كتاب سبع أرواح لوليد الطاهر
آخر تحديث GMT17:54:31
 لبنان اليوم -

كتاب "سبع أرواح" لوليد الطاهر

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - كتاب "سبع أرواح" لوليد الطاهر

القاهرة ـ العرب اليوم

من المؤكد وأنت فى ذروة غيظك من أحدهم..أن شبهته بـ«قط.. بسبع أرواح» وإن لم تفعل فربما تكون قد ذممته بأنه «كالقط.. بياكل وينكر»، وغالبا ما ستكون قد حرت فى وصف جمال وجه إحداهن فأوجزت بقولك إنها جميلة كـ«قطة» سيامية.. أو توجست من هذا الجمال فقلت إن عيناها جميلتان.. لكنها شرسة كعيون القطط فى سواد الليل, غالبا ما ستكون قد اقتبست من عالم القطط مرادفات لعالم البشر سلبا أو إيجابا.. مدحا أو ذما.. ولكن من النادر أن تكون قد تقمست دور «قط» يبحث لنفسه عن تعريف يقدم به نفسه للعالم، كما هو الحال بالنسبة لبطل مسرحى يتخطفك بين الأقنعة التى يرتديها ويخلعها بمهارة، فتحير فى نهاية العرض فى التعرف على ملامح وجهه الحقيقية. وبما أن «التقمس» هو أحد أكثر أدوات المسرح صعوبة واحترافية على الإطلاق فغالبا ما يتم اسناد هذا الدور لأحد المخضرمين الموهوبين فى هذا المضمار، وكذا الحال بالنسبة لدور «القط» المتقمس فى هذا الكتاب الجديد، الذى قام ببطولته الفنان وليد طاهر تأليفا ورسوما، تندهش من الفكرة فى المقام الأول التى يدخلك إلى أجوائها الغامضة مع الطلة الأولى لغلاف القط الأسود المقترن بعنوانه «سبع أرواح», رغم هذا «الرعب» الذى يقترن لدى الكثيرين بـ«القط الأسود» إلا أن وليد طاهر يثير داخلك كثيرا من التأملات التى غالبا ما ستنتهى بالتعاطف مع هذا الكائن ذى السبع أرواح، تسمعه يتساءل فى حكمة رجل أربعينى مضى به العمر هدرا دونما يتيح له استراحة تأمل فى كينونته، يستهل قط وليد طاهر بهذه العبارة الحائرة» لا أحد يعرف من أنا» ونلاحظ فى هذا الاستهلال البعد الوجودى الذى أراد المؤلف أن يطرحه بكل تعقيداته على لسان حيوان أليف، وغالبا ما سيكون قد أثاره داخلك أنت أيضا! «يقولون إنى غامض.. حاد.. مرح.. ظريف.. مخيف.. أحب أن أكون وحيدا.. وأحب أن أكون مع أصحابى الملاعين.. ألتهم وحدى كل السردين.. غير مفهوم.. عندى وجوه كثيرة.. وسبع أرواح!» يستدعى القط نظرات الآخرين له وأحكامهم عليه.. ويعود ليتحدث عن نفسه فى روح شجاعة عارفة بالنفس، فهو يعى نقاط قوته المقترنة بوجوهه وأرواحه المتعددة، حتى وإن لم يكن قد اكتشف جميعها بعد.. لكنه على الأقل اختبر بعضها.. يحير القط فى اكتشاف نفسه.. وهو ما يحبطه كثيرا..فهل هو عشوائى.. بدائى.. مهزوز؟! يستدرك فجأة تلك الروح الانهزامية التى يتحدث بها عن نفسه وهو من يعى الشبه الذى يربطه بالأسد، فيستدعى زئيره الهادر فى الغابات ويهب «لا أنا قوى لا يهمنى شىء».. يعود بروح جديدة حائرة «من أنا؟», عنصر الصورة فى كتاب «فلسفى» كهذا يضيف بعدا آخر من الدهشة، فأنت ترى القط، مع كل سؤال فى أعماق ذاته الحائرة، يتلون ويتشكل من جديد كأنما ولد كائنا آخر، ترى تصور القط عن نفسه بالعشوائية أبعد ما يكون عن تصوره لنفسه بأنه كائن مهزوز أو مرح، فى لوحات محرضة على الإبداع، تشاهد خطوط رسامها وليد طاهر وهى تتخذ تعريجات أقرب لحالة القط النفسية والشعورية!, الكتاب، الصادر عن «دار الشروق»، يضعك فى الحيرة نفسها التى احترف وليد طاهر وضع جمهوره بها، تتساءل: هل هذا الكتاب للكبار أم للصغار؟ فالكتاب محفز للحيرة والدهشة.. جذاب بمعايير خفة الظل.. احترافى بمعايير الرسم والتصميم.. يعيدنا لذلك التقاطع بين عالمى الإنسان والحيوان بكل ما فيه من فطنة ودهاء، ربما تستدعى رائعة «كليلة ودمنة»، وإن كان طاهر اتخذ فى هذا المنحى خصوصية معاصرة فى العرض، مستبدلا السرد الروائى الطويل بهوامش تأملية ثاقبة، مستعينا بفن «المونولوج» على لسان قط، وساعده فى التعبير عن ذاته بخطوطه المحكمة وألوانه الطلقة، وتعبيرات وجه تكاد تنطق بشرية وإنسانية فى تماهى أراد به المؤلف أن يدفعك فيه إلى بعض التنقيب داخل ذاتك حتى وإن كان مثلك الأعلى فى ذلك مجرد قط. الشروق

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتاب سبع أرواح لوليد الطاهر كتاب سبع أرواح لوليد الطاهر



GMT 18:18 2021 السبت ,27 آذار/ مارس

حكايات من دفتر صلاح عيسى في كتاب جديد

GMT 12:53 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

GMT 11:07 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

"بنات كوباني" كتاب أميركي عن هزيمة "داعش"

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

الفري يعلن عن تأجيل معرض الكتاب 46

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:23 2022 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

توبة يتصدر ترند تويتر بعد عرض الحلقة 26

GMT 15:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بحث جديد يكشف العمر الافتراضي لبطارية "تسلا"

GMT 12:55 2021 الإثنين ,02 آب / أغسطس

وضعية للهاتف قد تدل على خيانة شريك الحياة

GMT 16:06 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

دكتوراه لراني شكرون بدرجة جيد جدا من جامعة الجنان
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon