البداية والنهاية في الرواية العربية جديد الناقد عبد المالك أشهبون
آخر تحديث GMT13:31:01
 لبنان اليوم -

"البداية والنهاية في الرواية العربية" جديد الناقد عبد المالك أشهبون

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - "البداية والنهاية في الرواية العربية" جديد الناقد عبد المالك أشهبون

الرباط ـ وكالات

ينطلق الناقد المغربي عبد المالك أشهبون من فرضية جوهرية مفادها أنه لا شيء محايد في عالم الرواية. وعلى هذا الأساس المتين، يعتبر أنه ليست هناك نصوص صماء وأخرى ناطقة في عالم الرواية الأرحب. فكل ما في الرواية ـ سواء أكان هامشيا أم مركزيا ـ يخدم استراتيجية الكتابة من منظور الكاتب، أو من منظور الاتجاه الجمالي الذي ينتمي إليه الروائي. هكذا بدأت انشغالات الناقد الدقيقة بعتبات الكتابة الروائية بدءا باسم المؤلف الذي يتسنم عادة أغلفة الروايات إلى جانب صورة الغلاف. وقد تناولهما الناقد بإسهاب في كتابه :“الحساسية الجديدة في الرواية العربية...” (2010)، فيما أفرد لعتبة العنوان كتابا شاملا هو “العنوان في الرواية العربية” (2011)، تتبع فيه عناوين الرواية العربية من مرحلة التأسيس حتى عناوين الروايات الجديدة. كما انشغل في كتابه القيم الموسوم “عتبات الكتابة في الرواية العربية” بكل العتبات الداخلية مثل الخطاب التقديمي والإهداء والنصوص التنبيهية والتوجيهية...ولتتويج هذا المسار النقدي الحافل والمتخصص والدقيق، أصدر عبد المالك أشهبون مؤخرا كتابه التاسع وهو بعنوان" البداية والنهاية في الرواية العربية" (دار رؤية للنشر والتوزيع بمصر 2013). لقد انتبه الناقد عبد المالك أشهبون إلى أن الحقل النقدي العربي الحديث انصب جل اهتماماته للنص الروائي في مستوياته المعروفة: الشخصيات، السرد، الزمان، والمكان… فيما ندر أن نجد انشغالاً ملحوظاً، سواء على مستوى التنظير أو التطبيق، بمكونين نصيين استراتيجيين في بناء الرواية؛ ويتعلق الأمر بـ:«البداية» و«النهاية». حتى أنه صار هذان المكونان الروائيان من شدة الجهل بهما كالمعلومين اللذين لا حاجة إلى بذل جهد يذكر فيهما. ومن منظوره الخاص، يعتبر الناقد عبد المالك أشهبون أن هذين المكونين («البداية» و«النهاية») قمينان بالدراسة والتحليل، وذلك لتَظْهِير أهميتها في كل تجربة روائية، بالنظر إلى استعمالاتهما المتعددة، ووظائفهما المتنوعة، ورهاناتهما الفنية التي تختلف من روائي لآخر، ومن حساسية روائية لأخرى. فلا أحد ينكر أن سؤال كل من «البداية» و«النهاية» ينتصب شامخاً أمام كل روائي يفكر في وضع اللمسات الأولى أو الأخيرة في رحلة الألف ميل الروائية؛ رحلة روائية لا بد لها من نقطة بداية، ومآل ونهاية. من هنا وجب التأكيد على أن سؤال كل من البداية والنهاية لا يأخذ فاعليته في التحليل، كما في استنتاج النتائج إلا من خلال فهم منطق التعالقات الممكنة بين عنصر البداية الروائية، مع بقية المكونات النصية السابقة (عنوان/تعيين جنسي/صورة غلاف...) واللاحقة (نص الرواية)، وكذا فهم طبيعة التفاعل بين كل ما سبق، وبين النهاية، باعتبارها ـ هي الأخرى ـ مكوناً نصياً هاما، يفترض فيه أنه يغلق السرد، ويوقفه جريانه. فمن صلب هذه التوجهات الضمنية، يوظف هذا الكتاب جملة من الإجراءات المنهجية لمقاربة هذا الموضوع الطريف، مرتكزاً في ذلك على أساس تفاعل منظورين هامين هما: ـ النظر إلى هذين المكونين من منطلق أن كل واحد منهما يشكل وحدة نصية ومقطعاً مستقلاً. وتتحقق هذه الرؤية التحليلية من خلال التبئير على كل مكون روائي بعينه بغية تحديد ماهيته، وتتبع وظائفه، والوقوف عند رهاناته الفنية.  ـ النظر إليهما (البداية والنهاية) في انتمائهما بالضرورة إلى النص الأساس، فلا يلبث التحليل أن يأخذ على عاتقه مقاربة الجزء (البداية أو النهاية) في سياق الكل (النص الروائي). وهذا ما يسعف في إقامة ذلك الربط الجدلي ما بين الحد المستقل لكل من البداية والنهاية، وما بينهما باعتبارهما جزأين من كلّ نصيّ موسع، مع ضرورة مراعاة، في الآن نفسه، تلك العلاقة التفاعلية بين البداية والنهاية في علاقتهما بالنص الروائي برمته. لهذا كان من المفيد كثيراً عقد مقارنة بداية الرواية بخاتمتها بين الفينة والأخرى، وذلك بغية التوقف على طبيعة التغييرات الحاصلة ما بين الوضعية الابتدائية والوضعية الختامية في مسار الرواية. كما أنه من المفيد، أيضاً، مقارنة بداية الرواية وخاتمتها ببدايات وخواتم روايات عربية أخرى للوقوف على ما يربط هذه الرواية أو تلك بتقاليد نوعها، وبنتاج عصرها. وقد رسم الناقد مجموعة من الأهداف العامة للكتاب من بينها: * التحسيس بأهمية الوعي الأدبي والنقدي والجمالي بخطاب البداية والنهاية في الرواية العربية، وبدورهما البارز في اشتغال النص الإبداعي برمته. * المساهمة في صياغة نظرة نقدية جديدة حول هذا الموضوع. * تفعيل الدور الذي يقوم به  كل من البداية والنهاية في علاقتهما بالنص الروائي، وفي علاقتهما بتلقي القارئ على وجه الخصوص. * الحرص البالغ (من خلال مراحل الدراسة) على ربط عناصر هذا الموضوع بالمحيط السوسيوـ ثقافي. كما حاول الناقد وضع خطة للكتاب، من أجل مقاربة هذا الموضوع من زوايا مختلفة ،معتمدا على: ـ مسح ورصد أهم البدايات والنهايات الممثلة لكل مرحلة تاريخية على حدة. ـ التوقف عن تيارات الرواية العربية منذ النشأة حتى يومنا هذا. ـ انتخاب نماذج تمثيلية للبداية والنهاية وتحليلها تحليلاً مفصلاً. ويحسب لهذا المؤلف النقدي أنه كتاب فيه جدة  وسبق نقدي على الخصوص مبحث النهاية في الرواية العربية، بحيث لم يسبق لنا أن اطلعنا على كتاب بهذا التخصص والتركيز والتنوع في مجال النهاية في الرواية العربية، كما أن من بين مزايا هذا الكتاب الجمع بين التنظير والتطبيق في عرض المادة النقدية مع الحرص على استحضار آخر مستجدات النقد الغربي في هذا المجال.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البداية والنهاية في الرواية العربية جديد الناقد عبد المالك أشهبون البداية والنهاية في الرواية العربية جديد الناقد عبد المالك أشهبون



GMT 18:18 2021 السبت ,27 آذار/ مارس

حكايات من دفتر صلاح عيسى في كتاب جديد

GMT 12:53 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

GMT 11:07 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

"بنات كوباني" كتاب أميركي عن هزيمة "داعش"

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

الفري يعلن عن تأجيل معرض الكتاب 46

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon