أبو ظبي ـ سعيد المهيري
شهد الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، المحاضرة التي ألقاها الباحث في الصحة والشبكات والعلوم الاجتماعية والبروفيسور في قسمي علم الاجتماع والطب في جامعة هارفارد الدكتور نيكولاس كريستاكيس، وذلك بعنوان "معالجة التأثيرات السلبية ضمن الشبكات الاجتماعية" في مجلسه في قصر البطين في أبوظبي.
وحضر المحاضرة الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان، والشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ولي عهد رأس الخيمة، والشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، والشيخ سرور بن محمد آل نهيان، والفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، والشيخ عمر بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والشيخ خالد بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس إدارة طيران الاتحاد والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع والشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي والدكتور بحر الدين يوسف حبيبي الرئيس السابق لجمهورية إندونيسيا وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي في الدولة.
وركز كريستاكيس خلال محاضرته على 5 محاور، وهي ما الفرق بين المجموعة الاجتماعية والشبكة الاجتماعية، وهل ثمة أساس ارتقائي للتفاعلات البشرية الاجتماعية وبنية الشبكات الاجتماعية، وكيف ينتشر التأثير الاجتماعي من شخص إلى آخر بطريقة تؤثر في صحتنا وثروتنا وأمننا وسعادتنا، وما هي طرق التدخل ضمن الشبكات الاجتماعية لتعزيز الصحة والتعاون والابتكار، وكيف يكون الكل بمجمله أعظم من مجموع أجزائه عندما يتعلق الأمر بالتجمعات السكانية البشرية.
وأكد كريستاكيس، أنه من خلال مراعاة التلاحم البنيوي للبشر ضمن الشبكات الاجتماعية وفهم التأثير الاجتماعي، من الممكن التدخل ضمن الأنظمة الاجتماعية لتعزيز خصائص معينة مثل الصحة، والثروة، والتعاون، والإبداع، والمناعة، على مستوى الشرائح السكانية الواسعة .
وأوضح المحاضر، أن "البشر يختارون أصدقاءهم وجيرانهم وزملاءهم في العمل، ولكننا لا نختار أقاربنا، وجميع الناس الذين نرتبط معهم هم كذلك، وهكذا ننتظم جميعنا في نهاية الأمر ضمن شبكات اجتماعية واسعة وقريبة من بعضها الآخر وهي أشبه ما تكون بمستعمرات النمل"، متسائلاً، "فلماذا نفعل ذلك؟ وكيف يؤثر تجمعنا ضمن شبكات اجتماعية في حياتنا، وصحتنا، ومشاعرنا، وأفكارنا، وأفعالنا؟ ولماذا نقلد ما يفعله أصدقاؤنا بل وما يفعله أصدقاء أصدقائنا؟ وكيف يمكن استخدام فهمنا لبنية وآلية عمل الشبكات الاجتماعية البشرية من أجل التدخل في العالم وجعله أفضل؟".
واستعرض كريستاكيس، القواعد الرياضية والبيولوجية والنفسية والاجتماعية التي تحكم سلوك الشبكات الاجتماعية، وتطرق بصورة خصوصًا إلى الأبحاث الأخيرة حول نوعين من التدخل ضمن الشبكات الاجتماعية، خارج نطاق الإنترنت وعبر الإنترنت، وهما: التدخل الذي يعيد صياغة ارتباطاتنا مع الناس، وذلك الذي يعالج العمليات التي تتفشى كعدوى، وضرب بعض الأمثلة حول ما يمكننا عمله باستخدام العديد من التجارب ضمن بيئات متنوعة، مثل تعزيز التعاون، أو الإقلاع عن التدخين في المجموعات البشرية المرتبطة على الإنترنت، وحتى المساعدة في تعزيز السلوك الصحي في المجتمعات، وتسهيل انتشار الابتكار والإبداع بين شبكات الأطباء.
وأشار إلى أنّ، "أقمنا شبكات اجتماعية منذ عشرات السنين، وأن عملية ترتيب المجموعات الاجتماعية بشكل منظم يؤدي إلى أن تكون هذه المجموعات فاعلة،، لافتًا إلى وجود تأثير ما بين أفراد المجموعات، فعلى سبيل المثال السمنة أو البدانة التي أصبحت وباء قد يصاب بها الفرد إذا كان صديقه أو صديق صديقه يعاني البدانة، وتقل فرص الإصابة بالبدانة إذا كان الأفراد المحيطون بالفرد لا يعانون البدانة مع الأخذ في الاعتبار العوامل الأساسية التي تؤدي إلى البدانة وهي السلوكيات والعادات الغذائية غير السليمة وعدم ممارسة الرياضة.
وبين المحاضر أن، السمنة زادت خلال الـ10 أعوام الأخيرة في أميركا من 22% إلى 33%، وتصل نسبة انتشارها في الإمارات إلى 35%، ويمكن القول إنها وباء منتشر، مشيراً إلى إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث على هذه المشكلة الصحية وانتشارها في المجتمع.
وأفاد المحاضر، أن جهوداً عالمية تبذل في إجراء مزيد من الأبحاث والدراسات على السمنة والبدانة، مشيراً إلى إنتاج فيلم وثائقي عن السمنة وصلت تكلفته إلى نحو 30 مليون دولار.
وتابع، "ركزنا في أبحاثنا ودراساتنا على المشاعر الإنسانية والعواطف والمشاعر مثل الفرح والغضب والتي تنتقل بالعدوى بين الأفراد بالمعنى إذا التقيت شخصاً تبسم لك بشكل تلقائي تبتسم له، وإذا التقيت شخصاً في حالة غضب وحزن تحاول أن تكون في الحالة نفسها في لحظات لقائه وهي شكل من أشكال التعبير الاجتماعي ما يعكس مدى تأثر الأفراد بعضهم ببعض".
وتطرق كريستاكيس، إلى موضوع الشبكات الاجتماعية، مشيراً إلى أن الإشاعات والأخبار الكاذبة والأخبار الصحيحة تنتقل سريعاً من خلال الشبكات وليس أمرًا صعبًا معرفة مصدر المعلومة وانتشارها، مؤكدًا علاقة الجينات بمدى رغبة الرفد للتواصل أو غير ذلك مع الآخرين، حيث أشارت الدراسات إلى أن 46% من التغيرات لها علاقة بالجينات، فبعض الأشخاص يولدون خجولين والبعض الآخر يكونون محبين للتعامل مع الآخرين، والفرد بطبيعة الحال يتأثر بالشبكات الاجتماعية وهيكلية الشبكة مع الأخذ في الاعتبار أن موقع الإنسان في الشبكة له قيمة، ومن خلال دراسة على طلبة الجامعات تبين أن الروابط عبر الإنترنت ليس لها تأثير كما هو الحال بالنسبة للحياة اليومية والتواصل في الجامعة، وإحدى النشيطات غردت عبر تويتر عن كتاب جديد للبيع، وبلغ إجمالي "التغريدات" عن الكتاب نحو مليوني "تغريدة" ولم يتم بيع أي نسخة من الكتاب، وبالتالي شبكات الإنترنت يمكن أن يكون لها تأثير ولكن الصورة غير ذلك مقارنة بتأثير الصداقات الحقيقية، وعلى سبيل المثال إذا 3 أشخاص تركوا التدخين فإن 3 أشخاص آخرين يتركون التدخين من خلال تأثير أصحابهم .
وتحدث، عن تأثير الإنترنت في السلوكيات المجتمعية، مشيراً إلى أنه "عندما نغير طريقة التفكير وبشكل إيجابي نزيد من الإنتاجية، ورأس المال الإنساني والاجتماعي يغير في العلاقات بين الأشخاص ويجعل العالم أكثر جمالاً".
أرسل تعليقك