الزرقاء ـ بترا
نظم فرع رابطة الكتاب الأردنيين في الزرقاء مساء أمس الخميس أمسية نقدية لمناقشة رواية مطارح للكاتبة سحر ملص والتي تقع في 232 صفحة من القطع المتوسط .
وقال الناقد عبد الله رضوان ان رواية مطارح تمتاز بخصوصية النوع الروائي حيث تتناوب الشخصيات الرئيسية والنمطية مع المكان في احتلال مركز البؤرة ، بحيث جاءت تصنيفا لا هي رواية مكان برغم أهمية وتبلور المكان فيها ، ولا هي رواية شخصية على الرغم من أهمية وتبلور عدد من الشخصيات الرئيسيةفيها .
وبين ان خطاب الرواية جاء شاملا واسعا قادرا على احتمال وتوظيف شمولية المشهد مكانا وشخصيات ، لافتا الى مسارات السرد في الرواية والتي تمثلت في الشيخ درويش وعائلته ، شخصيات المدينة من كبار المدينة والهمشين فيها ، الحكواتي ودور المقاهي ، اضافة الى المسار الغرائبي ممثلا بحكايات العفاريت والجن .
وأوضح ان ملص اعتمدت في بناء روايتها أسلوب الفصول المتجاورة ، مع اعطاء عنوان فرعي للفصول الرئيسية ، اذ ان هذ النمط من البناء سهل للمؤلفة امكانية التوسع في فتح مسارات الرواية ، فيما لجأت الى الموت كأسلوب للتخلص من اشكاليات صعوبات الاغلاق للأحداث والمسارات المتعددة .
وتابع ، ان لغة السرد جاءت مباشرة الدلالة عادية البناء لاتعتمد أو لاتميل الى (الشعرنة ) ، فهي لغة سردية واصفة تنقل بشكل مباشر المعلومة الى المتلقي ، كما جاءت جمل الحوار قصيرة ومتناغمة مع وعي كل شخصية بحسب طبقتها الاجتماعية وفئتها الجنسية والعمرية .
وقال القاص سعادة أبو عراق الذي أدار الأمسية " ان المؤلفة تنسج خيوط روايتها على أرضية مدينة حمص فتأخذك الى مناخها وأسواقها وعاداتها وحماماتها وبواباتها وأسوارها ونهر العاصي الذي يمر بها " .
وقالت الكاتبة سحر ملص ، أن شخصيات روايتها استيقظوا من رقادهم في أعماق اللاوعي بدءا بشاعرها ديك الجن الحمصي ، مؤكدة ان الكاتب مهمته حفظ تراث الانسانية .
وبينت ان مهمة الرواي لا تقتصر على سطر ما سمعه من حكايا فقط ، بل لا بد له من ان يغوص في أعماق شخصياته لا تمام مسيرتها وسرد حكاياها بما يجود به الخيال ، فيختلط الواقع بالخيال وتكتمل الصورة وقالت " كتبت رواية مطارح كي أتخلص من أمانة حملتها في عنقي منذ الطفولة لبعض القصص التي سمعتها ، ونسجت الكثير من خيالي في أحداثها ودفاعا عن مدينة حمص المنكوبة ، حيث أعدت هيكلة بنائها عبر الأحرف والكلمات ".
وجرى في ختام الأمسية التي حضرها الشاعر جميل أبو صبيح وجمع من الكتاب والشعاء والنقاد والمهتمين ، نقاش وحوار ، حول أساليب كتابة الرواية والعلاقة بين الفن والحقيقة والى أي مدى يمكن توظيف الشخصية التاريخية روائيا .
أرسل تعليقك