الشاعر المكسيكي سابينس ثائر جمهوري ومغامر لبناني
آخر تحديث GMT15:51:31
 لبنان اليوم -

الشاعر المكسيكي سابينس: ثائر جمهوري ومغامر لبناني

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الشاعر المكسيكي سابينس: ثائر جمهوري ومغامر لبناني

بيروت ـ وكالات

خايمي سابينس واحد من أشهر شعراء المكسيك، بل من أشهر شعراء قارة أميركا اللاتينية والأدب الأسباني عامة. ابن لمهاجر لبناني من قرية صغبين في قلب البقاع. شاعر فذ، يصلح أن يكون شخصية روائية لأعمال تنتمي إلى الواقعية السحرية. كان ليّ، لإعداد هذا التحقيق عن الشاعر خايمي سابينس، أن أسأل عنه صديقته الشاعرة المكسيكية أمبر باست التي كان أول من حرَّضها على الكتابة ونشر لها. ولأن علاقة شخصية تربط بينها وبين عائلته، فقد أوصلتني بابنه الكبير خوليو الذي ردَّ علي ردّاً مهذّباّ لكنه رفض في نهايته الحديث عن واله. فيما بعد توصلت إلى ابن آخر من أبنائه الذين لا تذكر المواقع الإلكترونية وجودهم، إذ أنها تكتفي بذكر أبنائه الأربعة من زوجته السيدة خويفينا. خايمي سابينس كوردوبا، أحد الأبناء الإثني عشر الذين أنجبهم الشاعر خايمي سابينس من أربع نساء مختلفات. كان لي معه حوار طويل حدثني فيه عما روته له أمه وإخوته عن والده الذي لم يلتق به إلا في مناسبات قليلة، إذ فارقه والداه وهو في عمر الخامسة، ولم يلتق به إلا في عمر الثامنة عشرة عندما كان نائبا في البرلمان المكسيكي ثم قبل وفاته بأسبوع. وعلى الرغم من أن علاقة الشاعر سابينس كانت فاترة بأبنائه، إلا أنّه قد عرف عنه محبته وتعلقه بأبيه الذي هاجر مع والديه إلى كوبا ومن ثم إلى المكسيك. خوليو سابينس، أو صغبيني الأب، ولد في لبنان وهاجر مع أبويه وأخويه إلى كوبا. عام 1914 انتقل إلى المكسيك، حيث انضم إلى الثورة والتحق بالجيش الجمهوري، وتزوج من فتاة تنتمي إلى عائلة عريقة هي لوس غوتيريس ميغيل، حفيدة حاكم توكستلا غوتيريس، خواكين ميغيل غوتيريس. • لبنان في الشعر تأثر خايمي سابينس بوفاة والدته وكتب عنها قصيدته "السيدة لوس"، لكن قصيدته العظمى على الإطلاق تلك التي كتبها عن موت والده، " شيء ما عن موت الرائد سابينس"، يقول فيها: "دعني أستريح، / وأرخي عضلات قلبي / وأن أنوّم الروح كي تتحدَّث،/ كي تتذكَّر أطول أيام الزمن هذه/ بالكاد تنقّهنا من المتاعب/ ونحن ضعفاء، مفزوعون،/ نستيقظ مرتين أو ثلاث من حلمنا القصير/ كي أراكَ في الليل وأعرف أنك تتنفس/ نحتاج للنهوض كي نكون متيقظين / من هذه الكوابيس الغاصّة بالناس والإزعاج/ أنت الجذع المنيع ونحن الأغصان،/ ولهذا فإن هذه الضربة تهزنا/ أبداً أمام موتك لم نتوقف لنفكر بالموت/ ولم نرك مطلقاً إلا كقوة أو فرح/ لسنا متأكدين، لكن تحذيرا متواصلا يصلنا فجأة/ سيف فارُّ من فم الرب/ يسقط ويسقط ببطء/ ولا بد أن نرتجف هنا من الخوف/ أن يُغرقنا البكاء الذي يحتوينا/ وأن يشد الخوف على حلوقنا". تبدأ رحلة الشاعر خايمي مذ بدأت رحلة والده خوليو، فإن كان خوليو قد ولد في لبنان فإن لبنان ولدت في خايمي، إذ نقل الأب قصص لبنان الشعبية وأهازيجها إلى إبنه الذي سيغدو شاعرا من نوع خاص. تأثر خايمي بحكايا علاء الدين والسندباد، وحدَّث أبناءه عن ذلك. فيما تذكر صديقته الشاعرة أمبر باست، التي كانت تزوره مرة في الأسبوع لمدة عامين ونصف العام في منزله في العاصمة المكسيكية، أن مائدته لم تكن تخلو من الأطعمة اللبنانية، التي يقول إبنه خايمي إن أباه هو من كان يعد المأكولات اللبنانية التي تعلمها بدوره من الرائد سابينس. وكما كانت حياة الرائد سابينس مليئة بالمغامرات والأحداث فقد كانت حياة ابنه كذلك. عام 1914، هاجرت العائلة من لبنان إلى كوبا، مع أبنائها، إبراهيم وريمون وخوليو (والد الشاعر خايمي)، توقفت السفينة في جزر المارتينيك لوقت محدود يقوم به الإخوة الثلاثة الذين كانت تتراوح أعمارهم ما بين 13 و17 عاما، بالنزول منها والتجول في الجزر، فتنطلق السفينة قبل أن يدرك الوالدان أن أبناءهما ليسوا على متنها. لكنهم يلتقون بعد مدة قصيرة في كوبا بمساعدة امراة فرنسية لم تتركهم حتى التقوا جميعاً في كوبا. بعد فترة، تبرز الروح الثورية في خوليو، الإبن الثالث، ويهاجر إلى المكسيك منضمّا إلى ثورتها… هنا يتوقف الحفيد خايمي سابينس كوردوبا ضاحكا ويعقب، أن العائلة هاجرت كي لا يحارب أبناؤها في حرب ليس لهم فيها ناقة ولا جمل لكن القدر ونكاية بها سيسوق ابنها خوليو ليكون رائدا في الجيش الجمهوري لاحقاً. • شتات عائلي لا أحد يعلم على وجه الدقة لماذا يُصر خايمي سابينس على تسمية أبنائه بأحرف تبدأ بحرف الخاء أو الخوتا بالأسبانية، ولماذا سُمِّيَ أكثر من ابن له باسمه خايمي، وقد كان ابنه "خايمي سابينس كوردوبا"، من تعاون معي من أجل هذا التحقيق عكس بقية الإخوة الذين أرسلت لهم ولم يبدوا استعدادا للتعاون. عن علاقة الإخوة ببعضهم وبوالدهم، يقول خايمي الإبن، إنه لم يتفهم نفسية الوالد الشاعر إلا بعد أن قرأ له أشعاره عندما بلغ الثامنة عشرة من عمره. فقد انفصل الوالدان عن بعضهما عندما كان عمره خمسة أعوام، تاركا لوالدته أربعة أبناء، ولامرأة سابقة ثلاثة، عدا أبنائه الأربعة، خوليو، خولييتا، خوديت وخاسمين، ثم ابنة أخرى تدعى آنا من امرأة أخرى. وربما يكون عدد الأبناء أكثر، لكن على الأقل هؤلاء يعرفون بعضهم ويتواصلون فيما بينهم، وإن كانت علاقتهم مع إخوتهم من زوجته السيدة خوسفينا ليست قوية أو مقطوعة نسبيا. كان الشاعر خايمي سابينس يلتقي أبناءه من نساء أخريات في العمل، حيث كانوا يزورنه هناك أو في أمسياته الشعرية. لكنه لم يكن متحمسا لكل هذا العدد من الأبناء، عندما سألت خايمي الإبن عن موقف إخوته، أخبرني أنه في لحظات سابقة كان تنتابه مشاعر اللامبالاة وربما الحقد تجاه الوالد الذي أهمل تربيته، وهذا ما ينتاب جميع الأبناء حتى الذين بقي معهم من زواجه الشرعي من السيدة خوسيفا. قال إنه يتفهم موقف إخوته وهم يعيشون في كنف والد صارم جدّي وفي نفس الوقت معروف عنه علاقاته الغرامية مع كثير من النساء، وأبناء مشتتون هنا وهناك. لم يكن حالهم بأفضل من حالنا. إلا أنه كان يقضي معهم وقتا أكثر بحكم أنه كان متزوجا رسميا من والدتهم. وربما مرد عدم تعاونهم أنهم لا يريدون الإتيان على ذكر الوالد وطي هذه الصفحة، فهم قليلا ما ينشرون أعماله أو يقومون بنشاطات تتعلق بنتاجه الشعــري، وهم المخولـون قانونيـا بذلك. حتى أنهم أقاموا دعوى على كتـاب صــدر في المكسيك عن حياة الشاعر خايمي سابينس، ويأتي على ذكـر علاقـاتــه النسائيـة وأبنائـه الكثر، الأمـر الـذي استهجنتـه زوجتـه وأبنـاؤه منها ليمتنعوا عن الإدلاء بأي تصريح عنه. خايمي سابينس كوردوبا، محاضر علوم سياسية في الجامعة الوطنية المكسيكية، مهتم بالشأن الثقافي وخصوصا فيما يتعلق بنتاج والده الإبداعي وبأصوله العربية. لقد كان حريصا على معرفة باقي إخوته وسماع ما عرفوه عن والدهم لتكون صورة الوالد في ذهنه هي صورة الأديب والشاعر الذي كغيره من الفنانين سيقوده جنونه إلى أماكن أخرى بعيدة عن القيود العائلية.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشاعر المكسيكي سابينس ثائر جمهوري ومغامر لبناني الشاعر المكسيكي سابينس ثائر جمهوري ومغامر لبناني



GMT 18:18 2021 السبت ,27 آذار/ مارس

حكايات من دفتر صلاح عيسى في كتاب جديد

GMT 12:53 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

GMT 11:07 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

"بنات كوباني" كتاب أميركي عن هزيمة "داعش"

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

الفري يعلن عن تأجيل معرض الكتاب 46

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon