ديوان العنف في النسيان ذاكرة للشاعرة نيروز جبيلي
آخر تحديث GMT13:31:01
 لبنان اليوم -

ديوان "العنف في النسيان ذاكرة" للشاعرة نيروز جبيلي

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - ديوان "العنف في النسيان ذاكرة" للشاعرة نيروز جبيلي

دمشق ـ سانا

في مجموعة الشاعرة نيروز جبيلي (العنف في النسيان ذاكرة) تجارب اجتماعية وعاطفية صاغتها الشاعرة بأسلوب تعبيري فيه بعض الألم النفسي الذي يؤدي إلى تساؤلات ملأى باأالم والأسى معتمدة على استعارات وكنايات انقذت التعابير من المباشرة في طرح مكنونات القصيدة كما جاء في نص (العنف في النسيان ذاكرة).. لماذا تغفو رائحتك على أصابع الريح( تعذبني.. آه متلف فيك) يا من تنحت ذاكرتي كما تشاء). ترتكز بعض قصائد المجموعة الصادرة عن دار انانا والتي تقع في تسعين صفحة من القطع المتوسط على حالات شعورية تعبر فيها عن النشوى النفسية التي يمر بها العاشق في بدايات الألق العاطفي وفي لحظات الدهشة التي تنبثق كالينبوع من روحي الحبيبين وهما يعيشان في العالم الآخر دون الالتفات حولهما في لحظات السعادة القصوى وهي ذروة الألق.. تقول في قصيدة اللقاء الأول:" أذكر أني..حينما رأيتك أول مرة..دخلت في طقس شتوى-تقمصني عاشق ما عرف منذ الأزل مثل عينيك- لبست حلما لا شطآن له..حين قرأت عينيك أول مرة-زرعت القلق في أوصالي). وترى الشاعرة في حالاتها الإبداعية أن الحب يجب أن يكون تنقية للروح وصيانة للنفس من شوائبها العالقة ومن احتمالات تشتتها وضياعها فالحب يبعث في النفس طقوسا أخرى تجعل الإنسان يعيش حياته على غير ما اعتاد البشر فهو الخير والهداية والاقتراب من الذات اإالهية كما ورد في قصيدة رجل لا يشبه كل الرجال (غيابك نار..تحرق احتمالاتي..-وحبك منارة السفن الضائعة-قربك غيم ماطر..وبعدك طقس للتعبد-أقترب أكثر من التوحد..يا رجلا لا يشبه أحدا). يرقى مستوى التعابير الشعورية في بعض القصائد مكونا من مفردات بسيطة شفافة تحمل في تكوينها مقومات النص الإبداعي الذي يدل على ما ذهبت إليه بغية الارتقاء بمستوى الألفاظ إلى الحب الحقيقي والسمو النفسي دون أن تكلف المتلقي عناء البحث وراء رمز أو دلالة كما هو في قصيدة لماذا أنت كثير..أعتصر من بعدك كأسا..يثملني جنونا بك..وعشقا يتشظى على ضفة بوحك). تنفرد الشاعرة بحداثة التعابير في معظم مقدمات قصائدها حين تكونت من مفردات توصل المتلقي إلى الدهشة بأسلوب مبتكر يحمل افتتاحيات قصائد فيها إبداع وفيها حرص على عدم التقليد وعدم التكرار فأتت كل افتتاحية مختلفة عن الأخرى تقول في نص بعنوان حالة الحرف المشدد.. أعشق اسمي حين يغتسل بماء شفتيك-أعشق اسمي حين يعبر تضاريس صوتك..ويخرج جذوة). تحمل التجربة في بعض نصوصها تشبيهات أدبية تنقل المتلقي إلى حالة أخرى غير التي في داخله عندما يفاجأ بمناخ الحالة الإبداعية والبيئة التي تنقله إليها صاحبة النص فيعيش الطقس التشكيلي الذي يتحول في الخيال بشكل سحري إلى مكون قريب من الحقيقة بكل ما يحتوي من أفق و تجليات تقول في حالة احتراق.. أوراق بعثرتها ريح من هناك..وطقس اليوم يشبهك كثيرا جلست على الكرسي الأخير في ذاك المقهى..فلم يعد من أنتظره). تتمكن جبيلي من تحويل الأمنيات إلى كائنات أخرى تعبر بأصواتها المثلى عن رغبتها بالوجود وحضورها المبشر بالوصل إلى درجة البشارة وتحقيق اللقاء المرتقب عبر التركيب الإبداعي الذي حافظ على مستواه منذ بداية الجمل الأولى في سرد القصائد و النصوص وفي تماسك القصائد حول أفكارها ضمن الموضوع الواحد لكل قصيدة وفق تسلسل منطقي بعيدا عن الحشو والاعتماد على حروف مرهقة في تكوين الجمل كما جاء في قصيدة لا تتأخر.. يخلع الزمان المتعب ماضيه ..ويقرر أخيرا الاستحمام-تحت أمطار عينيك .. راح يغتسل-فيعلو من تحت مساماته صهيل الأمنيات). تعتمد الشاعرة في مجموعتها على الخيال فتكون عباراتها من مفردات قريبة من كل إنسان يعيش حياته حالما بالحب والجمال لتخلق حالة حميمية بين النص و المتلقي فيعيد قراءة النصوص ويبحر في خياله مع الأفق المفتوح الذي تركته الشاعرة في نصوصها كما جاء في ليلة اخيرة للحب تقول..يتصدع المساء في زلزال الذاكرة.. وتسقط شمعتي الأخيرة في نعاس وحدها نار الجوى.. تختلج في ظمأ القلب وحدك من يتفتح في وقتي مع ورود الفجر). غابت الموسيقا الشعرية في نصوص جبيلي تماما إلا إنها عوضت من خلال الأفق الشاسع في حنايا الروح الحالمة لتجعل المتلقي في حالة سكون أمام نصوصها دون أن يبحث عن الموسيقا وهو أمام المفاجأة المقنعة والتي تجعل حلما شفيفا يخيم على الذاكرة محولا مساحاتها إلى خيال وتقول في نص (عندما تقول أحبك أسمع صوتك الليل قريبا..متخما بحرارة الشمس بينما يداك الدافئتان..ترقصان في شعري تقول استيقظي..لنسهر فالقمر عاشق حتى الثمالة). 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ديوان العنف في النسيان ذاكرة للشاعرة نيروز جبيلي ديوان العنف في النسيان ذاكرة للشاعرة نيروز جبيلي



GMT 18:18 2021 السبت ,27 آذار/ مارس

حكايات من دفتر صلاح عيسى في كتاب جديد

GMT 12:53 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

GMT 11:07 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

"بنات كوباني" كتاب أميركي عن هزيمة "داعش"

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

الفري يعلن عن تأجيل معرض الكتاب 46

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon