توظيف الحيوان في شعر البحتري كتاب جديد يضيء على علاقة الحيوان بالبيئة العربية
آخر تحديث GMT08:06:24
 لبنان اليوم -

"توظيف الحيوان في شعر البحتري" كتاب جديد يضيء على علاقة الحيوان بالبيئة العربية

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - "توظيف الحيوان في شعر البحتري" كتاب جديد يضيء على علاقة الحيوان بالبيئة العربية

دمشق ـ سانا

اختارت الباحثة ريمة ابراهيم المسعود في كتابها توظيف الحيوان في شعر البحتري أسلوب الوصف والتحليل والتعمق في النفس وتطلعاتها الاجتماعية بغية اصطياد العلاقات الجمالية للوصول إلى ما تصبو إليه في دراستها لشعر البحتري وهذا يعتبر أسلوبا بحثيا جديدا يتناول عالم الحيوان والطبيعة وربط هذه العناصر بما قدمه البحتري في شعره. وتمكنت الباحثة من خلال كتابها بيان أهمية الحيوان في البيئة العربية إذ أنه كان حاضراً في شتى مجالات الحياة اليومية المعيشة فمنه يأكلون ويشربون وعليه يركبون ويرتحلون وهو أنيسهم في الوحدة والاسفار ووسيلتهم في طلب النجاة وبلوغ الانتصار. كما تعرج الباحثة على دور الحيوان في الحياة الأدبية والفكرية وأهمية وجوده في جذب الباحثين للغوص في المعاني المتوارية خلف الحيوان وتجلياتها فالحيوان ماثل في المعتقدات والأساطير والخرافات والسير فضلاً عن الأمثال والشعر. وترى المؤلفة أن التعبير في استخدام الحيوان كرمز هو أحد الأساليب الفنية التي توكأ عليها الشعراء والأدباء قديما وحديثا ليغنوا إبداعاتهم ونتاجاتهم أو ليكشفوا عن معان ومرام متخذين منها ستارا يتخفون وراءه إلا أنهم قدموا صوراً إبداعية أخاذة خلال عملهم على رصد حركة الحيوان وإسقاط هذه الحركة على المساحة الذهنية للمتلقي عندما يقرأ مثل هذه التعابير الجديدة. واعتمدت الباحثة في هذه الدراسة على كثير من المصادر المحققة التي اهتمت بالحيوان كالقران الكريم وديوان البحتري لحسن كامل الصيرفي وكتب الأمثال ودواوين شعراء كثيرة مع كل الحرص على التوثيق التاريخي للرواية وربطها بالمنهج العلمي. وقسمت مسعود البحث إلى مقدمة وفصول وخاتمة فالفصل الأول للحيوان وعلاقته بالواقع المعيشي والفصل الثاني للحيوانات التي تضمنها شعر البحتري والمستويات اللغوية والثقافية والدينية التي طرحها من خلالها. ثم انتقلت إلى الدراسة التطبيقية في شعر البحتري فعرضت في الفصل الثالث كيف وظف البحتري الحيوان في الموضوعات الشعرية وخصصت لكل موضوع مبحثاً واحداً فجاءت الموضوعات موزعة على مباحث عديدة. وعرضت في الفصل الرابع أهم الدلالات التي كشف عنها توظيف البحتري الحيوان في الموضوعات الشعرية وقد جعلت هذا الفصل في أربعة مباحث بينت فيها أهم المظاهر السياسية والاجتماعية التي سادت الدولة العباسية في القرن الثالث الهجري وكشفت كثيرا من المؤثرات التي بدت خلال الحراك الاجتماعي وفق تبادل العلاقات الاجتماعية وأثر البيئة وما ينجم عن الظروف القائمة التي يعيشها موضحة أن ما ظهر من وصف وجماليات أخاذة في شعر البحتري هو انعكاس للحيوات التي عاشها فسكنت مخيلته وامتزجت بثقافته. وخصصت الفصل الخامس لدراسة توظيف الحيوان في الصورة الفنية عند البحتري حيث تحدثت عن أنماط الصورة الفنية وعلم البيان فدرست الصورة التشبيهية واتخذت من أداة التشبيه ووجه الشبه أساسا في تقسيم الصورة التشبيهية وتحدثت عن أنواع هذه الصورة حيث استفاد البحتري من عملية التشبيه التي أخذت أكثر من شكل واتجاه في خلق مناخ نفسي يؤدي إلى ربط ما أتى به الشاعر في الحياة الاجتماعية ومدى استفادة المتلقي مما أتى به هذا الشاعر ومن الأشياء التي يرمي إليها. كما قامت بفهرسة الشعراء والأعلام الذين اعتمدت عليهم كما اعتمدت في شرح المفردات على الشروحات الواردة في دواوين الشعراء مع الرجوع أحيانا إلى معاجم اللغة بغية تقديم بحث منهجي علمي تطبيقي يأخذ مكانته في المكتبة العربية بشكل لائق. يذكر أن الباحثة ريمة ابراهيم المسعود فقدت بصرها وهي لم تكمل سنواتها الخمس الأولى من العمر فدرست ببصيرتها وتعمقت فامتلكت ثقافة واسعة وكونت منظومة ثقافية لا يمتلكها المبصرون ومن يطلع على معطيات البحث لا يمكن أن يدرك أن الباحثة مصابة بعاهة صحية لقد أدت دورها مضيفة ما لم يتمكن من إضافته المبصرون إذ أنها اشتغلت على البحث المنهجي التطبيقي والأسوب التعبيري الأدبي وقدمت وثيقة أدبية تاريخية. 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توظيف الحيوان في شعر البحتري كتاب جديد يضيء على علاقة الحيوان بالبيئة العربية توظيف الحيوان في شعر البحتري كتاب جديد يضيء على علاقة الحيوان بالبيئة العربية



GMT 18:18 2021 السبت ,27 آذار/ مارس

حكايات من دفتر صلاح عيسى في كتاب جديد

GMT 12:53 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

GMT 11:07 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

"بنات كوباني" كتاب أميركي عن هزيمة "داعش"

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

الفري يعلن عن تأجيل معرض الكتاب 46

نجمات العالم يتألقن بإطلالات جذّابة بأسبوع الموضة في باريس

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 07:15 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

موضة مجوهرات الخريف لإضفاء لمسة ساحرة على إطلالتك
 لبنان اليوم - موضة مجوهرات الخريف لإضفاء لمسة ساحرة على إطلالتك

GMT 09:29 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

نصائح لتصميم مكتب منزلي جذّاب
 لبنان اليوم - نصائح لتصميم مكتب منزلي جذّاب

GMT 21:05 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 10:12 2020 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 19:54 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

أفكار لتزيين الحديقة الخارجيّة في عيد الأضحى

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 02:40 2023 الخميس ,08 حزيران / يونيو

استمرار إضراب موظفي الضمان الاجتماعي في بعلبك

GMT 15:59 2023 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس الحفلات لاستقبال العام الجديد

GMT 18:26 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الحكم بسجن لوكاس هيرنانديز 6 أشهر بسبب "ضرب" زوجته
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon