دمشق - سانا
أقامت مجموعة "كلمات" المكونة من عدد من الأدباء والكتاب والباحثين السوريين مساء الاربعاء مهرجانا شعريا شارك فيه عدد من الشعراء الذين تنوعت كتاباتهم ومواضيعهم بين حب الوطن والحالات الاجتماعية الأخرى إضافة إلى بعض الأغاني الوطنية وذلك في قاعة الاجتماعات في فندق عمر الخيام بدمشق.
وتحدثت الباحثة إيمان بركات عن حياة الشاعر نزار قباني وانتمائه الشديد إلى الشام مشيرة الى انه من أسرة عريقة والده واحد ممن تصدوا للاستعمار الفرنسي وجده أبو خليل القباني موءسس المسرح في القرن الماضي مستعرضة بعض أسماء دواوينه التي كتبها منذ مطلع شبابه.
وقرأت بركات بعض القصائد الشعرية التي كتبها الشاعر نزار قباني بأسلوبه الحداثوي الذي تميز بالأصالة والمعاصرة وغناها أهم المطربين في الوطن العربي كـ/عبد الحليم حافظ /ونجاة الصغيرة/ و /ماجدة الرومي/ وغيرهم.
وحملت قصائد الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق كثيرا من العواطف التي تضمنت حب سورية وتصدت للأفكار والممارسات الإرهابية التي يعانيها شعب سورية بأسلوب عفوي وتعابير جاءت بألفاظ بعيدة عن التكلف تحمل طموح وأحلام الشعب السوري لردع ما يجري كما جاء في قصيدته /سيدة العشق الأكبر/حيث قال.. يا غابة أحزان تعصر .. يا طفل يبكي غيما..وكفيف بدماء أبصر يا أمي وجدودي.. يا أصحاب العار المنشود .. أصحبنا نتحسر.. آه من موت الإحساس .. وجبال تبكي وغراس وقدمت الأديبة /حنان خير الدين/ نصوصا أدبية مختلفة تنوعت بين قصائد شعرية ومقامات أدبية حملت في معانيها الرغبة بدفع الثقافة والعمل على تطويرها وتشجيع الكتاب والقراء على حضور الأنشطة والأندية الثقافية فقالت في مقامتها الأدبية/قرار القضبان/ ..وبعد رحلة طويلة من العناء والمغامرة .. والصبر والمصابرة تجاوزت السفينة جميع العقبات .. ورست في بحر الإخاء .. اجتمع أصحاب هذه الدرر والجواهر من الكتاب والأدباء والقراء الكرام ..
أما نص ريما عفلق فكانت عبارة عن محاولة أدبية فيها عبق الحب والأشواق حيث انتقت كلماتها من مفردات بسيطة عبرت من خلالها عن أحلام امرأة تعيش الأمل والحنان كما جاء في نصها /ذات هجر/.. ذات هجر .. بح صوت الحنين .. في نهايات الولع .. فأتيتك طاعة .. ولم يغفو زهر اللوز .. على زند الليل بعد أتيت غيمة عطر.. تنثر الشوق في سويعات العمر.
وكانت خاطرة هناء العمر بعنوان /جنة مشتهاة / تعبر أيضا عن خلجات امرأة تحاول أن تخوض تجربة الكتابة وهي تعيش بعض التردد إلا أن الحالة النفسية والإنسانية دفعتها لتركيب عباراتها وصوغها بجمل تنبض بالإحساس الإنساني وان لم تصل الى المستوى الفني المطلوب تقول .. ما لي في الحب سوى ملامح ذكرى .. لذاك الطريق .. للنهر ..لأفنان أشجار تظللنا ..تحرس خطواتنا.. وفي قصيدته الكلاسيكية /غدر الزمان / عبر الشاعر سمير بدرة عن موقفه من بعض المواقف الاجتماعية التي تصور مراحل حياة المرأة والرجل ومرور بعضهم بهموم وخلافات وتناقضات محاولا أن يأتي بموضوعه على شاكلة الشعراء القدماء ملتزما بالبحر الخليلي وقصيدة الشطرين دون أن يتمكن من الخروج عن المباشرة الشعرية والأسلوب الخطابي حيث بدأت العاطفة واضحة والموهبة وغابت الدلالة والصورة كقوله.. لا تأمني غدر الزمان وقد بدا .. شيب بشعرك ثابت لا يذهب .. وغدا ستأتي الأربعون بهولها ..والرحم يصبح اجدبا لا ينجب .
كما ألقت الشاعرة هناء الداوودي بعضا من نصوص قصائدها التي غلب عليها الحزن والألم والشكوى من المعاناة التي تنعكس على كلماتها بسبب الأهوال التي تلاقيها محاولة أن تصل الى شيء من الفرح ولو كان قليلا وذلك عبر أسلوبها النثري والذي يتراوح بين النص والخاطرة كقولها في قصيدة/بيني وبينك/.. ففاض بكاء الروح.. تعالت صرخات القدر ..يا سماء الفرح جودي بالقليل هذا المسجى كقصيدة ثكلى .. يشتاق ان ينبض مجددا بالحياة .
ولم تخرج الكاتبة ميادة خدام عن النهج العاطفي بخاطرتها التي جاءت بعنوان/عزيزي/ وتميزت بالبساطة والاقتراب من الكلام العادي لولا العاطفة التي دفعت بالمفردات الى الاقتراب من ذائقة المتلقي تقول.. أقف باهتة يتمسك بي الليل بوله .. في مدينة أغلق تنفس نوافذها .. طويلا اختناق السواد.
وجاءت قصيدة الدكتورعلي السمان بعنوان /رسالة/ وهي محملة بانعكاسات الأزمة ورصد أهوال الموت والجريمة ووصف ما يدور بشكل يقترب من السرد القصي الى ارتفاع بمستوى العاطفة التي يصل من خلالها الى حالة شعرية فيها دلالات على موقف رفض لما يعيشه السوريون جراء الموءامرات الكبرى يقول.. بايعنا السلاح بدلا من الزيتون .. بايعنا الأبالسة وكل ملعون ..وتثقفنا بالقراءة عن حفلات المتعة والجنون وادى الفنان الشاب عهد حولا بمرافقة عازف العود رياض سعيد بعض الأغاني الوطنية التي غنتها الفنانة الكبيرة فيروز وجوزيف عازار إضافة الى أغنية أدتها إيمان بركات /البلبل ناغى غضن الفل/.
يعتبر هذا اللقاء الأدبي خطوة ناجحة لما حققه من اجتماع لفئات مختلفة من الأدباء والأدبيات بشكل فيه من الألفة والمودة ما يتحدى الأزمة وما ترمي إليه اما الجانب الأدبي فاختلفت مستوياته بين ما حقق الأسس والمقومات للنص وبين ما كان محاولة قد تحمل شيئا من الإصرار لتطور أفضل .
أرسل تعليقك