التوأمان أمي وسورية أول تجربة روائية للكاتبة سهام يوسف
آخر تحديث GMT18:34:30
 لبنان اليوم -

"التوأمان أمي وسورية" أول تجربة روائية للكاتبة سهام يوسف

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - "التوأمان أمي وسورية" أول تجربة روائية للكاتبة سهام يوسف

صدور روايه "التوأمان أمي وسورية" للكاتبة سهام يوسف
دمشق _ سانا

من عمق ألمها وحزنها توأمت الكاتبة المغتربة سهام يوسف بين أمها الحقيقية وبين وطنها الأم سورية ما دفعها إلى خط مشاعرها تجاه الاثنين على الورق في رواية من 317 صفحة حملت عنوان التوأمان أمي وسورية أهدتها إلى روح أمها وإلى أمهات شهداء سورية وإلى عائلتها الصغيرة.

وتقول الكاتبة إن أمها وسورية توأم ولدا معا في داخلها مذ أبصرت النور فأصبح عشقها لهما أبديا سرمديا وعنوان كل ماض وحاضر ومستقبل فأي قداسة وطهارة أقدس منهما حيث تكون الرحمة بلا حساب فإذا كانت الجنة تحت أقدام الامهات والخلود فيها أول الأبواب فإن ثانيها من خلال شهداء الوطن الذين عاهدوا الله فصدقوا وكانوا خير حافظين لتراب ومستقبل وحضارة سورية.

وتضيف في تجربتها الروائية الأولى أن ما دفعها إلى كتابة هذه الرواية هو المها وحزنها على واقع عاشته أمها بالنسب والدم وواقع تعيشه الأم الخالدة سورية فهما خالدتان في قلبها ووجدانها وهما توأم بحبل سري واحد غير منفصل ارتبطت به ارتباط الروح بالجسد.

ويتزامن حديث الكاتبة المقيمة في السويد عن أمها المريضة التي أصرت أن تكون أرض سورية محطة رحلتها الأخيرة في هذه الحياة مع تسارع الاحداث المؤسفة فى سورية منذ بدايتها في آذار 2011 وحتى وفاة الأم في أيار 2013 لتكون الرواية بمثابة توثيق صادق لتتابع الأحداث بكل تفاصيلها الميدانية والإرهابية والتحليلات السياسية وحتى الخدمية.

وتبلغ ذروة تأثرها بالاحداث في الصفحة /101/00 كنت أتالم عندما أسمع أخبار التخريب والقتل والاغتصاب وقطع الرؤوس وأكل الأكباد في بلدي فأجلس كئيبة حزينة أنظر بعين إلى والدتي التي أرهقها الزهايمر وأنظر بالعين الاخرى إلى سورية فأراها أمي الثانية التي تعاني من ويلات الإرهاب وأعمال التخريب فأيكما أبكى وأيكما التجىء لحضنها الدافئ عند حاجتي للأمان.

وكانت الكاتبة تسقط بشاعة ووحشية ما ترتكبه التنظيمات الارهابية فى سورية على ما قرأته وما سمعته من أمها وجدتها عن معاناه أجدادها السريان فى مطلع القرن العشرين من ظلم العثمانيين عندما اصدر السلطان فرمانا بمهاجمة البلدات والقرى السريانية وتهجير أهلها واعتقال رجالها ونقلهم الى اسطنبول وسوقهم الى الحروب التى كانت تحصل كل فترة بين الدولة العثمانية وخصومها.

ولكثرة تعلقها بأمها المريضة وخوفها عليها كانت تسال نفسها أحيانا هل هذه المشاعر التى تتملكنى موجودة عند الاخرين بالدرجة نفسها أم أننى أبالغ فيما أذهب اليه من سفر واهتمام لحظى أم أنه مرض أعانيه لم يكتشفه الطب الحديث وكانت تجيب ذاتها لا دخل لى بما يشعر به الآخرون تجاه أمهاتهم ولا دخل لهم ان بالغت في حب والدتي واذا كان ما أعانيه مرضا فيا مرحبا بهكذا مرض فحب الأم وتبجيلها هى وصية الاله.

وتعود يوسف لتتحدث عن أمها الثانية قائلة تعلقي بجذوري السورية هو الحبل السري الذي لم ينقطع مع سورية التى تكالبت عليها قوى الظلام والبغى كما هو لم ينقطع بيني وبين أمي التي تجاهد وتصارع مرضها فى أحد منازل دمشق ويقينى كلاهما منتصرتان وخالدتان فى وجداني فسورية الام ستبقى ولن تفنى وأمي أن غاب جسدها يوما فسيغيب في أحضان سورية.

وكتبت يوسف روايتها بأسلوب اليوميات فكانت تسهب فى ذكر التفصيلات الدقيقة حتى انها وقعت في فخ التكرار أكثر من مرة وخصوصا عند حديثها عن تحضيرات السفر من السويد الى دمشق خطوة خطوة وكيف وصلت الى مطار استوكهولم ثم ساعة وصولها إلى مطارى دمشق و بيروت وكيف استقبلتها أمها فاتحة ذراعيها ثم تناولت الطعام الذى وضعته الخادمة على الطاولة فور وصولها لتعود وتكرر العبارات ذاتها عند التحضيرات فى كل مرة تعود الى السويد وكيف يستقبلها زوجها فى مطار استوكهولم واتصالها بوالدتها عبر سكايب فور دخولها الى البيت.

والملفت في الرواية هو ذكر الأسماء الحقيقية لاشخاص مرموقين من أصدقائها وصديقاتها فى دمشق وأسماء الاطباء الذين عالجوا والدتها وأسماء المستشفيات والمخابر والصيدليات والمطاعم في باب توما وأبو رمانة ومشتى الحلو بالاضافة إلى أسماء الكنائس ما يضع القارىء في الجغرافيا الحقيقية للأحداث في اليوم التالي اصطحبت أمي إلى الكنيسة الكائنة فى الحارات القديمة بباب توما وهى كنيسة حارة الزيتون بينما ذهب أبو نورس إلى منطقة الحريقة وسوق الحميدية ليتسوق بعض الأغراض.

يذكر أن المؤلفة سهام يوسف من مواليد 1961 تعلمت في مدارس المالكية والقامشلي وانتقلت للإقامة في السويد عام 1978 وعملت مدرسة للغة العربية فى مدارس بوتشيركا ثم حازت شهادة مترجم محلف من جامعة استوكهولم ولا تزال تمارس عملها كمترجمة محلفة في اللغة العربية السويدية السيريانية لدى الدوائر الرسمية فى السويد ونشرت العديد من المقالات في صحيفة الوطن السورية وموقع الرأي السوري الإلكتروني.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التوأمان أمي وسورية أول تجربة روائية للكاتبة سهام يوسف التوأمان أمي وسورية أول تجربة روائية للكاتبة سهام يوسف



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 لبنان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 لبنان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon