أيام الغريب ألبير كامو في كتاب جديد لجوزي لانزيني
آخر تحديث GMT21:58:44
 لبنان اليوم -
منظمة الصحة العالمية تُعلن أكثر من 6% من سكان قطاع غزة استشهدوا أو أصيبوا في عام منظمة الصحة العالمية تُعلن إخلاء 3 مستشفيات جنوب لبنان والادعاءات الإسرائيلية لا تبرر استهدافها منظمة الصحة العالمية تؤكد 73 موظفاً بالقطاع الصحي اللبناني استشهدوا جراء الاعتداءات الإسرائيلية الحكومة البريطانية تعلن تسيير عدد محدود من الرحلات الجوية المستأجرة من لبنان لإجلاء رعاياها الاتحاد الدولي لكرة القدم يحذر اسبانيا من احتمال سحب تنظيم كأس العالم 2030 إيقاف مهدي بن عطية 6 مباريات بسبب انتقادات حادة لحكم مباراة مارسيليا وليون كتائب القسام تستهداف آليات الجيش الإسرائيلي خلال توغلها في منطقة الفخاري شرق خان يونس جنوب قطاع غزة جماعة الحوثيون في اليمن يُعلنون استهداف ناقلة نفط بريطانية بزورقٍ مسير في البحر الأحمر حزب الله اللبناني يُعلن مقتل 17 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً في المواجهات التي خاضها مقاتلوه اليوم وزير الصحة اللبناني يُعلن استشهاد أكثر من 40 عامل إسعاف وإطفاء بنيران إسرائيلية خلال الأيام الثلاثة الماضية
أخر الأخبار

أيام "الغريب ألبير كامو" في كتاب جديد لجوزي لانزيني

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - أيام "الغريب ألبير كامو" في كتاب جديد لجوزي لانزيني

باريس ـ وكالات

«كان لا يزال شاباً… كان لا يزال شاباً» . هذا ما رددته والدة الأديب الفرنسي ألبير كامو، المسنّة والصمّاء على كرسي في شقتها المتواضعة ، وهي تشخص إلى صورة ابنها بعدما وصلها خبر وفاته بحادث سيارة مروع في الرابع من كانون الثاني (يناير) 1960. و بهذا المشهد المؤثّر بدأ الكاتب الفرنسي جوزي لانزيني نصّه الرائع الذي صدر حديثاً عن دار «أكت سود» بعنوان «الأيام الأخيرة من حياة ألبر كامو». شهادة كتبها لانزيني على شكل سردية واستقى مادتها من مقالات وكتب ومحاضرات كُرّست لكامو، ولكن أيضاً من طُرف واستشهادات مستمدّة من كتبه وتصريحاته. أما هدفها فليس فقط محاولة رواية ما كان يدور في خُلد هذا الكاتب الكبير قبل وفاته، بل منح القـارئ فكرة دقيقة عن صفاته الإنسانية النادرة. منذ السطر الأول، يشدّ هذا النص قارئه بنبرته التي تثير حواسنا وانفعالاتنا وتذهب إلى الجوهر من دون استطراد. وفي طبيعته، يشكّل الكتاب دعوة إلى السفر «على طريق الموت»، في السيارة التي كانت تقلّ كامو إلى باريس قبل وقوع الحادث المشؤوم. وبسرعة نجد أنفسنا مقذوفين في تعرّجات ذاكرته، شهوداً على اللحظات الأخيرة من حياته، من خلال وصفٍ موثّق تنكشف لنا فيه جوانب مجهولة من حياته، ويسمح لنا بالغوص في تأملاته وأفكاره ومخاوفه ومشاغله، وخصوصاً ألمه،ألم ابتعاده عن أمه المسمّرة في صمتها منذ وفاة زوجها وهي شابة، وألم أصوله الفقيرة ومأساة الوطن (الجزائر) الذي وُلد وترعرع فيه وارتبط به «بعلاقة لن تنتهي وتمنعني من أن أكون بصيراً تجاهه». ألمٌ شرّع له أبواب الكتابة وعاش في كنفه حتى النهاية. وعلى طول هذا النص المكتوب بأسلوبٍ شعري رقيق وسَلِس، يتجلّى كامو لنا بكل هشاشته وعذاباته، مسكوناً حتى اللحظة الأخيرة من حياته بذكريات طفولة لم يُشف منها، شكّلت سرّاً مضيئاً وحاراً ساعده على العيش وعلى التغلب على كل المصاعب التي اعترضت دربه. طفولة عاشها في حي بيلكور الشعبي قرب أمه التي أراد أن يهبها كل كلمة من كلماته، «كقطرة ماء في صحراء صمتها»، وقرب أولئك البؤساء المجرّدين من الكلمات ومن كرامتهم وحقوقهم، والذين كانوا يعانون البرد والجوع ويرزحون تحت نير مستعمرٍ يضطهدهم ويقتلهم حين لا يتجاهلهم. فقراء عايشهم الكاتب عن قرب ثم عاد فالتقى بهم أثناء ريبورتاجاته الشهيرة في شوارع العاصمة الجزائرية وفي منطقة القبائل فكتب عنهم: «على الصعيد السياسي، أريد ان أذكّر أيضاً بأن الشعب العربي موجود.  وبذلك أريد أن أقول إن هذا الشعب ليس مجرّد حشد من الناس المجهولين والبؤساء حيث لا يرى الغربي شيئاً يستحق أن يحترمه أو يدافع عنه، بالعكس، إنه شعبٌ ذو تقاليد عريقة وفضائل كبرى نلاحظها ما إن نتقرّب منه، بلا أحكامٍ مسبقة». وفي سياق التذكّر هذا، نرى كامو قبل وفاته متألماً بسبب حرب الجزائر وساخطاً على الجنرال ديجول وعلى حكومة غي موكيه ولكن أيضاً على «جبهة التحرير الوطنية» بسبب سلوكها الدموي وابتعادها عن مشروع مصالي الحاج الذي تشارك وكامو موقفاً واحداً يدعو إلى ضرورة تعايش عرب الجزائر وفرنسييها داخل دولة واحدة ومستقلة عن فرنسا. و يستحضر لانزيني قلقه ومعاناته النابعَين من انتقاد كتّاب هذه المدينة ومثقّفيها له، خصوصاً بعد نيله جائزة «نوبل» للآداب عام 1957، متوقفاً عند التجريح الجائر الذي تعرّض له حتى من بعض أصدقائه القدامى. فرفاقه الشيوعيون هاجموه بسبب انسحابه من الحزب الشيوعي وانقضاضه على جميع التوتاليتاريات، بما فيها تلك التي أسّس لها مَن كان يعتبر نفسه «أبا الشعوب الصغير، ستالين».  وحتى الوجوديون، وعلى رأسهم صديقه سارتر، انتقدوه بشراسة بسبب موقفه الفلسفي الجريء الذي قاده عام 1945 إلى القول الآتي: «ثمة طريقتان للوجودية: واحدة تفضي إلى الألوهية عبر نقد العقل «كيركيجار وجاسبرز»، والأخرى الملحدة «هوسيرل وهايدجر، ثم سارتر» تؤول بدورها إلى التأليه، تأليه التاريخ لاعتبارها إياه المطلق الوحيد». بينما انتقده اليمينيون بسبب وقوفه ضد عقوبة الإعدام وموقفه السلبي من سياسة الاستعمار الفرنسية في الجزائر. باختصار، لم ينتمِ كامو إلى أي زمرة أو مدرسة، وبقي بعيداً عن المحيط الأدبي الباريسي الذي رفضه وتعامل معه كما لو أنه «الغريب» العربي، بطل روايته الشهيرة. ولتشكيل فكرة عن الانتقادات الجارحة التي قضّت مضجعه، يقدّم لانزيني في نهاية كتابه عيّنات منها، ضمن فصلٍ منفصل عن نصه السردي، قبل أن يستشهد بتحليلٍ لميلان كونديرا يقول فيه: «بعد التحريم» الذي ألقاه سارتر عليه، وبعد جائزة «نوبل» التي جلبت له الغيرة والكراهية، شعر كامو بضيقٍ كبير بين المثقفين الباريسيين الذين لم يغفروا له علامات الفجاجة التي كانت تميّز شخصه وأصوله الفقيرة ووالدته الأمّية». وبحسب صحيفة الحياة اللندنية، تفسّر هذه الموجة من الانتقادات بلا شك عمله قبل وفاته على كتاب «الإنسان الأول»، وهو رواية تتحلى بطابع السيرة الذاتية ويتحدث كامو فيها عن الجزائر وعن مستعمريها البؤساء (مثله) الذين تم نفيهم إلى أرضٍ عِدائية (فرنسا). ففي أكثر من أي وقتٍ مضى، أراد آنذاك الشهادة على ذلك العرق الهجين الذي تمكّن من منح نتائج سعيدة بفعل الاختلاط تحديداً، وبالتالي أراد فتح مرحلة ثالثة وأخيرة في مساره، هي مرحلة المحبة، بعد مرحلتَي العبَث والتمرد.  لكنّ القدَر شاء مع الأسف ألاّ يُنجز كامو هذا الكتاب الذي وجدت مخطوطته في شنطته السوداء داخل السيارة التي توفي فيها، برفقة نسخة من كتاب نيتشه «المعرفة السعيدة» ونسخة من مسرحية شكسبير «أوتيلّو» 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيام الغريب ألبير كامو في كتاب جديد لجوزي لانزيني أيام الغريب ألبير كامو في كتاب جديد لجوزي لانزيني



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

قبرص وجهة سياحية رومانسية لعشاق الطبيعة والهدوء
 لبنان اليوم - قبرص وجهة سياحية رومانسية لعشاق الطبيعة والهدوء

GMT 07:09 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتزيين الحمام بأسلوب عصري ومريح
 لبنان اليوم - أفكار لتزيين الحمام بأسلوب عصري ومريح

GMT 07:15 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

موضة مجوهرات الخريف لإضفاء لمسة ساحرة على إطلالتك
 لبنان اليوم - موضة مجوهرات الخريف لإضفاء لمسة ساحرة على إطلالتك

GMT 09:29 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

نصائح لتصميم مكتب منزلي جذّاب
 لبنان اليوم - نصائح لتصميم مكتب منزلي جذّاب

GMT 15:05 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تملك أفكاراً قوية وقدرة جيدة على الإقناع

GMT 21:12 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

آخر صيحات الصيف للنظارات الشمسية

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة

GMT 06:05 2024 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي الإنكليزي يتصدًر قائمة أفضل 10 أندية فى العالم

GMT 04:56 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح للاستمتاع بالجلسات الخارجية للمنزل

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية

GMT 10:20 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

معرض الجبل للفن برعاية حركة لبنان الشباب
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon