بيروت ـ ننا
أقام المركز الثقافي البلدي في البترون، وجريا على عادته السنوية، سهرة شعر وموسيقى وكأس نبيد في مطعم "Del Mar" تخللها تكريم الشاعر موسى زغيب، في حضور راعي ابرشية البترون للموارنة المطران منير خيرالله، رئيس البلدية رئيس المركز الثقافي البلدي مرسيلينو الحرك، القيم الابرشي الخوري بيار صعب، وعدد من رؤساء الجمعيات والروابط والاندية ونخبة من رجال الفكر والشعراء ومهتمين.
بعد النشيد الوطني ودقيقة صمت تحية لروحي الشاعرين أنسي الحاج وجوزف حرب قدم نائب رئيس المركز يوسف لطوف للاحتفال، وألقى كلمة قال فيها: "هو يوم يتردد كل عام ، ونلتقي هذه الليلة في معبد الكلمة الساحرة والنغمة الحلوة، نلتقي أصدقاء عافوا الضجيج وتضيأوا بلغة القديسين والملائكة. نحن قوم نحارب فظاعات المدفع بنقرات العود، وآهات الناي ونغمات الشعر".
ثم ألقى الحرك كلمة أكد فيها "حب البترون لحياة الفرح والسعي من أجل إرساء ثقافة السلام والالفة الاجتماعية التي تحقق تطور ثقافة التواصل الاجتماعي". وأثنى على "نشاطات المركز الثقافي التي يتلاقى فيها الفن الشعري بالفن الموسيقي والغنائي والادبي".
وشكر "كل من ساهم في إنجاح اللقاء وكل الشعراء والفنانين الذين شاركوا فيه لاضفاء أجواء من الالفة والفرح والتمتع بأبهى مظاهر الثقافة والحضارة".
واشاد بمبادرة تكريم الشاعر اللبناني موسى زغيب، متمنيا "لو نتعلم العطاء من دون حساب وبلا حدود".
وكانت كلمة لرئيسة جمعية "أكرم أباك وأمك" جولييت ضاهر اضاءت فيها على الجمعية الانسانية فشرحت أهدافها ونشاطاتها. وشكرت الحرك على دعمه للجمعية التي تعنى بالمسنين. ثم قدمت شريطا مصورا عن نشاطاتها.
بدورها، أثنت رئيسة "مجلس الفكر" الدكتورة كلوديا أبي نادر على ثقافة الشاعر موسى زغيب وفكره وقالت: "قدر المميزين مواجهة قدرهم، لا بل تحديه. من كان ليصدق يوما أن من لم يعرف من الحياة سوى قريته ببساطتها والتصاقها بالطبيعة، سيغدو يوما إماما في الشعر الزجلي، وعمامته تاج الاقرار به كعلامة وعلامة فارقة في تاريخ الزجل".
واضافت: "موسى زغيب ، وإن تتوأمت معه موهبة الشعر، الا أنه رفض لقب "القوال" فاستحق بجدارة لقب الشاعر. مأخوذة أنا بقوس ـ قزحية شعره ، الا أنني أقر بتسلطنه في الشروقي".
وتوجهت الى زغيب: "أيها الشاعر الصديق، كل شاعر يضيء في لحظة ما، وإن لم ينشد منارة حرفته! أما أنت، فلقد اخترت البقاء رغم أنف الرحلة الأخيرة. عرفت بفطرتك أن الله وحده يشاطر وجد المحبين، فإن كان الله شاهدا على أسمى العلاقات البشرية، فإن كان الله شاهدا على اسمى العلاقات البشرية، فذلك يعني أن الحب قبس إلهي، ومن يشاطر الألوهة مجد الوجد، لا يعرف الموت".
وفي كلمته أكد الشاعر سهيل مطر أن "قدر العصافير أن تتشاجر مع الاقفاص، وقدر موسى زغيب أن يطير، يطير ويطير، لا حدود ولا سدود، وبورك للشعراء فإن لهم ملكوت السماوات." ورأى أن "الشاعر الذي يمشي في الصف، ويتقن ثقافة القطيع، ولا يعرف من الثورة الا الصراخ، ليس بشاعر. الشاعر هو الذي يمشي عكس السير، يخربط، يحطم، يجن، يقترف الخطيئة الأولى، ولا يعيدها. جميل أن تكون أولا، لا ثانيا ولا ثالثا ولا أخيرا"
وتوجه الى الشاعر زغيب: "الليلة جمعتنا البترون، البترون الحبيبة التي، "صباي مرسوم على شفتيها"، ها هي اليوم، على موسيقى الموج، ودقات جري مار اسطفان، وكبرياء قلعة المسيلحة، وهذا اللقاء المميز، بمجلسه البلدي ومركزه الثقافي، تفتح ذراعيها لاستقبالك، يا موسى. إياك أن تضرب بعصاك: إمرأة صعبة هي، والمرأة الصعبة هي أجمل النساء، دللها ما شئت، فهي تستحق."
وتخلل السهرة قصائد للشعراء: لوركا سبيتي وشوقي بزيع وندى بو حيدر طربيه أثنت على مسيرة المحتفى به وشعره وثقافته وزجله.
بعد ذلك، تسلم زغيب درع المركز الثقافي البلدي وألقى مجموعة من قصائده غنى فيها البترون والمرأة والوطن.
أرسل تعليقك