نافورة سيدي حسان فسيفساء من العاصمة لأحمد بن زليخة
آخر تحديث GMT18:47:13
 لبنان اليوم -

"نافورة سيدي حسان" فسيفساء من العاصمة لأحمد بن زليخة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - "نافورة سيدي حسان" فسيفساء من العاصمة لأحمد بن زليخة

"نافورة سيدي حسان"
الجزائر ـ واج

تطرق أحمد بن زليخة في كتابه "نافورة سيدي حسان" إلى حياة العاصميين داخل قلعتهم التي تحولت عشية شهر جويلية\تموز 1830 من مدينة "محصنة" إلى "مدينة سهلة المنال" بفعل الخيانات العديدة خلال العهد العثماني.
و عمل بن زليخة في كتابه على إعادة الأجواء المحمومة التي كانت سائدة بالجزائر العاصمة خلال الأشهر الأخيرة من الحكم العثماني من خلال حي سيدي حسان ونافورته المباركة. النافورة هي ذلك العنصر الرمزي و المحوري في القصة التي بناها سيدي حسان الولي الصالح الأندلسي في مدخل غابة بوزريعة في موقع قديم جدا يزينها شريط زركش عليه عبارة "و لا غالب إلا الله". و حول هذا المنبع المنعش (الإسلام) و في جزائر ربيعية ثم صيفية عشية الغزو كانت السماء صافية و الصباح مضيئا و طيور الحسون تزقزق في أقفاصها مرددة موسيقى الفتيات في الساحات المزهرة و المنعشة. "لقد كان النور يطل من كل ناحية و أشعته تسطع على باقولات الزيتون و الخضر مداعبة الجرات المختلفة الأشكال و الأحجام و متلألئة على العود و القويطرة التي كانت تعزف عليهما حسنة بواسطة ريشة صقر".
و في هذه الجنة التي تكاد تكون أسطورية في مدينة تعيش عصرا ذهبيا قبل الغزو احتفلت حسنة بخطوبتها مع مراد صديق طفولتها رغم أصولهما حيث أن حسنة من القبائل و مراد من الصحراء. امحند والد حسنة نجار شم رائحة الغزو صنع في سرية تامة سلاحا ثوريا برضى الباي احمد لقسنطينة احد سلالة الانكشاريين و النساء الأصليين القلائل الذين استطاعوا الوصول إلى الطبقة المهيمنة. و يعد الزورق المصنوع من خشب الحضنة الصلب المزود ب "الطارق" القذيفة المنجزة استنادا للمعلومات المتضمنة في كتاب عالم سوري من القرن الثالث عشر نجم الدين حسن الرحمة سلاحا فتاكا للتصدي للجيش الفرنسي المدجج بالأسلحة. "كان الزورق رائعا و خشبه يلمع و كأن ضوئا ساطعا أو اشعاعا كان ينبعث منه".
لكن في الوقت الذي تظافرت فيه الطاقات النضالية و تنظمت فيه لالحاق الهزيمة مرة أخرى بجيش العدو ارتبك قادة ايالة الجزائر في استراتيجيات قديمة تسببت إلى جانب خساسة الخونة في انتصار العدو الفرنسي.
حينها اشتعل فتيل المقاومة الشعبية ممثلة في مقاومة الزوجين حسنة و مراد الذين قتلا والديهما. و تتجلى الروح الوطنية و الحنين في نص أحمد بن زليخة الذي يتميز بالبساطة و سلاسة الأفكار فضلا عن ثرائه بالمراجع التاريخية و العلمية.
و تراود دا محند أوهام " يمتزج فيها الماء و التمر و العسل و الحليب و الخبز الطيب و بياض ناصع لقبب الأولياء الصالحين في البلاد". و جعل هذا السرد عن عالم "مغاير" نص بن زليخة يحاكي القصة العصرية الشبيهة بالحلم الشكسبيري المستمد من "جوهر الحياة". و لد أحمد بن زليخة سنة 1967 و هو كاتب مقالات و مختص في اللسانيات و المالية أهلته لأن يشغل عدة مناصب عليا في القطاعات المالية و الطاقة و الإتصال. و للكاتب عدة إصدرات من بينها "من أجل فكر جديد" (بيان 1989) و "الصحافة الجزائرية : افتتاحيات و ديمقراطية" (محاولة 2005) و "عمل الكرامة" (دراسة حول الإستعمار 2003" إضافة إلى "نافورة سيدي حسان" عن دار النشر القصبة 2014.



 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نافورة سيدي حسان فسيفساء من العاصمة لأحمد بن زليخة نافورة سيدي حسان فسيفساء من العاصمة لأحمد بن زليخة



GMT 18:18 2021 السبت ,27 آذار/ مارس

حكايات من دفتر صلاح عيسى في كتاب جديد

GMT 12:53 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

GMT 11:07 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

"بنات كوباني" كتاب أميركي عن هزيمة "داعش"

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

الفري يعلن عن تأجيل معرض الكتاب 46

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 لبنان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 لبنان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon