كتاب للباحث علي القيم يحكي عن التذوق والجمال المسموع
آخر تحديث GMT15:51:31
 لبنان اليوم -

كتاب للباحث علي القيم يحكي عن التذوق والجمال المسموع

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - كتاب للباحث علي القيم يحكي عن التذوق والجمال المسموع

كتاب للباحث علي القيم يحكي عن التذوق والجمال المسموع
دمشق ـ سانا

في مقدمة كتابه بعنوان الجمال الموسيقي يعرف الباحث علي القيم الموسيقا بأنها الجمال المسموع وبأنها لغة إنسانية تستخدم الأنغام والايقاعات لتنقل إلى المستمع مضمونا لا يحتاج إلى ترجمة أو شرح فهي تخاطب عقل الانسان ووجدانه لذلك يكفي الأصغاء إليها والتركيز على ايحاءاتها حتى تتصاعد منها مشاعر ومعان تسقط تلقائيا في أعماق نفوسنا ووعينا.
ولأن الموسيقا فن وفكر فان لها قدرة تربوية فعالة في تقويم الأجيال الشابة ورفع مستوى تذوقها للفنون وتشجيعها على تحقيق أحلامها وتعليمها حب الحياة إلى جانب شغل أوقات الفراغ إضافة إلى أن الفنون بمجملها تصقل الشخصية وتهذب الوجدان.
وبين القيم أن العمل الموسيقي هو عمل مركب له شكل ومضمون وله بداية ونهاية ويمر هذا العمل بثلاث مراحل قبل أن يخرج للوجود أولها مرحلة ماقبل الانتاج التي تدور داخل نفس المؤلف باحثا فيها عن موضوع وتحصيل المعلومات عنه ثم اختيار الأفكار الموسيقية المناسبة والمرحلة الثانية هي تدوين العمل الفني وخروجه من الأعماق الى الوجود أما المرحلة الثالثة فهي مراجعة العمل ووضع اللمسات الأخيرة عليه.
وبعد المقدمة يبدأ الباحث كتابه بالتنقيب عن الموسيقا في كتب التراث العربي التي تدل على اهتمام أجدادنا العرب بالموسيقا والغناء وكيف حلت موسيقا بغداد وحلب ودمشق المتطورة في الأندلس محل موسيقا الحجاز التقليدية بعد ان دخلت قرطبة من أوسع الأبواب بفضل زرياب وأبنائه من بعده.
ويتطرق القيم إلى الأغاني الشعبية في بلاد الشام وخصوصا الدلعونا واللالا وأم الزلف ثم يورد مقاطع مما كتبه الشاعر نزار قباني في دمشق وبساتينها وأنهارها وبيوتها وضفائر حسانها00منتقلا بعد ذلك إلى الحديث عن ملامح الزغرودة في التراث الشعبي السوري التي تعتبر جزءا متمما ومكملا لأغاني الأفراح والمناسبات السعيدة مشيرا الى أن وزارة الثقافة قامت بتدوين وتسجيل وحفظ الزغاريد في سجلات ومطبوعات بهدف دراستها وتوصيلها الى الأجيال القادمة.
وللموسيقا الغربية نصيب في كتاب جمال الموسيقا من خلال الحديث عن الموسيقار الألماني العبقري فاغنر الذي فلسف الموسيقا وجعلها قصة تروى لكل نفس تتعشق بها 00ثم ينتقل إلى الحديث عن سيمفونية القدر لبيتهوفن الذي غمر فكر ووجدان البشر أكثر من أي موسيقي آخر مشيرا الى أن ألحان بيتهوفن شديدة التركيز ومشحونة بطاقة كبيرة تتضمن كل ماينبثق عنها ولا تنكشف الا عند تفاعل اللحن فقد لخص مطلع السيمفونية الخامسة بجملة موسيقية قصيرة اختصر فيها صراعه مع القدر وقدم للعالم سيمفونية من أشد الألحان تركيزا واعجازا في التصميمات السيمفونية.
ويطلق الباحث القيم اسم سقراط الموسيقا العربية على الموسيقار الراحل منصور الرحباني الذي أثرى حياتنا الفنية والموسيقية والمسرحية ولحن وكتب للأرض والحب والإنسان..فيما يسمي الموسيقار الياس الرحباني فارس الموسيقا ..ثم ينتقل إلى الحديث عن الشاعر والأديب والسياسي فخري البارودي الذي نظم الأزجال والأناشيد الحماسية والوطنية ليغنيها أهل الطرب وتلاميذ المدارس حيث ملكت الموسيقا قلبه ومشاعره وأحاسيسه حتى انه بحث عن الموسيقا وأعلامها عبر التاريخ العربي فكتب مقالة عن أبي العلاء المعري وعلاقته بالموسيقا.
وتطرق القيم في كتابه الذي يقع في أكثر من مئتي صفحة من القطع الكبير إلى القواسم المشتركة بين الموسيقا التركية والعربية وتطوير التخت الشرقي الذي يتألف تقليديا من عود كبير وعود صغير وقانون صغير وناي وبزق وإيقاع  كما تطرق إلى مشروع إحياء الموسيقا السورية القديمة والبحث عن نشأة الموسيقا بدءا من حضارة أوغاريت وصولا الى رائد المسرح الغنائي العربي أحمد أبو خليل القباني" ثم موسيقار الجيلين محمد عبد الوهاب.
وللموسيقار الألماني ريتشارد شتراوس والبولوني فريدريك شوبان والفرنسي رافيل والهنغاري كوداي نصيب في أبحاث القيم إضافة إلى كونفوشيوس زعيم حكماء الصين القدامى ومدرسة كارل أورف في ألمانيا.
ويفرد الكتاب الصادر عن الهيئة السورية للكتاب صفحات عديدة للحديث عن الطرب في موسيقا العرب والموسيقا الشعبية والطرب في حلب وعلم توافق النغم وعلم الجمال الموسيقي وضرورة العودة إلى الأصالة والقدود الحلبية وزرياب والموصلي ورقصة المولوية والمقامات الموسيقية والفنان صميم الشريف والموسيقا بين الأصالة والتجديد وموسيقا الماء ومواضيع موسيقية أخرى.
ولم يغفل الباحث الحديث عن المطربة القديرة فيروز التي تتعانق في أغنياتها الرؤيا مع النغم وتتدفق الحياة روعة وألقا.. فوحده صوت فيروز يجعلنا نستمع بشغف ومحبة وانتباه ونعيد ونكرر الاستماع دون ملل الى كلمات ونغمات ساحرة متجددة ويجعلنا نلغي المسافات مهما ابتعدت ونوقف الزمن مهما تقدم.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتاب للباحث علي القيم يحكي عن التذوق والجمال المسموع كتاب للباحث علي القيم يحكي عن التذوق والجمال المسموع



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon