يناير بالأوراس الجزائرية عادات و اعتقادات لا تخشى العصرنة
آخر تحديث GMT18:47:13
 لبنان اليوم -

يناير بالأوراس الجزائرية عادات و اعتقادات لا تخشى العصرنة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - يناير بالأوراس الجزائرية عادات و اعتقادات لا تخشى العصرنة

باتنة ـ واج

تتميز الاحتفالات بعيد يناير أو ينار بمنطقة الأوراس بعادات و اعتقادات مازالت راسخة لدى الكثير من العائلات وكأنها لا تخشى العصرنة رغم التغيرات الكثيرة التي طرأت على المجتمع. وتتمسك الكثير من النسوة بولاية باتنة لاسيما بالمناطق الريفية والجبلية على غرار آريس ومنعة وثنية العابد و بوزينة وحتى جرمة و تاكسلانت وغيرها كلما حلت المناسبة باستحضار تقاليد ومظاهر احتفالية توارثنها عن الأمهات والجدات ولم يفرطن فيها يوما. "فالمرأة منا بالجهة تقول السيدة زرفة .ن من أعالي إيشمول تحرص إلى غاية الآن على أن ينال كل أفراد أسرتها كفايته من الطعام ليلة يناير وأن ينام على شبع لأن في ذلك تفاؤل بالخير الوفير لذا تراها تحضر أشهى المأكولات التقليدية " . فمن الكسكسي بالخليع (لحم يحفظ بالملح) إلى الشخشوخة بالدجاج أو العيش (بركوكس وهو كسكسي ذي حبات خشنة يحضر بالشحم المملح القديم والحمص والفول ) أو المقطعة (تشبه الرشتة لكنها تحضر أيضا بالشحم المملح القديم وبمرق أحمر كثيف وحار) تضيف المتحدثة وهي تشير إلى أن كل ربة بيت تسهر في هذه المناسبة بالذات على أن يكون طعامها شهيا ومائدتها منوعة. أما الحاجة عائشة من قرية بعلي الجبلية فتحكي كيف جرت العادة أن تزين مائدة السهرة في هذه الليلة بسبع فواكه وثمار مجففة وفي مقدمتها الرمان والتين وهو تقليد شبت عليه منذ نعومة أظافرها وهي التي يزيد عمرها اليوم عن 96 سنة. ولم تخف هذه الجدة التي لها أكثر من 30 حفيدا بأنها مازالت الى حد الآن ترافق بعضا من كناتها وحفيداتها صبيحة اليوم الأول من يناير الى طرف الغابة القريبة من مسكنها لجلب بعض الحشائش العطرية لتزيين مدخل المنزل والغرف تيمنا بسنة خضراء وحتى تنقل سر هذه العادة إليهن. أما عن طبق إيرشمن أو الشرشم الذي مازال يحتفظ بنكهته الخاصة في هذه المناسبة فتضيف المتحدثة بأن التقليد جرى بأن يحضر بالتمر والفول والقديد أو الخليع ( لحم مملح ومجفف) وكذا الكليلة ( وهي جبن تقليدي مجفف على شكل حبات متباينة الحجم ) وتخلط كل هذه المحتويات بإضافة قليل من السمن ومختلف التوابل. وتؤكد الجدة عائشة بأن الاحتفالات بينار ارتبطت في هذه الجهة من الأوراس بضرورة استقبال السنة الأمازيغية الجديدة بألبسة وأفرشة وأواني جديدة كل حسب مقدرته والتخلي عن القديم منها على أن تظهر النساء والفتيات في أبهى حلة. وتستحضر العجوز عائشة عادة (أسليث نينار) أو ما يسمى بعروس ينار التي ما زالت تمارس الى حد الآن حيث تعمل النساء على تزيين فتاة صغيرة بالحلي وأجمل الألبسة ثم تطفن بها على الأقارب والجيران في إشارة الى الفرحة والإبتهاج بهده المناسبة السعيدة. — اعتقادات صاحبت الاحتفالات بيناير بالأوراس وأصبحت جزء منه ومن الاعتقادات الشائعة بالاحتفالات برأس السنة الأمازيغية بالأوراس هو تغيير حجارة الموقد التي تسمى بالمنطقة ب(المناصب ) وحتى الرماد الموجود تحتها صبيحة يوم الفاتح من يناير الذي يحتفل به سكان المنطقة يوم 14 جانفي. وهناك من يرمي هذه الحجارة الثلاثة في مجرى مائي دفعة واحدة في إشارة إلى التخلي عن كل ما هو قديم حسب الأستاذ محمد مرداسي وهو مهتم بالتراث الأمازيغي في حين يفضل البعض رمي حجرتين في اليوم الأول وترمى الثالثة في اليوم الثاني المصادف ل 15 جانفي فإن جاءت قرب الحجرين الأولين يكون الاعتقاد بسنة هزيلة وإن تعدتهما يكون الاعتقاد بأن السنة ستكون جيدة. ويحلو للكثيرين بمنطقة الأوراس في خضم الإحتفالات بقدوم السنة الأمازيغية الجديدة بالتنبؤ من خلال الطبيعة فيعمدون إلى قلب الحجارة او ما يسمى بالمنطقة تيشقيفين والتوقع بما ستحملة السنة الجديدة من خلال ما يجدونه تحتها فإن كان نملا صغيرا فهو النماء للأغنام والماعز وإن كان نمل كبير أو جعل فزيادة في الأبقار. وإن وجدت حفرا صغيرة فمعنى أن هذه السنة ستتضاعف فيها حسب الاعتقاد الشائع عدد المطمورات ( وهي مخابئ أو مخازن تحفر في الأرض لتخزين القمح والشعير). وتؤمن المرأة الأوراسية إيمانا راسخا بأن اليوم الثاني من شهر يناير أو 15 جانفي هو يوم راحة تامة وتعمل على أن تلتزم عائلتها بهذا التقليد فلا عمل ولا سفر ولا حتى طهي وكل الأعمال الضرورية تقوم بها قبل يوم من هذا وتمنع فيه الإعارة أيضا. وكثيرا ما يعمد الرجال في مساء اليوم الأول من يناير الى إشعال النيران والإعتقاد في ذلك هو محاربة البرد القارس الذي يميز يناير بهذه المناطق الجبلية في حين جرى التقليد بأن يقبل الرجال على اللعب بكرات الثلج إن صادف تساقطه الاحتفال بالمناسبة كأمنية بأن يعم الخير والغيث الستة الجديدة. وتذهب الروايات المتداولة عبر الذاكرة الجماعية بأن ينار تخفى ذات مرة من الزمن الغابر في هيئة عجوز فقيرة دقت باب امرأة من أجل الصدقة وبعد أن ردتها خائبة كانت السنة شحيحة مطرا وغلة. وتضيف الروايات بأن أهل المرأة ربطوا الحادثة بالعجوز الفقيرة وعاتبوها على تصرفها المشين وطلبوا منها الإحسان لهذه العجوز إن جاءت مرة ثانية وعملت المرأة بالنصيحة وأغدقت على المسنة في العام الموالي العطاء فجاءت السنة جيدة وهكذا جاءت فكرة حسن التحضير بقدوم يناير حسب هذا الاعتقاد الذي مازال المسنون بالجهة يرون قصته للصغار كلما حلت المناسبة . و الملاحظ أن المميز في الاحتفالات بيناير لدى العائلات الأوراسية التي ظلت ومازالت تستقبل هذا العيد بقدسية كبيرة هو تمجيده للمرأة والأرض فهما محوران رئيسيان فيه ورمز العطاء والنماء حسبما تقر به الأساطير الأمازيغية.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يناير بالأوراس الجزائرية عادات و اعتقادات لا تخشى العصرنة يناير بالأوراس الجزائرية عادات و اعتقادات لا تخشى العصرنة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 لبنان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 لبنان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon