قراءة نقدية لبعض قصائد الشاعر فاروق مواسي
آخر تحديث GMT20:10:35
 لبنان اليوم -

قراءة نقدية لبعض قصائد الشاعر فاروق مواسي

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - قراءة نقدية لبعض قصائد الشاعر فاروق مواسي

بيروت ـ وكالات

بأي ذنب قتلوكما (إلى جوليانو ابن صديقي صليبا، وإلى فتيريو أوراغوني صديقي الذي لا أعرفه) أولا في دلالة الإهداء: القصيدة تحمل تناصًا مع القرآن الكريم: بأي ذنب قتلت" (سورة التكوير 8)- وهو السؤال الموجة إلى الموءودة التي قتلت ظلمًا وعدوانًا وجهلاً، وشاعرنا هنا يخاطب اثنين (قتلوكما) ويعني في الخطاب جوليانو، وفيتريو. هما اثنان يحملان دلالة مهمة في سجل النضال الفلسطيني- الأول جوليانو ابن صليبا خميس، وجوليانو هو ناشط يهودي فلسطيني، ولد في 29 مايو 1958ميلادية، وهو ابن المناضلة الراحلة آرنا مير، الناشطة اليهودية التي ناضلت من أجل حقوق الفلسطينيين، وابن الراحل صليبا خميس- المناضل والصحفي والكاتب الفلسطيني، أحد قادة الحزب الشيوعي الإسرائيلي. قتل جوليانو على أيدي مسلحين مقنعين في أمام مسرح الحرية الذي كان قد أسسه في مخيم جنين للاجئين. وقد دان الجريمة عدد كبير من أنصار الحرية من جميع الشعوب، وكذلك رئيس الوزراء سلام فياض الذي دان القتل قائلا "لا يمكننا أن نقف صامتين في مواجهة هذه الجريمة البشعة، لإن ذلك يشكل انتهاكًا خطيرًا يتجاوز كل المبادئ والقيم الإنسانية ويتعارض مع عادات وأخلاق التعايش بين الشعوب". أما الثاني في هذه القصيدة فهو "إلى فتيريو أوراغوني- صديقي الذي لا أعرفه" وهو الصحفي الإيطالي الذي قتل في غزة على أيدي متطرفين بينما كان يتضامن مع غزة ضد الحصار المفروض. عمل مع حركة التضامن العالمية الداعمة للفلسطينين في قطاع غزة ابتداء من عام 2008 وحتى إعدامه في 15 أبريل 2011ميلادية. وقد قام بنشر كتاب تكلم فيه عن تجربته في غزة أثناء أحداث حرب غزة بين حماس وإسرائيل. تم اغتياله على أيدي مجهولين في غزة. وتلقت جريمة اغتياله إدانة واسعة على مستوى العالم، كما أدان هذه الجريمة عدد كبير من الفصائل الفلسطينية. ونلاحظ في الإهداء التعبير (صديقي) – الذي لا أعرفه، وبالطبع فإن هذا التعبير بحد ذاته مفتاح للدلالة على الأخوة التي تجمع الإنسان مع الإنسان في الموقف والأصالة. قراءة نقدية في القصيدة: تكشف القصيدة وهي تحمل تناصًا قرآنيًا عن وعي متقدم لحقيقة الدين الذي ينبغي أن يبنى على قيم المحبة والسلام، وتدين القصيدة على نحو واضح ذاك الفهم الخاطئ لبعض المتزمتين في الدين حين يستهدفون البراءة، فيمارسون أسوأ الجرائم بوهم الدفاع عن الدين، وما هو بالدين. تمارس القصيدة دورًا تنويريًا في فضح مخاطر الاتجاه السلفي (الإرهابي منه) ضد الإنسانية، لكن الشاعر على يقين أنَّ هذا العمل الإجرامي استهدف أشرف الناس وأشد الناس مناصرة للنضال الفلسطيني وحقوق الإنسان في فلسطين- وهما الناشط والممثل اليهودي الفلسطيني جوليانو صليبا والناشط الإيطالي فيتوريو أريغوني المتضامن مع أبناء غزة ضد الحصار المفروض على غزة، وقد تم إعدامه من قبل القوى الإرهابية، فكانت الفعلة الشنعاء قد أساءت لكل القيم الإنسانية باغتيالها لهذين الرمزين الإنسانيين العظيمين. فالقصيدة تتضامن عمليًا مع حقيقة الإسلام الحنيف التي لن يطفئ أنوارها قبح هؤلاء الإرهابيين الذين يدَّعون انتماءهم للإسلام، والإسلام منهم بريء وكم بالحري من هذه الممارسات التي تعكس مدى قبح مرتكبيها.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قراءة نقدية لبعض قصائد الشاعر فاروق مواسي قراءة نقدية لبعض قصائد الشاعر فاروق مواسي



GMT 18:18 2021 السبت ,27 آذار/ مارس

حكايات من دفتر صلاح عيسى في كتاب جديد

GMT 12:53 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

GMT 11:07 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

"بنات كوباني" كتاب أميركي عن هزيمة "داعش"

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

الفري يعلن عن تأجيل معرض الكتاب 46

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة

GMT 10:32 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

جرعة أمل من مهرجانات بعلبك “SHINE ON LEBANON”

GMT 17:24 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الشريف يتحدث عن عقدته بسبب يوسف شاهين

GMT 10:01 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك

GMT 21:00 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 18:41 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

كرة القدم ضحية فيروس كورونا من تأجيل بطولات وإصابة نجوم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon