بيروت ـ ننا
وقع مدير الفرع الثاني لكلية الاداب والعلوم الانسانية في الجامعة اللبنانية ديزيريه سقال ديوانه الجديد "المعلقة الخامسة" او "كتاب التكوين"، خلال احتفال في الادارة المركزية للجامعة في المتحف، برعاية رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين، في حضور عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية كميل حبيب، مدير الفرع الاول لكلية الاداب نبيل الخطيب، مديرة مركز اللغات والترجمة هدى منقص، رئيسة المصلحة الادارية المشتركة زينة القزي وأساتذة وطلاب.
بداية النشيد الوطني فنشيد الجامعة، ثم كلمة لعريف الاحتفال روبير البيطار قال فيها: "ان معلقات السقال مطولات شاءها مبدعها ان تتجاوز تلك التي صفها اسلافه الجاهليون، ففي معلقته الاولى وهي اشبه بسيرة ذاتية، تماهى مع البشر والزمان والمكان والشعر حتى يجمع الكون كله. وفي الثانية انشطرت ذاته ذاتين متكاملتين، كأنما غدا هو الذكر وهو الانثى. وظل في المطولة الثالثة او كتاب الالق، متحدا بذاته الاخرى، ولكنه بات باحثا اكثر فأكثر عن التخلي والتصفي والانكشاف".
أضاف: "أما في المعلقة الرابعة او كتاب العشق، فالسقال عاشق غير تقليدي، ومعشوقته لمحة، وقد لا تكون الا قصيدة يرتقي فيها سلك الالوهة، او قد تكون بحثا عن قصيدة لما يكتبها. وتابع خطه البياني في المعلقة الخامسة، على طريقته حلزونيا تصاعديا نحو الخلود بالشعر وصوب فردوس مفقود، لا يستعاد الا بالشعر والسعي الى الحلم المستحيل".
وختم: "نحتفي اليوم بالمعلقة الخامسة او كتاب التكوين، وعيوننا على الاواتي من المعلقات".
وبعد قراءات من الديوان بصوت سقال، قال السيد حسين: "أنا لست بشاعر ولكنني مأخوذ بالشعر منذ مرحلة الدراسة المتوسطة، واعترف ان نظام التعليم في لبنان كان رائدا حتى العام 1975، ليتنا نعود الى هذا الزمان ولكن لا بد من العمل لاستعادته".
أضاف: "ان ما تجمعه الجامعة اللبنانية لا يجمعه غيرها، هذا ليس افتخارا ولا مكابرة فمن ينظر الى هذه الوجوه المتعددة في مناطقها ومذاهبها الفكرية والسياسية والاجتماعية يقر بأن الجامعة اللبنانية هي جامعة لبنان، كل لبنان. لذلك نحن حريصون على هذه الجامعة وبدلا من ان نتنابذ بالانتقادات هناك قواسم مشتركة تجمعنا من خلال الجامعة ولبنان، ولا ابالغ اذا قلت ان هذه الجامعة هي الروح التي بقيت من لبنان الواحد، لبنان الوطن والدولة، الى جانب الجيش اللبناني الذي كما قال لي قائد الجيش ان الجيش يؤمر فينفذ اما الجامعة فتعلم وتفكر وهنا اهميتها وسيادتها".
وتابع: "الدكتور ديزيريه شاعر وصديق محب وقد عملنا معا في ديوان الزجل ليكون جامعا لافضل ما انشد لبنانيا لشعر موزون ومقفى. ونظرا لاهمية هذا الشعر كان لا بد من الاطلالة على هذا الموضوع من خلال مادة الادب الشعبي في كلية الاداب".
وقال: "هناك تراجع في اللغة العربية في شكل غير مقبول في مدارس لبنان قبل الجامعة ونضطر في الجامعة ان نعيد النظر في اشياء كثيرة. هذا امر لا نقبله في لبنان كما لا نقبل تراجع اللغات الاجنبية في زمن الانفتاح على العالم. المدرسة بحاجة الى استعادة دورها التربوي والتعليمي وصناعة الاستاذ".
وكانت كلمة للدكتور نبيل أيوب قال فيها: "عنوان "المعلقة الخامسة" قد يضيعنا لكانه تشفير بمحاكاة الاصل المتمثل بابوة الشعر الجاهلي التناظري المتعدد المواضيع المفكك المباشر. غير ان استنطاق المسكون عنه في المطولة يكشف عن رغبة دفينة عند الشاعر في اعادة التاسيس، على اعتبار ان كل شعر ابداعي هو حذر واصل وبدء جديد ومغاير، أبالرؤية الى بنية القصائد ولغتها، ام الى عالمها؟ وهذه المطولة تجسد رغبة الشاعر تلك. والمغايرة الجوهرية تمثلت بصدور هذه المعلقة عن نغم اساس الروح عند ديزيريه، وليس عن عاطفة او انفعال او اشغولة يومية عابرة او حث متشدد، انه نغم اهتدى اليه من اشتياقاته العليا، وقد تمثل بغم الروح من انشطارها وتبددها ومحدوديتها ونقصانها في كونها المكاني الزماني، كون الفناء متشهية عودة التئامها".
ولفت الى ان "شعرية هذه المعلقة تتوافر في تعاضد مستوياتها وفي تحولاتها الدولية الصاعدة، وفي التحام الشعري والسردي وفي بنائها الدرامي المندرج النامي من صوتين خفيين فيه: صوت ذكوري، واخر انثوري، وفي ارتقائها وان ارتدادا فاندفاعا حتى اكتمال التوحد الديمومي الاحتفالي".
اما الدكتور جورج طراد فقال: "في "المعلقة الخامسة" للدكتور ديزيره سقال مناخ صوفي ثابت واكيد، ليس في القماشة الرؤيوية المتداخلة التشابكات والتعقيدات الفنية فحسب، وانما كذلك في الالفاظ والحقول المعجمية والادلالية المنتشرة في المعلقة من اقصاها الى اقصاها، فوحدة الوجود خلفية اللوحة، والاشراق لقيا يحتفل بها الشاعر وينتشي والذوبان في الذات الاخرى هو النغم المسيطر في النص، والشعر خرقة تعطي الهوية والانتماء".
اضاف: "والمادة التكوينية الكبرى للنص، هي في راينا مادة الرقة الانخطافية الصوفية، وكأن الشاعر يحمل النار التي تنير ولا تحرق، او ربما التي تنير وهي تحرق، لذا ثمة شعرية عالية هنا، تهدر بالعش "المشلىء" حينا، و"المحفر" حينا اخر، وانما دائما بصوت مهموس ينساب بين المقاطع والصفحات بغزارة لطيفة شفيفة تجعل من"المعلقة الخامسة: نصا غنائيا بامتياز".
وفي الختام كانت كلمة شكر للمؤلف الذي وقع كتابه للحاضرين.
أرسل تعليقك