دمشق - سانا
أقام المركز الثقافي العربي في جرمانا بالتعاون مع فرع اتحاد الكتاب العرب بريف دمشق نشاطا ثقافيا اعتمد فيها طريقة جديدة في عرض أعمال فنية للفنانة التشكيلية سراب الصفدي استلهمتها من روايتي تاييس وزوربا العالميتين.
الفنانة الصفدي تحدثت عن لوحتها المستلهمة من رواية تاييس للروائي الفرنسي أناتول فرانس موضحة أن تاييس تميزت بحسها الهجائي السافر لمن يكره الجمال وهي قصة راهب عاش بمصر في القرن الرابع الميلادي يحاول أن يقنع الحسناء تاييس نجمة المسرح الروماني لكي تعتزل حياة اللهو التي تعيشها وذلك بسبب افتتانه بها وحبه لجمالها الذي سيزول ما لم يمتزج بالحب الالهي الخالد وعلى ذلك يبني الراهب بافنوس خطته لانقاذ الممثلة الفاتنة.
كما قدمت الفنانة لوحة استلهمتها من رواية زوربا التي كتبها اليوناني نيكوس كازانتراكيس عام 1946 وتروي قصة شاب يوناني مثقف يصادف ألكسيس زوربا الذي يؤثر في نظرته للحياة حيث تكون هناك صداقة بين الراوي والبطل زوربا المتحضر بالفلسفة الشرقية والذي يحب الطبيعة والمرأة ويروي مغامراته وينطق بالحكمة وصولا الى قصة حب عاشتها امرأة أرملة مع زوربا لكنها تدفع حياتها ثمنا لطلب رجال القرية ودها.
وعن تلك اللوحات التي عرضت قال الدكتور ضرار ابو شعيرة.. ثمة انسجام بالألوان مع البيئة التاريخية للقصة.. فالموضوعية أعطت اللوحات شيئا من الواقع يقارب الرؤيا الابداعية عند الفنانة فاستطاعت ان تلاحق الصور الموجودة في الرواية وترصدها إضافة إلى ما تمتلكه الرواية من معاناة حيث قدمت مشاهد متنوعة ومختلفة.
أما بالنسبة لخلط الالوان الذي قامت به الفنانة فاعتبر ابو شعيرة ان ذلك قدم مقاربة بين سرد الكاتب ورؤية الفنانة التي عبرت من خلالها عن سادية مورست في احداث الرواية جسدتها الالوان التي ابتكرتها.
بدوره قال رئيس نقابة الفنانين التشكيليين لفرع ريف دمشق الفنان سهيل ابو حمدان.. إن الفنانة قدمت نتاجا فنيا يرصد أجزاء من الرواية بأسلوب ابداعي مبتكر وجديد يستحق التشجيع وتعتبر التجربة حالة خاصة ومن الواضح ان الفنانة تعمل على تطويرها من خلال استخدام ألوان متنوعة ومختلفة تحاول ان تصنعها بنفسها من خلال عملية المزج والتكوين.
الدكتور محمد ونان الجاسم قال.. هذه اللوحات التي رأيناها هي غاية في الأهمية اذ جعلت من الرسم حالة تشبه النقد وجعلت المتلقي امام ابتكار جديد إضافة إلى وضع المتلقي امام رؤى فلسفية ونفسية يمكن أن يستنتجها من خلال اشياء رصدتها الفنانة بأسلوبها الخاص حيث اضافت إلى ما اخذته من رواية زوربا اشياء كثيرة من خصوصيتها ورؤيتها.
هند الراضي التي حضرت العرض قالت ان اللوحات الفنية ربطت بين العالمين المادي والروحي اذ اننا وقفنا أمام رؤى اخرى جعلتنا نستكشف اهمية الانثى في العمل الفني الذي عكس بشكل ابداعي ما هو موجود في الروايتين لان الفنانة التشكيلية اضافت من احساسها وألوانها التي ابتكرتها ما يدل على ان المرأة هي حالة انوثة تفيض بالحياة والخير وذلك إلى جانب ما هو موجود في الروايات من حالات اجتماعية اخرى كالموت والحياة والشقاء الاجتماعي بينهما فالفنانة عكست بجدارة حساسية الانثى بخصوصية فنية اخاذة.
أما مزيد النرش فأوضح ان هذا النوع من الفن يعمل على تجسيد التاريخ والفكر والادب والاسطورة وهذا ما رأيناه عند بعض الفنانين الذين ساروا على هذا الطريق الا ان تكثيف اللوحات في لوحة واحدة قد يعمل على ضياع التخيل الحقيقي او الصورة الحقيقية لما هو موجود في موضوع العمل الروائي وهذا يمكن العمل على تلافيه اما النتيجة فان ما قدمته سراب الصفدي هو قابل للنقاش والنقد بكل جدارة لانه عمل فني جديد.
وختم الدكتور نزار بريك الهنيدي رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب لريف دمشق ان مثل هذا النشاط الذي يعتبر حالة جديدة احدث عددا من النقاشات والحوارات لما يمتلكه من جديد يستحق التقدير ويعتبر خطوة مهمة لا بد من تطويرها في الساحة الثقافية لان الساحة الثقافية تحتاج الى تنويع في الطرح وان ما قدمته الفنانة هو حالة خاصة تجتهد على تطويرها لتثبت أهميتها.
أرسل تعليقك