دمشق - سانا
أقام المنتدى الشبابي في مركز ثقافي جرمانا ندوة حوارية تناولت كتاب "قالت لي الأيام" للكاتبة إيمان نايل عبيد الذي يتضمن مجموعة من الخواطر الحوارية تناولت بعض رؤى الكاتبة وتأملاتها في الكون والطبيعة حيث ناقش أعضاء المنتدى ما طرحه الكتاب إضافة إلى قراءة شعرية للأطفال بعنوان الكوكب الأحلى قدمها الشاعر محمد سمير مراد كما قرأت الكاتبة هند الراضي مقالة بعنوان على تراب صاحبة الجلالة.
وعن كتاب قالت لي الأيام.. قال محمد أسامة الأحمد في مشاركته النقدية.. لقد تبادر إلى ذهني العديد من الأمور التي تحدثت عنها الكاتبة إيمان عبيد بعد اطلاعي على كتابها فلفت نظري بعض الرؤى التي استطاعت أن تربط من خلالها الناس بالأرض فيبدو مدى قوة العلاقة بينهما وذلك في خاطرتها قالت لي القوقعة كما حثت الناس على البحث عن الأمور الكبرى التي يجهلونها بعد أن أعمتهم مصالحهم الشخصية عن اهتمامهم بأنفسهم ومعرفتها كما جاء في خاطرة قالت لي النافذة إضافة إلى قدرة الكاتبة على أنسنة الجمادات وتحويلهم إلى أشخاص تحدثت معهم وفق مصطلحات جديدة استخدمتها خلال الحوار.
أما الكاتب الشاب محمد السيد فرأى في خواطر إيمان عبيد محاولات لطرح تجليات فلسفية ونفسية حاولت من خلالها أن تعطي الجمادات صفات إنسانية لتحاورها بشكل فني مستخدمة في ذلك مفردات الطبيعة لتكون منها أسلوبها التعبيري كما أن الكاتبة أرادت أن تقول إن الانسان يمكن أن يصل إلى الخير إذا سعى لذلك وقام بأفعال حسنة لأن ما يحصده الانسان هو ردود فعل حتمية على أفعاله غير أن الكاتبة لن تتمكن من الوصول إلى أهدافها بشكل جيد لأن الوسائل التعبيرية والألفاظ ظلت قاصرة عن تحقيق رغبة الكاتبة في الوصول إلى ما تريد.
وقال جمال الأحمد إن "أنسنة الأشياء الموجودة في الكون والطبيعة هي انبعاث أدبي جديد رأينا من خلالها بعض الحكم التي أرادت الكاتبة أن تصل إليها بعد أن عاشت تجاربها الحياتية وذلك في مجموعة من الخواطر حاولت أن تستخدم في كتابتها الإيجاز في المعاني التي تريدها مستخدمة بذلك لغة سهلة وبسيطة".
أما قصيدة الشاعر محمد سمير مراد التي قدمها فقد دعت الأطفال إلى الحب والتفكير بمجد الوطن للوصول إلى غد مشرق ومستقبل يليق بجمال أرضنا وترابنا من خلال النسيج الفني الذي جعلته النغمة الموسيقية يتكون مع الألفاظ بشكل عفوي قادر على الإثارة والتشويق والتأمل والابتعاد عن كل ما يؤرق ذهنية أطفالنا وعواطفهم كقوله في قصيدة الكوكب الأحلى..
تعالوا يا أحبائي
تعالوا يا أعزائي
لنرسم منظرا أجمل
ونبني عالما أفضل
بلا عنف .. بلا قسوة
تعالوا يا أعزائي
لنعمر أرضنا الحلوة
وننشد للدنى غنوة
أما المقالة التي قرأتها الكاتبة هند الراضي بعنوان على تراب صاحبة الجلالة فقد عبرت من خلالها عن مدى أهمية الوطن الذي يعتبر ترابه كأم حنون تغمرنا بالسكينة والطمأنينة تلك الأم هي صاحبة العظمة والجلالة وهي التي تحتوي الأهل والإخوة والأحبة ولا يمكن أن يعيش الانسان بعيدا عن انتمائه إليها فلا يجوز أن نفرط بذرة تراب من الأرض ولا يجوز أن نغضب جلالتها لتصل في النتيجة إلى إطلاق صرخة تدعو من خلالها أهل سورية وأبناءها إلى أن يصونوا هذه الأرض العظيمة وهذا الجلال الكبير بحبهم وشرفهم وسواعدهم لأنهم إن لم يفعلوا فلن يسامحهم التاريخ.
وطرح باسل حناوي رئيس المركز الثقافي والمشرف العام على المنتدى فكرة مناقشة المواضيع المتنوعة وعدم الاقتصار على الرواية لإغناء الحالة الثقافية بشكل أفضل.
وبعد أن انتهت مديرة المنتدى إيمان الحوراني من إدارة الحوار ومحاولة ربط الأفكار التي طرحها أعضاء المنتدى ببعضها سواء أكانت حول الكتاب الذي تمت مناقشة مواضيعه أم ما قرىء من كتابات أخرى قامت بتوجيه دعوة لحضور ندوة حوارية في الأسبوع المقبل يناقش خلالها المنتدى قصيدة جبهة المجد للشاعر محمد مهدي الجواهري التي نالت التصويت على قراءتها ومناقشة أبعادها وأفكارها.
وغلب على الأسلوب الحواري في المنتدى المنافسة واثبات الذات نظرا للمبالغة في اعطاء الفرصة للمشاركين بالتكلم وكل واحد لأكثر من مرة انما غابت الفكرة الحقيقية للكتاب عن ساحة الحوار نظرا لعدم إمكانية الخاطرة من فرض نفسها كأسلوب أدبي في أكثر المواضيع التي أرادتها الكاتبة إلا أن قصيدة الشاعر محمد سمير مراد عوضت في خلق حالة من الحميمية عند الجمهور نظرا لوضوحها في الطرح وامتلاكها أسلوبا رشيقا غنيا بالموسيقا وحب الوطن كما فعلت الكاتبة هند الراضي في مقالتها التي قرأتها أيضا.
أرسل تعليقك