تونس - لبنان اليوم
لم يجد عشرات آلاف التونسيين ممن أجبرهم قرار الحكومة بحظر التجول والمكوث في بيوتهم حلا مسليا أفضل من متابعة راقصة تونسية في "فايسبوك" بدأت أول عروضها وهي تخاطبهم قائلة "ابقوا في بيوتكم وسأرقص لكم".
ترتدي الراقصة نرمين صفر تنورة قصيرة ووشاحا وتبدأ عرضها الراقص في قاعة الجلوس ببيتها أمام أريكة على أنغام موسيقي شرقية وتونسية تقليدية مجتذبة أكثر من 130 ألف مشاهد في بث على صفحتها على "فايسبوك".
في بلد فرض حظرا ليليا على التجول ثم لاحقا حجرا صحيا شاملا، وأُغلقت فيه المقاهي والمطاعم والملاهي وأُوقفت جميع رحلات السفر الدولية، أثبتت عروض نرمين الليلية على "فايسبوك" و"انستغرام" نجاحها في التخفيف نسبيا من وطأة ووقع أخبار الوباء المحبطة على نفوس الآلاف في تونس.
ينتقل متابعو عروض نرمين لساعات يوميا من حالة اكتئاب جراء الأخبار السيئة عن عدد إصابات ووفيات كورونا الى حالة مرح وضحك تملأ نفوس متابعي صفحتها.وفي أول عروضها هذا الشهر ارتدت نرمين لباس الرقص ووضعت على فمها كمامة طبية داعية التونسيين إلى ملازمة بيوتهم واحترام القرار الحكومي بحظر التجول.
وحتى الآن أعلنت تونس تسجيل 278 إصابة بالفيروس وثماني وفيات. وسيطرت مشاعر الخوف على التونسيين مع استمرار تفشي الوباء.
وبدا أن رسالتها كانت ربما أكثر وقعا من رسائل عديد السياسيين حيث تدفق عشرات الآلاف يشاهدون عروضها على هواتفهم وشاشات الحواسيب في بيوتهم.
ويتندر متابعو عروضها بأن رقصاتها ومخاطبتها لهم أصبحت مطمئنة أكثر من الرسائل السياسية حيث أصبحت مصدر ترفيه وتسلية.
وفي إشارة إلى أن عروضها أصبحت تجمع كثيرا من التونسيين، يعلق بعض متابعيها بطرافة على صفحتها مرسلين السلام لأقارب لهم في الخارج بينما يبحث آخرون بتندر على صفحتها عن أصدقاء لهم لم يرونهم من وقت طويل.
ويثير كل ذلك أجواء مرحة بين الآلاف ممن يتابعونها ويعيدون نشر فيديواتها.
وانهالت آلاف الرسائل على صفحة نرمين حين احتجبت عن الظهور في الليلة الثالثة مطالبين إياها باستئناف "رقصة كورونا"، وقائلين إنهم يشعرون بالضجر.
وبعد أن كانت صفحة نرمين، وهي فنانة استعراضية تقدم عروضا في حفلات خاصة وفي الملاهي، تضم نحو 100 ألف متابع قفز عدد متابعيها على "فايسبوك" إلى أكثر من نصف مليون متابع مع بدء عروضها المباشرة.
وتخاطب نرمين متابعيها قائلة: "أنا خائفة مثلكم، لكنني أريد أن أرقص وأبث الفرح... أريد أن أرسل رسالة للجميع في العالم بأننا يجب أن نعيش الحياة ونتحدّى الخوف وكورونا".
اخبار قد تهمك ابيضا
"الطنبورة" على مسرح "الضمة" الخميس
أرسل تعليقك