مكتبة الإسكندرية تصدر كتاب البيان في التمدن وأسباب العمران
آخر تحديث GMT11:40:06
 لبنان اليوم -

مكتبة الإسكندرية تصدر كتاب "البيان في التمدن وأسباب العمران"

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - مكتبة الإسكندرية تصدر كتاب "البيان في التمدن وأسباب العمران"

مكتبة الإسكندرية
الأسكندرية - أ.ش.أ

قال الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الاسكندرية: إن المكتبة أعادت إصدارطبعة جديدة لكتاب "البيان في التمدن و أسباب العمران" للمفكر و السياسي العربي رفيق العظم، و ذلك في إطار مشروع (إعادة إصدار مختارات من التراث الإسلامي الحديث في القرنين 13 و14 الهجريين ، و19 و 20 الميلاديين).

و أضاف سراج الدين -فى تصريح له اليوم الأحد - إن فكرة المشروع الذي تنفذه مكتبة الإسكندرية نبعت من الرؤية التي تتبناها بشأن ضرورة المحافظة على التراث الفكري و العلمي في مختلف مجالات المعرفة، والمساهمة في نقل التراث للأجيال المتعاقبة تأكيداً لأهمية التواصل بين أجيال الأمة عبر تاريخها الحضاري" .

وأوضح أن الإنتاج الثقافي تراكمي، والإبداع ينبت في الأرض الخصبة بعطاء السابقين، والتجديد الفعال لا يتم إلا مع التأصيل، و ضمان هذا التواصل يعتبر من أهم وظائف المكتبة التي اضطلعت بها منذ نشأتها الأولى وعبر مراحل تطورها المختلفة"، مشيرا إلى أن اختيار القرنين 13 و14 الهجريينو19 و20 الميلاديين على وجه الخصوص رغبةً من المكتبة في تصحيح الانطباع السائد بأن الإسهامات الكبيرة التي قام بها المفكرون و العلماء المسلمون قد توقفت عند فترات تاريخية قديمة، و لم تتجاوزها.

ونوه سراج الدين بأن الحقائق الموثقة تشير إلى غير ذلك، وتؤكد أن عطاء المفكرين المسلمين في الفكر النهضوي التنويري إنما هو تواصل عبر الأحقاب الزمنية المختلفة، بما في ذلك الحقبة الحديثة والمعاصرة التي تشمل القرنين الأخيرين.

ولفت إلى أن المشروع يهدف إلى تكوين مكتبة متكاملة ومتنوعة، تضم مختارات من أهم الأعمال الفكرية لرواد الإصلاح و التجديد الإسلامي خلال القرنين المذكورين و تسعى المكتبة لإتاحة هذه المختارات على أوسع نطاق ممكن، عبر إصدارها في طبعة ورقية جديدة، والنشر الإلكتروني أيضاً على الإنترنت على موقع المكتبة و الموقع الخاص بالمشروع، كما تستهدف في المقام الأول إتاحة هذه المختارات للشباب و للأجيال الجديدة بصفة خاصة.

وفيما يتعلق بكتاب "البيان في التمدن و أسباب العمران" لرفيق العظم، فيمثل مقدمة رائعة لمشروع رفيق العظم و أفكاره التنويرية، حيث أنه أول كتاب ألفه و كان في بداية العقد الثالث من عمره، و صدرت طبعته الأولى عام (1304ه-1887م) عن المطبعة الإعلامية بمصر، و يقع الكتاب في 78 صفحة، و مقسم إلى: مقدمة و3 أبواب و9 فصول و خاتمة.

وفي مقدمة الكتاب يوضح رفيق العظم سبب تأليفه للكتاب، ألا وهو "القيام بما يجب على الإنسان من الخدمة الوطنية اللازمة على سائر أفراد الهيئة الاجتماعية التي تعبر عن مهمات مصالحها بإجراء جميع الوسائل الباعثة على تقدمها و عمران بلادها" مؤكداً أهمية توفير ثروة الهيئة الاجتماعية، و ما أفضى إليه الإهمال و الكسل من الأهالي، ذاكراً بأن الغرض من الكتاب هو "بيان أصول التمدن الناشئ عنه عمران البلاد".

وفي الباب الأول للكتاب يعالج رفيق العظم مسألة التمدن، حقيقته و شروط و أسباب تحققه، بالإضافة إلى مناقشته لصلة التمدن بالشريعة الإسلامية، حيث يرى أن أصول الشريعة الإسلامية هي أساس تمدن جميع النوع البشري، لاشتمالها على "الآداب الدينية و العدالة والتمسك بجميع الخصال الحميدة المندوب إلي كل فرد من أفراد الأمة".

و في الباب الثاني تناول رفيق العظم قضية التعليم، ذلك أن أهم أسباب التقدم ولع الأمة بالعلوم والمعارف، وخص بالذكر التعلم الذي هو جزء من التربية المعنوية، وهي تربية روحية تعني بتهذيب العقل و ترويض الذهن و الفكر.

أما في الباب الثالث والأخير ناقش الكاتب أثر الحرية و العدل في التمدن و العمران، حيث يرى أن "الحرية العمومية" التي هي حق للفرد على الوطن ينبغي أن تكون مؤسسة على العدل و حسن نظام الأمة، فتكون بذلك كافلة لجميع مصالح الأمة. أما العدل فيقول أنه "أساس الملك و سبب العمران و وسيلة لتقدم الاوطان" باسطاً صفات الحاكم العادل و أثرها في الرعية.

وختم رفيق العظم كتابه باستعراض التاريخ الحضاري الإسلامي، ومظاهر التمدن والعمران وأسبابه، ثم انتقل إلى "التمدن الأوروبي" حيث أن انتشار المعارف والعلوم في أوروبا نتج عنه تقدم صناعي و تجارب و اختراعات.
أما مؤلف الكتاب فهو رفيق بن محمود بن خليل العظم، ولد عام 1867 في مدينة دمشق، في أسرة عريقة رفيعة المكانة واسعة الجاه مترفة، ووالده الأديب الشاعر محمود العظم لم يصرفه إلى الدراسة في المدارس الحكومية العثمانية، وإنما دفعه إلى شيوخ العصر يتردد إليهم ويأخذ عنهم، فتعلق بكتب الأدب ودواوين الشعر وهو مازال صغيراً، ثم انصرف إلى كتب النحو والصرف والمعاني والبيان، لازم العلماء والأدباء وبعض المتصوفة، وأقبل على الأساتذة سليم البخاري وطاهر الجزائري وتوفيق الأيوبي، ونزع كما ينزعون إلى البحث في الاجتماع والتاريخ والأدب، وتعلق بالإصلاح وكتب فيه لما وجد من أحوال العصر الإدارية والسياسية.
وانصرف العظم إلى الكتابة والتصنيف، وأخذ ينشر المقالات والدراسات في التاريخ والأدب والاجتماع والإصلاح في كبريات الجرائد: الأهرام، والمقطم، واللواء وفي أشهر المجلات: المقتطف الهلال، والمنار، والموسوعات فوثقت صلاته بعلماء وكتاب وسياسي مصر ،و ساهم العظم في تأسيس الجمعيات السياسية.

وأُعجب المجمع العلمي العربي في دمشق بكتابات العظم وروعة أسلوبه وجميل خدماته للعربية، فانتخبه عضواً مراسلاً ، ولكنه لم يتح له أن يشارك في أعماله، وإنما أوصى بمكتبته كلها هدية إلى المجمع العلمي العربي، وهي في نحو ألف مجلد، كلها من أنفس الكتب ، وتوفي في القاهرة سنة 1925.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكتبة الإسكندرية تصدر كتاب البيان في التمدن وأسباب العمران مكتبة الإسكندرية تصدر كتاب البيان في التمدن وأسباب العمران



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 06:22 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

نجمات تألقن على منصات عروض الأزياء
 لبنان اليوم - نجمات تألقن على منصات عروض الأزياء

GMT 08:17 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الخزانة ذات الأدراج قطعة أثاث مهمة في غرفة النوم
 لبنان اليوم - الخزانة ذات الأدراج قطعة أثاث مهمة في غرفة النوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

قبرص وجهة سياحية رومانسية لعشاق الطبيعة والهدوء
 لبنان اليوم - قبرص وجهة سياحية رومانسية لعشاق الطبيعة والهدوء

GMT 07:09 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتزيين الحمام بأسلوب عصري ومريح
 لبنان اليوم - أفكار لتزيين الحمام بأسلوب عصري ومريح

GMT 11:09 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

القراءة الإلكترونية تؤثر سلباً على الأطفال

GMT 22:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 13:32 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 12:43 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 18:18 2021 السبت ,27 آذار/ مارس

حكايات من دفتر صلاح عيسى في كتاب جديد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon