أحيانا أرقص لو تراني صور شعرية تمزج الواقع بالرموز
آخر تحديث GMT18:19:39
 لبنان اليوم -

"أحيانا أرقص لو تراني" صور شعرية تمزج الواقع بالرموز

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - "أحيانا أرقص لو تراني" صور شعرية تمزج الواقع بالرموز

بيروت ـ وكالات

تعبر الشاعرة والصحافية اللبنانية ليلى عيد في مجموعتها الشعرية الاخيرة "احيانا ارقص… لو تراني" عن حالات من الواقع بطريقة تحفل بالرموز والمجازات لكنها تبدو عامة بعيدة عن اي ادعاء ميتافيزقي. والشاعرة تتكلم بهدوء دون صخب او ضجيج فهي تبدو كمن يخاطب نفسه احيانا وبعيدة عن مخاطبة جمهور. انها اقرب إلى ان تكون تخاطب شخصا واحدا او شخصين اذا اخذنا القارىء بعين الاعتبار. انها وسط هذا العالم ووسط مشكلاته وإن كانت تلتقط بعض ما فيه بعين تحول المشاهدات إلى مشاهدات رمزية وتأتي بالتعبير حافلا بالمجازات التي يصعب ان نصل الى إلرمز دونها. المجموعة هي العمل الثالث لليلى عيد اذ سبقته مجموعة اخرى ورواية، ولها قصائد مترجمة إلى الفرنسية. وردت المجموعة الحالية في 131 صفحة متوسطة القطع ولوحة الغلاف هي صورة للرسام بيتر هوبين. وقد صدرت المجموعة عن دار نلسن للنشر السويد-لبنان. وفي القصيدة الاولى تتحدث الشاعرة عن عدم القدرة على التفلت من جاذبية "الشوق" مهما امعنا في الارتفاع إلى اعلى. تعبر عن ذلك في طريقة تصويرية في بعض الاحيان. ونتاج مجموعة ليلى عيد هو من نوع قصيدة النثر وفيها كثير من الصور ومحدودية في الموسيقى التي تبقى خفية ولا ترتفع. ونقرأ قصيدة "كواليس" التي تشكل بداية المجموعة. تقول واصفة هذه الجاذبية التي تتحكم بها "يطالني الشوق/ مهما ارتفعت/ مسافرة في سماء/ انحني وسط المسافة/ انكسر/ غيوم خضراء/ استعارت طراوتي. "ليست كلمات هذه/ قطع من قلبي/ ارتق بها ثقوب غياب". وواقع الامومة يرافق كثيرا من قصائد الشاعرة اذ انها تشير اليه مباشرة او مداورة. تتابع هنا فتميز بين الاختفاء والاختباء فتقول "لا ابتعد/ اختبىء/ حاملة نطفتك/ ألد صوتا ( مثل صوتك) اهدهده لا يغفو/ مهما نسيانا رضع". وتختم القصيدة بتوق إلى ما ينعش النفس مفتقدة ذلك. تقول "ظننت انني نسيت/ كيف انادي اسمك/ الورود لا تموت ( تنتحر) في اناء نسينا ان نضع فيه/ روحا تدغدغها نجمة/ او ابتسامتك/ اقص شعري/ لا اقص انتظاري". وفي احيان وإن تكن غير كثيرة قد نحار في فهم ما ترمي اليه الشاعرة اذ يبدو كلامها ملغزا، وفي قصيدة "احيانا ارقص... لو تراني" تقول "برودة ساخنة/ تقطعني/ عابثة بالفطر والمياه/ تغرب عني شمسان/ تنبت على كفي شفة ميتة/ ربيع ضامر/ لا يشبه نهد بيروت". وتضيف قائلة "على الشاطيء/ على الخصر/ قبلات عجوز/ شعر منبوش/ قصة فينيق". وفي تصوير يمزج الواقعي بالرمزي والمادي بالمعنوي تقول "رقصات من دخان/ جثث من ورق/ تكدست/ تناسلت طعنات اخرى/ وذاكرات". وتبرز تصويرية حادة عندها في قولها "تصمت نظرتك/ انا على حافة ثرثرة/ اهذي كرأس مقطوعة/ ابتلع اقراصا لأفيق/ عيناي نمر محاصر/ روحي تنز لعابا ازرق/ تأكل احجار صمت/ تتماهى/ اسئلة من نار". وتنتقل إلى القول في هدوء متوتر "اخاف ان تصمت/ ويجتاحك على غفلة/ زحف اصداء/ لا يتوقف دبيبها/ تأكل نبرة في صوتك/ هي كل ما احتاج. "اخاف ان تغفو/ ايضا على غفلة/ تخبو نجمة/ او عينك/ يفلت وهم تشبثي بيدك/ بين جدران ممغوطة/ وأشداق". وفي مجال اخر تقول "في شوارع منطفئة/ شباب غابر/ امكنة هزيلة/ يحيلها سكرنا الملول/ وشهواتنا البائتة/ جليدا دافئا/ رائحة بيت/منديل ام/ ذقن والد حليقة/ ووجهك كأنه يبتسم/ يبتسم لا يبتسم/ ينقضي ليل". وفي قصيدة اخرى تعود بنا الى الامومة فتقول "اطفيء الصباح بالقهوة/ اثمل/ الليل بستان بارد/ عشرة ذئاب/ سبع شموع غير مضاءة/عيناك نسران/ يذرفان جمرا/ اعطيك ثدييي/ هل تهدأ... "متى اصبحت أما/ مازلت طفلة/ لم اشبع نوما/ لا حلما ولا لعبا/ امي/ لو تنهضين/ تسندين ثقلي/ قبل ان اهوي". وفي قصيدة اخرى من تلك القصائد غير المعنونة التي اشتملت عليها المجموعة تقول "لغيابك وقع حداد/ موت قصيدة بحزن ابيض اصغي اليه/ حرير مجروح/ في صندوق عرس لكنها روحي/ التي تؤلمني/ تطول بعذاب/ سخي/ ببراءة/ ابعد من ضباب/ لا تعود الا بخفة ثلج/ كم يجب ان ابرد/ ليتلاشى صقيعي/ ليزهر غضن رماد/ لتنضج شمس/ شمس/ هي تفاحة روحي النضرة".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحيانا أرقص لو تراني صور شعرية تمزج الواقع بالرموز أحيانا أرقص لو تراني صور شعرية تمزج الواقع بالرموز



GMT 18:18 2021 السبت ,27 آذار/ مارس

حكايات من دفتر صلاح عيسى في كتاب جديد

GMT 12:53 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

GMT 11:07 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

"بنات كوباني" كتاب أميركي عن هزيمة "داعش"

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

الفري يعلن عن تأجيل معرض الكتاب 46

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:23 2022 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

توبة يتصدر ترند تويتر بعد عرض الحلقة 26

GMT 15:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بحث جديد يكشف العمر الافتراضي لبطارية "تسلا"

GMT 12:55 2021 الإثنين ,02 آب / أغسطس

وضعية للهاتف قد تدل على خيانة شريك الحياة

GMT 16:06 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

دكتوراه لراني شكرون بدرجة جيد جدا من جامعة الجنان
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon