عجائب بغداد زمن مستقطع من تاريخ الحرب الأهلية في العراق
آخر تحديث GMT13:31:01
 لبنان اليوم -

"عجائب بغداد" زمن مستقطع من تاريخ الحرب الأهلية في العراق

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - "عجائب بغداد" زمن مستقطع من تاريخ الحرب الأهلية في العراق

بغداد ـ وكالات

تتحرك رواية "عجائب بغداد" للروائي والقاص العراقي وارد بدر السالم "دار الثقافة للشر والتوزيع – 2012" على مسافة متوازية بين المتن والهامش إلى الحد الذي يتماهى في كثير من الأحيان ما يدخل في باب المتن مع الهامش أو بالعكس. ومثلما قد لا تجد بطلا محددا لهذه الرواية فإن ما يبدو هامشا يؤثر في صنع الحدث الروائي أو تكييفه لصالح عملية السرد مثلما هو المتن الحكائي. وحيث إن وارد اعتمد أسلوب القص أو الحكاية، التي تبدو أحيانا على شكل رسالة أو لنقُل رسالة طويلة وممتدة بين المراسل الصحافي "البطل المفترض للرواية"، ولكنه في الحقيقة الراوي العليم، وبين بوحمد مدير تحرير الجريدة التي يعمل فيها المراسل عراقي الأصل، الذي انتدبه للعمل في العراق في أكثر الأزمنة خطورة، وهي الحقبة التي تلت أحداث سامراء عام 2006، فإنه سعى لربط الأحداث والوقائع بعضها مع بعض عبر نسيج متكامل غلبت عليه ظاهرا السمة السردية المباشرة التي تقرب من الخبر الصحافي أو التقرير. ولكنها، في حقيقة الأمر، محكومة بتنقية روائية عالية اتضحت معالمها في الربع الأخير من الرواية. يقول الروائي وارد بدر السالم في تصريح صحافي "إنني لم أفكر بكتابة "عجائب بغداد" إطلاقا، غير أن مصادفة غريبة من نوعها أدخلتني في دوامتها، ذلك أني كنت أكتب في رواية اسمها "مقابر طائفية"، لكني وجدت أن بها حاجة إلى "استهلال" أو "عتبة" أو "دخول آمن".  وكان قراري أن خمس صفحات تكفي للتمهيد الآمن لتنظيم عملية الحكي بسلاسة.. غير أن هذا المدخل الآمن الذي أزعمه طال واستطال بيدي وامتد شهورا لتكون "عجائب بغداد" رواية مستقلة، لا علاقة لها بمشروعي الأول". تبدأ أحداث الراوية على مستوى السرد من تاريخ مقتل الصحافية العراقية أطوار بهجت في الثاني والعشرين من فبراير "شباط" عام 2006 في مسقط رأسها مدينة سامراء بعد أحداث سامراء الشهيرة التي كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر التوافق الطائفي الهش في العراق، لتبدأ بعده إحدى أسوأ الحروب الطائفية في تاريخ العراق الحديث. ومن تلك الواقعة - التاريخ دخلت الرواية في صلب الأحداث والوقائع العراقية حد التفاصيل بين فنادق العاصمة التي تم اتخاذها مقرات لعمل المراسلين العرب والأجانب بوصفهم شهودا على ما جرى وضحايا في كثير من الأحيان مثل "الشيراتون" و"فلسطين" إلى "المنطقة الخضراء"، وانتهاء بـ"القرية البوذية" التي تمثل البديل الرمزي لما حصل من أحداث مأساوية في العراق تغير معها مجرى كل شيء حين أصبح القتل على الهوية وكاد المجتمع أن يضيع تماما. ويضيف الروائي قائلا: "لا يوجد ما هو غريب في الرواية. كل شيء تعرفونه في الواقع.. توجد عجائب فحسب.. الرواية واقعية إلى حد الاستهلاك.. وعجائبيتها من فانتازيا الواقع أثناء الاحتلال الأميركي وما حدث عبر سنواته الرمادية". لقد حاول وارد أن يبني أطرا رمزية فيها شيء من الواقعية السحرية مثل الإصبع الحي والرأس المقطوع، بل وحتى القرية بكل ما تنطوي عليه من عوالم خيالية، وإن كانت من بنات أفكار "الأستاذ"، وهو أحد أبطال الرواية المفترضين الذي حاول أن يبني مجتمعا فاضلا على أنقاض الخراب، لكنها مثلت معادلا موضوعيا لكمية الخراب المجتمعي الذي تسببت به تلك الحرب الأهلية. يغوص الروائي في قاع المجتمع لكي يكشف لنا ما يمكن أن تنتجه الحروب من قذارات.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عجائب بغداد زمن مستقطع من تاريخ الحرب الأهلية في العراق عجائب بغداد زمن مستقطع من تاريخ الحرب الأهلية في العراق



GMT 18:18 2021 السبت ,27 آذار/ مارس

حكايات من دفتر صلاح عيسى في كتاب جديد

GMT 12:53 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

GMT 11:07 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

"بنات كوباني" كتاب أميركي عن هزيمة "داعش"

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

الفري يعلن عن تأجيل معرض الكتاب 46

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon