وعي السينما كتاب للباحث عدنان مدانات
آخر تحديث GMT11:25:30
 لبنان اليوم -

"وعي السينما" كتاب للباحث عدنان مدانات

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - "وعي السينما" كتاب للباحث عدنان مدانات

دمشق- سانا

يوضح الباحث السينمائي عدنان مدانات في كتابه وعي السينما الصادر حديثا عن المؤسسة العامة للسينما أنه ليس من المهم أن يقوم الناقد بإبداء رأيه الشخصي بالفيلم السينمائي بقدر ما يهم أن يكتب الناقد للقارىء على النحو الذي يعمق وعيه في فهم السينما ليكون قادراً على قراءة الفيلم بشكل صحيح. ويؤكد الباحث أن على الناقد السينمائي أن يضيف الى ثقافته النقدية مواضيع نظرية وقضايا سينمائية عامة تسهم في بناء وعي عام بالسينما وليس بالأفلام وحدها. ويضيف مدانات أنه في عالمنا العربي لا ثقافة سينمائية عند الأغلبية العظمى من المشاهدين ولا مناخ سليما للعروض ولا متابعة لأحدث ما يعرض من أفلام العالم فالنقد المتعلق بالأفلام السينمائية أو الممارسة الكتابية التي تقتصر على الأفلام تظل ثانوية أمام الكتابة الثقافية بالقضايا السينمائية كلها. ويقول الباحث في كتابه أحاول أن أثقف القارىء سينمائياً وأترك له المجال لكي يحكم على الأفلام التي يشاهدها وأرى أن هذه الوظيفة أهم من وظيفة الكتابة عن الأفلام وهذا ما توصلت إليه بعد سنوات من الكتابة النقدية التحليلية شبه اليومية عن الأفلام والتي تبين لي أنها محدودة الجدوى. ويضم الكتاب مختارات متنوعة من المقالات التي تعالج قضايا ومواضيع نظرية عامة وخاصة بالسينما حيث كتبت تلك المقالات وصيغت بعيداً عن النسق الأكاديمي بقصد جعلها متاحة وسهلة الاستقبال من القارىء العام غير المتخصص سينمائياً ولكن المهتم ببناء حصيلة معرفية حول فن السينما. ويبين مدانات أن النقاد يحاولون تدوين ملاحظات حول الحاجة الى كتب موءلفة وليس مجمعة من مقالات مشيراً الى أن مقالاته تختلف عن الأخرى لأنها تهدف الى التوعية بالسينما وليس التعريف بالأفلام حيث يقدم عرضاً لتجربته مع نشر الكتب السينمائية وهي تجربة فيها الحديث عن الكثير من كتب النقاد الآخرين. يحاول الباحث أن يتكلم عن تأملات وقضايا سينمائية لم تكن مطروقة على الأقل في أدبيات السينما العربية المنشورة ليقدم شيئاً جديداً للثقافة السينمائية يتعلق بالجوهر ووسائل التعبير في السينما ومنها ما يتعلق بمفاهيم وإشكاليات النقد السينمائي إضافة الى حيز خاص حول السينما التسجيلية ومناهجها المختلفة وتطور مفاهيمها عبر تاريخ السينما العالمي. ويكشف الكاتب أن حركة نشر الكتب المتضمنة بهذا المجال كانت مزدهرة في بيروت في فترة ما وشهدت فيها المدينة نشاطاً ثقافياً على كل الصعد شارك فيه مثقفون ومبدعون من كافة أرجاء العالم العربي من خلال عدد كبير من دور النشر الخاصة وبعضها كان من أشهر وأفضل دور النشر في العالم العربي. ولفت الكاتب إلى أن الذين يهتمون بالثقافة السينمائية لا يتجهون نحو القضايا والمواضيع ذات المنحى النظري بل يقع جل اهتمامهم نحو المتابعات النقدية للأفلام والدخول في مجالات المعرفة المفيدة مما تذهب إليه هذه الأفلام مشيراً إلى أن الثقافة السينمائية لم تعد مقتصرة على دور النشر الخاصة والمؤسسات الشعبية بل انضم إليها مؤسسات النشر الحكومية علماً أنها لا تؤدي بحثاًً مادياً مما دفع النقاد والكتاب إلى التراجع قليلاً وانحسار السوية الثقافية للمنتج التأليفي الذي تقوم عليه المؤسسة. ولفت مدانات في كتابه الذي يقع في 189 من القطع الكبير إلى أن هناك مؤسسات كثيرة نشرت عناوين مثيرة في الثقافة السينمائية إلا أنها اعتمدت على التجميع لا التأليف ويتصف هذا النوع بالكتابة المتعجلة التي ترتكز على المعلومة وتعتمد في التحليل على الانطباع الشخصي وليس الكتابة المتروية المعنية بالمضمون والمدققة على صحة المعلومة. ويقول الباحث في كتابه أن بعض رسائل الدكتوراه في مواضيع سينمائية مهمة لباحثين عرب درسوا في معاهد سينما أو يعملون في مجال تدريس السينما وهي رسائل تظل مجرد مخطوطات محصورة داخل الحرم الأكاديمي يستفيد منها عدد قليل جداً من المهتمين الذين يتاح لهم الوصول إلى محتوياتها قضاء لحاجة منهم إليها. وتمنى مدانات أن تكون هذه الثقافات المطبوعة جزءا فاعلاً في المشهد الثقافي العربي عامة والثقافي السينمائي خاصة وهذا ما قد يساعد على المدى البعيد على تشجيع النقاد السينمائيين العرب بالاشتغال الجاد في تأليف كتب عن السينما ذات مواضيع مدروسة وعلى أسس منهجية بدلاً من الوضع الحالي الذي يجعل النقاد يلجؤءون لتجميع مقالات قديمة في كتب. ويوضح الباحث أن المقالات الموجودة على الساحة الثقافية والتي ملئت الصحف العربية خلال العقود الماضية ورغم المستوى الرفيع لبعضها إلا أنها لم تنجح في جعل الثقافة السينمائية ركنا فاعلا من أركان المشهد الثقافي في العالم العربي ولم توءكد حق الكتابة عن السينما في احتلال موقع راسخ بين مطبوعات دور النشر. ولاحظ مدانات أن هناك تراجعا في مستوى مشاركة دور النشر الخاصة في كل الدول العربية في عملية إصدار كتب عن السينما وتقلص هذه المشاركة إلى مستوى الصفر في كثير من الحالات. وأما ما يتعلق في مساهمة المؤسسات الرسمية ذات العلاقة بالثقافة ونشر المعرفة وخاصة وزارات الثقافة العربية والإدارات والمؤسسات المرتبطة بها فيؤكد الباحث أنها حتى الآن تقتصر على بلدان قليلة جداً توجد فيها مؤسسات تعنى بنشر الكتب عن السينما. ويوضح مدانات أن معظم الكتب السينمائية التي توافق دور النشر الخاصة على نشرها تنضوي تحت العناوين المثيرة والمواضيع التي يعتقد الناشر أنها قابلة للترويج في حين تتيح مؤسسات النشر الرسمية الفرصة أمام الكتب المهمة وحتى وإن لم تكن عناوينها صارخة أو مضمونها تجاري وهذا ما وصلت إليه في الآونة الأخيرة. 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وعي السينما كتاب للباحث عدنان مدانات وعي السينما كتاب للباحث عدنان مدانات



GMT 18:18 2021 السبت ,27 آذار/ مارس

حكايات من دفتر صلاح عيسى في كتاب جديد

GMT 12:53 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

GMT 11:07 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

"بنات كوباني" كتاب أميركي عن هزيمة "داعش"

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

الفري يعلن عن تأجيل معرض الكتاب 46

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon