجزأ من الموروث الشعبي كونه خرج من عباءة القوالب الشعرية الجامدة وتغلغل في تفاصيل العادات والتقاليد والحياة اليومية.
ولم تغفل فعالية أيام التراث السوري التي تقيمها وزارة الثقافة هذا الفن العريق في برنامجها فقد خصصت أمسية له أقيمت ظهر أمس في قصر العظم قدمت فيها جوقة الزجل مجموعة من القصائد الزجلية التي تمجد الوطن والمرأة بأسلوب فني يجمع بين الشعرية والغنائية.
وكان من اللافت تفاعل الجمهور الكبير مع الأمسية الزجلية والشعراء الذين تغنوا بالوطن بأسلوبهم الذي يعتمد على سرعة البديهة والذكاء في الطرح وجاءت الموسيقى التي صاحبت الشعراء كصلة وصل بين الشعراء والجمهور.
ويرجع فؤاد حيدر رئيس جمعية شعراء الزجل في تصريح لـ سانا إقبال الناس على الزجل واهتمامهم بحضور الأمسية إلى أن اللهجة المحكية مستوعبة لدى الجمهور اكثر من القصيدة باللغة الفصحى التي تحتوي على كم كبير من الألفاظ والكلمات الصعبة.
ورأى أن قصيدة الزجل رغم سهولة كلماتها وقربها من الناس إلا أنها تحمل أفكاراً عميقة وقريبة من الناس وتفاصيل حياتهم اليومية.
وتضمنت الأمسية تقديم عدة أشكال من الزجل مثل الافتتاحيات الشعرية والحواريات إضافة إلى الردات الشعرية الزجلية.
وقال الشاعر سمير هلال شاركنا في الأمسية باسم جمعية شعراء الزجل لإحياء فن من أجمل الفنون الموجودة ببلادنا ونحن هنا اليوم لنمثل شعراء اللهجة المحكية ونعرف الناس على جمعية الزجل بأدائنا بالشعر المحكي.
واعتبر أن الزجل هو من أهم مفردات التراث الشعبي الموروث الذي خلق من سجية الناس وطالب بدعم هذا الفن لتصل الرسالة الفكرية التي يحملها بطريقة جميلة.
أما الشاعر سامر غزال فاعتبر أن الأمسية هي فرصة لتقديم مقطوعات زجلية تتعلق بحب الوطن وطالب بحل المشكلات التي يواجهها شعر الزجل ودعم جمعية الزجل للاستمرار بتأمين مقر لها كي يتطور الشعر الزجلي.
وتمنى أن يدخل الشعر الزجلي إلى كل بيت بالكلمة الرقيقة الهادفة بلغة الوطن والحب والجمال.
أما الشاعر طعان تجرة فاعتبر أن مكانة الزجل بدأت تتحسن بسبب وجود نخبة من الشعراء الذين تعبوا على الشعر والكلمة ولفت إلى وجود نشاطات كثيرة تختص بهذا النوع من الشعر تهدف لإيصال صوت الزجل إلى كل مكان ومنافسة الشعراء الآخرين.
يذكر أن هذه الأمسية تقام ضمن فعاليات أيام التراث السوري التي تقام في كل من "قصر العظم خان أسعد باشا قلعة دمشق متحف الخط العربي دار مردم بيك".
أرسل تعليقك